ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010م، وفي إطار فعاليات الأسبوع الثقافي السوداني بيومه الثاني وبحضور سعادة السيد علي مجوك المؤمن وزير دولة بوزارة الثقافة السودانية وعدد من المثقفين القطريين والسودانيين أقام الصالون الثقافي بحديقة البدع أمس محاضرة بعنوان (رافد التراث العربي في الشعر السوداني- نظرة في مصادر ثلاثة شعراء سودانيين) وذلك من تقديم وعرض الدكتور الصديق عمر الصديق أستاذ الأدب والنقد بجامعة الخرطوم ومدير معهد البروفيسور عبدالله الطيب بجامعة الخرطوم ورئيس ندوة العلامة عبدالله الطيب وهي أكبر محفل للدراسات العربية السودانية في مجالات الأدب واللغة والتراث. هذا وقد قدم للندوة الكاتب الدكتور حسن رشيد، والذي بدأها بقوله: نرحب بكم في لقاء متجدد في الصالون الثقافي، وضيفنا اليوم الباحث والمفكر د. الصديق عمر الصديق... فإذا كنا نتحدث عن الشعر فالشعر والسودان توءمان.. هذه المقولة أطلقها ذات يوم الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي لذا فكم هو رائع أن نلتقي بأحبتنا في السودان رفقاء الدرب والذين تلقينا على أيديهم مبادئ القراءة والكتابة سودان الوفاء والإيثار والحب. وأضاف: بدأنا منذ زمن بعيد في قطر لقاءنا مع المبدعين من القارة السمراء السوداء بشمالها بغربها بجنوبها بشرقها.. وعاش الطيب صالح في قلوبنا وبين ظهرانينا.. وأسماء كبيرة حملت مشاعل الشعر والأدب حفظناها عن ظهر قلب.. إذ لا يمكن أن تجتمع مع سوداني إلا ويكون الشعر رفيقكما واليوم سيحدثنا د. الصديق عن تجربة ثلاثة من فطاحل الشعراء السودانيين وهم التيجاني والعباسي وعبد الحي.. قوة السبك في البناء الشعري السوداني ومن ثم بدأت الندوة التي استهلها د. الصديق بقوله: لعله من المفيد أن أقر أني اخترت ثلاثة الشعراء المذكورين من سماء الشعر السوداني على كثرة نجومها واختلاف اتجاهاتها وتياراتها لكونهم يمثلون ثلاثة مدارس سودانية في الشعر فإذا انبرى الدارس للنظر في المدرسة القديمة أو مدرسة المحافظين فإنه لن يُصادف من هو أظهر من العباسي، وكذلك اذا انتقل إلى رحاب الشعر الوجداني أو الرومانسي فليس ثمة شاعر يضارع التيجاني أما إذا دلفنا إلى الشعر السوداني في زي الحداثة وفي تجليات خصائصه الفنية فإن عبد الحي يطيق الحضور ويستعصي على الغياب في أفق المشهد الشعري. ومن ثم عقد د. الصديق مقارنات بين الشاعر العباسي وأبي الطيب المتنبي والشاعر البارودي لقوة السبك في البناء الشعري عند العباسي على نحو يعود بديباجته إلى عصر القدماء، كذلك تحدث عن التيجاني ودوره في تعميق الفن برافد التراث، ومن ثم انتقل للشاعر عبد الحي وتأثره بالنقد وبحثه عن الأسطورة مشبعاً كل الموضوعات الثلاثة بحثاً وتدقيقاً شيقاً أثار فضيلة الاستماع عند الجمهور. أكرم الكراد