تبدو الصلاة التي سيؤديها مليون طفل سوداني اليوم في مدينة أم درمان في السودان تعزيزاً للوحدة وترسيخاً للسلام كأنها السهم الأخير في الجعبة السودانية للحفاظ على سودان موحداً وفي منأى عن الانفصال. السودان الذي يواجه استحقاقات هامة تتمثل بالاستفتاء في الجنوب مطلع العام المقبل وسلام دارفور الذي وُضع له سقف زمني بانتهاء العام الجاري يحتاج لهذه الصلاة التي سيؤديها أكثر من مليون طفل في عدد من الولايات حيث ستنتقل الصلوات إلى المساجد والكنائس في عموم الولايات السودانية. يأمل المليون طفل الذين سيؤدون هذه الصلاة ان يورّثوا سوداناً واحداً وهي الغاية التي تكاد تصبح بعيدة المنال وصعبة التحقيق في ظل ما تشهده الساحة السودانية من حالة شد وجذب بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. لقد أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن بدء الحملة العامة لدعم الوحدة في السودان وهي حملة تستوجب وقوف كل أبناء الوطن وقفة رجل واحد لتحقيقها وترسيخ السلام. وهي حملة كان من المؤمل أن تكون ترسخت في وجدان الشعب السوداني شماله وجنوبه قبل سنوات وبعد توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي أنهى حربا مريرة دامت عقودا طويلة. تأكيد الحكومة السودانية على الحرص على إجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف وفي موعده ويعبر بحرية عن إرادة الناخبين في الجنوب والتزامها بنتائجه مهما كانت النتيجة الوحدة أو الانفصال بقدر ما يعزز الأمل بان يكون السلام لا الحرب هو النتيجة التي سيتمخض عنها هذا الامتحان العسير مهما كان قرار الجنوب بقدر ما يلقي على شريكي الحكم والمجتمع الدولي الذي سيراقب الاستفتاء مسؤولية الحرص على السلام وعدم الانجرار الى الحرب والعنف مرة أخرى. استحقاق سلام دارفور الذي سيكون مع نهاية العام أيضا يحتاج الى صلاة أخرى من أبناء السودان جميعا ليتوصل الفرقاء الى سلام عادل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها ويعيد المهجرين من اللاجئين والنازحين الى ديارهم ويطوي هذا الملف المظلم في تاريخ السودان الى الأبد.