شهدت العاصمة البحرينية المنامة صباح أمس خمسة تفجيرات أودت بحياة اثنين من العمال الآسيويين، كما أصيب ثالث بإصابات وصفت بأنها خطيرة. وأبلغ مصدر أمني في وزارة الداخلية البحرينية «الشرق الأوسط» أن القنابل كانت محلية الصنع، ولها نفس بصمات التفجيرات السابقة التي استهدفت رجال الأمن. وعاشت المنامة على وقع خمسة تفجيرات بدأ أولها في الساعة 4:30 وآخرها كان في حدود الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت المحلي للمنامة تتالت فيها الانفجارات في ثلاثة من أحياء العاصمة. وينبئ التكتيك الجديد في التفجيرات عن مستوى جديد من العنف حيث قضى في هذه التفجيرات عاملا نظافة مما يعني زرع العبوات المتفجرة في أي موقع واستهداف الجميع بعد أن كان المستهدف هو رجل الأمن في الفترة السابقة. أمام ذلك أدان رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بأشد العبارات التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها المنامة صباح أمس وأسفرت عن وفاة اثنين وإصابة ثالث إصابات خطيرة. وأكد رئيس الوزراء أن الجناة لن يفلتوا من يد العدالة، ودعا الأجهزة الأمنية إلى تكثيف عملياتها للقبض على الإرهابيين والقبض على من حرضهم، مع تعزيز الإجراءات الأمنية واتخاذ المزيد من الاحتياطات التي تحول دون تحقيق الإرهابيين لأهدافهم. وقدم رئيس الوزراء التعازي لأسر ضحايا العمل الإرهابي متمنيا الشفاء العاجل للمصاب، كما أكد على أن البحرين ستظل عصية على الإرهابيين، وأن الحكومة لن تسمح بنشر الفوضى والتخريب والإرهاب وستواجهه بكل حزم وحسم، مشددا على أن حماية المواطنين والمقيمين والجاليات وتوفير الأمان لهم مسؤولية الحكومة وأنها لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات التي تكفل تحقق ذلك. وأشار رئيس الوزراء إلى أن البؤر الإرهابية غريبة على الجسم البحريني السليم وسيتم استئصالها وقال «لا أخذ ولا عطاء في الأمن»، مضيفا أن التعامل مع مرتكبي الجرائم الإرهابية سيكون بشدة، كما سيتم تعقبهم واتخاذ الإجراءات القانونية المتعلقة بالأعمال الإرهابية. وأكد رئيس وزراء مملكة البحرين أن من يقف وراء هذه الجرائم الإرهابية فئة ضلت عن جادة الصواب وارتضت أن تكون أيادي سوء ومعاول هدم، وقال إن القانون والعدالة كفيلان بردعها، كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى مساندة الجهود الحكومية والمساهمة في التصدي للإرهاب واجتثاث ثقافته. بدورها حملت الدكتورة سميرة رجب وزيرة الدولة للشؤون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية بشدة على ما سمتها بمنابر العنف، وقالت إن القيادة البحرينية أعطت هذه المنابر ومن يتبع لها الكثير من الفرص، وقالت إن الحكومة ستتخذ إجراءات لفصل المنابر الدينية عن العمل السياسي والحديث في السياسة، لكنها لم تحدد تلك الإجراءات، وأضافت «إن المنابر الدينية تم استغلالها استغلالا سيئا في الأزمة التي عاشتها البحرين منذ 14 فبراير (شباط) وحتى الحادث الذي وقع يوم أمس». وقالت رجب إن العنف الذي شهدته البحرين طيلة الفترة الماضية كان بفتوى واحدة من على منبر ديني، وزادت بأن الأعمال الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة كانت بفتوى دينية من على منبر ديني، في إشارة منها إلى خطبة الشيخ آية الله عيسى قاسم الشهيرة التي قال فيها «اسحقوهم». وقالت رجب إن نوعية الأهداف والقنابل المستخدمة كلها تسير على نفس النهج الذي اتبعته الجماعات التي نفذت أعمالا إرهابية سابقة طالت رجال الأمن. وشددت رجب على أن الحكومة البحرينية تعتبر كل من لا يدين العنف والأعمال الإرهابية التي وقعت في البحرين يوم أمس أو تعرضت لها في وقت سابق مشاركا فيها، وقالت إن هناك منابر وجماعات من المعارضة كان أول تصريحاتها التشكيك في الحادث الذي وقع يوم أمس، في إشارة منها إلى بيان بثته جمعية الوفاق الإسلامية إحدى جمعيات المعارضة السياسية. وقالت رجب إن الحكومة البحرينية لا تتهم جماعات من المعارضة بالوقوف وراء هذه الأحداث وقالت «قانونيا تتعامل الحكومة مع المتهمين الأفراد ومن يقوم بالجريمة ولا تجرم الجماعات لأن الجرمية فردية». وكشف اللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام البحريني في مؤتمر صحافي ملابسات الأعمال الإرهابية التي وقعت صباح أمس بمنطقة العدلية والقضيبية والحورة بمحافظة المنامة والتي راح ضحيتها شخصان آسيويان إثر انفجار قنبلتين في منطقة القضيبية كما أصيب أيضا شخص ثالث بجروح بليغة نتيجة انفجار قنبلة بمنطقة العدلية. وأوضح رئيس الأمن العام أن غرفة العمليات في وزارة الداخلية تلقت اتصالا هاتفيا عند الساعة 4.31 صباحا بالتوقيت المحلي من أحد المواطنين يفيد بتعرض أحد عاملي النظافة لإصابات خطيرة جراء انفجار جسم غريب أثناء رفع القمامة بالقرب من مأتم العدلية، حيث توجهت الفرق المختصة إلى الموقع وتم نقل المصاب بسيارة الإسعاف إلى مجمع السلمانية الطبي وإدخاله إلى وحدة العناية المركزة. وأضاف: كما عثر رجال الأمن على قنبلة أخرى بنفس الموقع وعلى مسافة 20 مترا من القنبلة الأولى حيث تمكنوا من إبطال مفعولها. وتابع اللواء الحسن أنه في الساعة 5:47 بالتوقيت المحلي للعاصمة البحرينية المنامة تلقت غرفة العمليات بلاغا عن وجود شخص آسيوي الجنسية مصاب جراء انفجار قنبلة في مجمع 231 بمنطقة القضيبية، وقد انتقلت على الفور الجهات المعنية إلى موقع الانفجار حيث تبين بأن الشخص توفي متأثرا بجراحه. كما تلقت غرفة العمليات بحسب رئيس الأمن العام في الساعة 7:50 صباحا بالتوقيت المحلي بلاغا من أحد المقيمين عن انفجار قنبلة على طريق رقم 2157 بمنطقة القضيبية وقد تبين أن الانفجار تسبب في تضرر سيارة مدنية خاصة. وفي حدود الساعة 8:55 بالتوقيت المحلي تلقت غرفة العمليات بلاغا عن وجود شخص مصاب جراء انفجار قنبلة في منطقة القضيبية وتم نقل المصاب إلى مجمع السلمانية الطبي حيث توفي متأثرا بجروحه. كما تلقت غرفة العمليات في الساعة 9:24 بالتوقيت المحلي بلاغا من أحد المقيمين عن انفجار على شارع الزبارة بمنطقة الحورة تسبب في إتلاف ثلاث سيارات مدنية خاصة كانت موجودة بالموقع. وأكد رئيس الأمن العام أن الدوريات الأمنية والفرق المختصة باشرت جميع مواقع التفجيرات وقامت بتطويق مسارح الجريمة وتحريز ورفع الأدلة وسؤال الشهود، وذلك بعد أنا قامت بتأمين تلك المواقع، وقال إن الأجهزة الأمنية وتعكف على تتبع خيوط هذه الجرائم الإرهابية للتعرف على مرتكبيها ومدبريها والقبض عليهم تمهيدا لتقديمهم للعدالة، حيث تم بالفعل تحديد عدد من المشتبه بهم. وأكد اللواء طارق الحسن أن وزارة الداخلية وانطلاقا من مسؤولياتها الدستورية والقانونية لن تدخر جهدا في تعقب كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد من أجل القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وأنها سوف تتخذ كل الإجراءات القانونية للقبض على الإرهابيين الذين تسببوا في هذه التفجيرات ومن يقف معهم ويدعمهم ويحرضهم أو يتستر عليهم.