تعهد شريكا الحكم في السودان، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، في النمسا للمجتمع الدولي بعدم العودة للحرب بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان. وشددت الحركة الشعبية على المجتمع الدولي لاحترام 9 يناير موعداً لإجراء استفتاء تقرير المصير للجنوب واحترام خيار الجنوبيين سواء جاء للوحدة أو الانفصال خلال الاستفتاء المقبل. وطالب وزير رئاسة مجلس الوزراء القيادي بالحركة الشعبية، د. لوكا بيونق، بأن تكون قضايا ما بعد الاستفتاء مؤشرات لاستدامة السلام وليست منطلقات لعودة التوتر والحرب بين الشمال والجنوب. وامتدح لوكا بيونق رئيس الجمهورية المشير البشير واعتبره القائد الذي امتلك الشجاعة ليمنح المواطنين في جنوب السودان حق الاختيار في الاستفتاء. ودعا لوكا مخاطباً المجتمع الدولي في ورشة العمل التي جمعت الشريكين بالعاصمة النمساوية فيينا أمس الأول تحت عنوان «التحديات التي تواجه استفتاء الجنوب» التي نظمتها وزارة الخارجية النمساوية بالتعاون مع مجموعة من مراكز البحوث والدراسات والمنظمات النمساوية، دعا المجتمع الدولي لاعتبار البشير القائد الذي يجب على المجتمع الدولي العمل معه. وتعهد لوكا بأن يعمل الشريكان معاً لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان وعدم العودة للحرب، واعتبر اتفاقية السلام الشامل أكبر إنجازات الشعب السوداني، وشدد على الحفاظ على مكتسباتها والاستفادة من عائداتها لكون السودان قد شهد تحولات ضخمة بعد توقيعها. وتعهد لوكا بيونق من النمسا بإجراء حكومة الجنوب لاستفتاء حر ونزيه وشفاف. وجدد وزير الخارجية، علي كرتي، في الجلسة الافتتاحية للورشة بالنمسا عزم الحكومة انتهاج طريق السلام إلى منتهاه والعمل مع شريك السلام الحركة الشعبية لتحقيق الاستقرار الشامل في السودان سواء جاءت نتيجة الاستفتاء للوحدة أو الانفصال. وأكد وزير الخارجية أن اتفاقية السلام الشامل تعدت كونها اتفاقيةً لوقف الحرب إلى اتفاقية لمعالجة جذور المشكلات في كافة السودان وصولاً للاستقرار الشامل والسلام المستدام والتنمية، وقال: «لا نكوص عن إرادة السلام مهما كان». ودعا كرتي النمسا والمجتمع الدولي لمواصلة جهودهم لمعاونة السودان ومساندته في السلام، ونبّه الى أن القواسم المشتركة التي تجمع الشعب السوداني شمالاً وجنوباً تحتم عليهما تشارك المستقبل بين جميع السودانيين مهما كانت نتيجة الاستفتاء. فيما أعلن وزير خارجية النمسا، د. مايكل شبيندلجر، دعم الاتحاد الأوروبي والنمسا للسودان شماله وجنوبه لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية. وأعلن وزير خارجية النمسا ترحيب بلاده بالتطورات الإيجابية على صعيد الأوضاع في دارفور خاصةً التحسن الكبير في العلاقات السودانية التشادية الذي أسهم في تحقيق الكثير من التطورات الإيجابية على الأرض في دارفور. وجدد الوزير النمساوي التأكيد على أن بلاده ستعمل على أن ترى سوداناً مزدهراً شمالاً وجنوباً مهما كانت نتيجة الاستفتاء. ودعا الوزير النمساوي المجتمع الدولي للإسهام في تحقيق ذلك.