شن الطيران الحربي الثلاثاء غارة هي الاولى له على أحد احياء العاصمة دمشق منذ بدء استخدامه في النزاع بين نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه، كما سجل اغتيال ضابط كبير من اعضاء قيادة اركان القوات الجوية. تزامنا، حملت دمشق تركيا ودولا خليجية مسؤولية استمرار الازمة في سورية، بعد رفض انقرة اقتراحا روسيا بالحوار مع دمشق، انطلاقا من استمرار نظام الرئيس بشار الاسد في 'قتل شعبه' خلال الهدنة المعلنة في عطلة عيد الاضحى، حسب قول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. وفي وقت يزور موفد جامعة الدول العربية والاممالمتحدة الى سورية الاخضر الابراهيمي بكين الثلاثاء في اطار سعيه الى ايجاد حل لأزمة تتجه 'من سيىء الى اسوأ' بحسب قوله، برز الى العلن جدل بينه وبين قطر التي رفضت وصف الابراهيمي للوضع السوري بانه 'حرب اهلية'، مؤكدة انه بالاحرى 'حرب ابادة' من نظام على شعبه. ورد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الثلاثاء على الابراهيمي، معتبرا ان 'ما يجري في سورية ليس حربا اهلية ولكن حرب ابادة اعطيت لها رخصة اولا من الحكومة السورية وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن'. وردت دمشق في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، على رفض انقرة دعوة روسية للحوار، محملة تركيا ودولا خليجية مسؤولية استمرار 'نزف الدم السوري'، وداعية انقرة الى 'مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض'، بدلا من 'استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سورية'. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اكد ان بلاده لن تتحاور مع دمشق لان 'لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى'، وان خطوة كهذه من شأنها ان تعطي 'شرعية للنظام القائم'. وكانت روسيا دعت الاثنين على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الدول المجاورة لسورية للتحاور معها لانهاء الأزمة، تزامنا مع تحذير الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي من موسكو، من وضع يزداد سوءا في سورية. ميدانيا، شنت طائرة حربية غارة على حي جوبر في شرق دمشق هي الاولى من نوعها على العاصمة، بحسب ما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان. وسبق للنظام ان استخدم مروحيات عسكرية في قصف العاصمة. وألقت الطائرة اربع قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق والمحاذي لبلدة زملكا في ضواحي دمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد. وافادت صحافية في وكالة فرانس برس في العاصمة السورية ان صوت انفجار قوي سمع في كل انحاء دمشق. كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق سورية مختلفة الثلاثاء، منها حي الحجارية في مدينة دوما بريف دمشق ادت الى 'دمار هائل في المنطقة'، وبلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في الريف الدمشقي، بحسب المرصد. كما استهدف الطيران محافظة إدلب (شمال غرب) لا سيما مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ومحيطها، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الغارات تركزت على 'محيط المشفى الوطني' في المدينة. ومع تزايد استخدام النظام السوري للطيران الحربي في الايام الاخيرة وغداة يوم شهد 'اعنف الغارات' على مناطق عدة، كشف الثلاثاء عن اغتيال اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين في شمال العاصمة السورية، وهو احد 'افضل الخبرات في مجال الطيران'، بحسب التلفزيون الرسمي السوري الذي اذاع النبأ في شريط عاجل. وابلغ مصدر امني في دمشق وكالة فرانس برس ان اللواء 'عضو في قيادة الاركان الجوية'، وتعرض لاطلاق نار ليل الاثنين بعيد خروجه من منزل احد اصدقائه. واتهم التلفزيون 'مجموعة ارهابية مسلحة' باغتيال الخالدي 'في اطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية'. من جهتها، تبنت 'كتيبة شهداء ركن الدين' التابعة للواء الاول بدمشق في الجيش السوري الحر، في بيان على صفحتها على موقع 'فيسبوك'، اغتيال الخالدي 'المسؤول عن التدريب الجوي بأمرية الطيران، والرقيب الاول احمد عبد الحق من فرع المخابرات الجوية'. في غضون ذلك، شهدت مناطق سورية عدة اعمال عنف الثلاثاء ادت الى مقتل 43 شخصا، بحسب المرصد. وشهدت بعض احياء مدينة حلب (شمال) اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس نقلا عن سكان في المنطقة، علما انها ليست المرة الاولى التي يحاول فيها المعارضون التقدم نحو الثكنة. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر، والذي يعد الاكبر في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر). وكانت العاصمة السورية شهدت دخول العامل الفلسطيني على خط الاشتباكات بين النظام ومعارضين، بعدما سجلت بعد منتصف الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين موالين له في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. واوضح المرصد ان الاشتباكات اندلعت اولا في حي الحجر الاسود (جنوب) بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم امتدت الى مخيم اليرموك 'حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام'. وافاد المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة انور رجا لوكالة فرانس برس ان 'جماعة من المسلحين الارهابيين حاولوا التسلل فجر الثلاثاء عند الساعة 2.30 (0.30 ت غ) الى مخيم اليرموك'، تصدت لها 'اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم' الاكبر في سورية من حيث ارقام اللاجئين المسجلة لدى الاممالمتحدة والبالغة 148500. وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة الاردنية الثلاثاء 61 سوريا كانوا في ثلاث شاحنات بالقرب من مدينة معان الجنوبية التي تعد معقلا للاسلاميين.