خلال أربع سنوات باتت بلدة كوغيلو مسقط رأس والد الرئيس الأميركي باراك أوباما تتمتع بالمياه الجارية وبالكهرباء، كما تم تعبيد الطريق الرئيسي فيها، وحبست الليلة قبل الماضية أنفاسها أملا في إعادة انتخاب أوباما لولاية رئاسية ثانية. ومع دنو موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي، شهدت هذه البلدة الواقعة وسط التلال على بعد ستين كيلومترا عن بحيرة فيكتوريا في غرب كينيا، قدوم وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم. وحتى التلفزيون الكيني نصب فيها هوائيا للأقمار الصناعية. وعلى الطريق الذي يربط البلدة بكيسومو المدينة الرئيسية للمنطقة، وضعت لافتة تشير إلى إمكان متابعة «انتخاب الرئيس الأميركي على شاشة كبيرة» في منتجع كوغيلو، لقاء ألف شيليغ (9 يوروهات) كحد أدنى، ولو أن قلة سيتمكنون من القيام بذلك لأن البطاقات محدودة. وقالت ماري مانيالا أوهيتو العاملة في القطاع الصحي: «سأتابع الانتخابات طوال الليل». وأضافت أن ألف شيليغ «مبلغ كبير، لكنني سأسمح لنفسي به». وفي ملعب المدرسة الابتدائية المجاورة التي أعيدت تسميتها «مدرسة أوباما» بعدما قام بزيارتها عندما كان سيناتورا في عام 2006، تم الإعداد لوضع شاشة عملاقة على أن يكون الدخول مجانا لجميع السكان. وفي كوغيلو لا تزال تقيم سارة أوباما الزوجة الثالثة لجد باراك أوباما من جهة الأب، وستبلغ التسعين من العمر هذا العام. ومع أنه لا توجد أي صلة دم بين أوباما وماما سارة، إلا أن الرئيس الأميركي قال مرات عدة إنه يعتبرها بمثابة جدة له. مع اقتراب موعد الانتخابات لازمت ماما سارة منزلها طوال الوقت وأوقفت على الباب شرطيا على مدار الساعة. وكانت أسرتها تقول إنه من المستحيل الاقتراب منها في الوقت الحالي. وقال أحد أعمام الرئيس الأميركي ويدعى سعيد حسين أوباما مسبقا: «ستسهر الأسرة لتتابع (عبر التلفزيون) حتى إعلان النتائج». وقبل أربع سنوات، تذكر صحافي أتى لمتابعة الانتخابات الأميركية في كوغيلو أنه كان من الصعب العثور على مشروبات باردة في دكاكين القرية، كما أن التلفزيون كان يعمل بالمولد الكهربائي وكان من الصعب العثور على اتصال إنترنت، إلا أن الفنادق بدأت تتطور وهي تؤمن قنوات أجنبية. وأوضحت دوروثي بابو، مديرة منتجع كوغيلو: «لقد حدثت تغييرات كبرى. بات لدينا مياه جارية وكهرباء ومخفر للشرطة وتحسن الأمن». في السابق كانت كوغيلو «بلدة نائمة»، بحسب ماريا مانيالا أوهيتو التي أشارت إلى انتشار دراجات التاكسي المعروفة ب«بودا بودا» في كينيا، بالإضافة إلى تحسن كبير في العناية الصحية في السنوات الأخيرة. إلا أن السياحة لا تزال أقل من التوقعات. ويستضيف منتجع كوغيلو الذي افتتح قبل أقل من عام، المشاركين في منتديات ومدارس ومنظمات غير حكومية التي باتت تنشط في المنطقة، بحسب بابو. وبعد انتخاب أوباما في عام 2008، كانت كوغيلو تأمل في أن تصبح إحدى المحطات المهمة من السياحة في كينيا بموازاة الحدائق الوطنية والمنتجعات السياحية على المحيط الهندي. في المقابل وفي كوغيلو، تعتبر ماما سارة العامل الأساسي لاجتذاب السياح، وهي لا تستقبل أحدا غير أفراد أسرة الرئيس، وبالتالي «ليس هناك ما يستحق الزيارة»، بحسب بابو التي أعربت عن أملها في إقامة محمية للحيوانات في المنطقة قريبا. وأقر سعيد حسين أوباما: «لا يزال أمامنا الكثير لا بد من القيام به. الناس يريدون رؤية أصول الرئيس، وهذا من شأنه مساعدة الاقتصاد». وقال: «لكنه يعود إلى الحكومة أن تعتمد سياسة أفضل لتسويق المكان»، مشيرا إلى إمكان ضم كوغيلو إلى شبكة سياحية في غرب كينيا. وتابع أن إرث أوباما هو عامل إضافي بالطبع، خصوصا لجهة الصورة، ولو أن تنمية البلدة برأيه «من مسؤولية مشروع للحكومة». ومضى يقول: «لقد تعهد (أوباما) قبل انتخابه بأن يصبح اسم كوغيلو على كل خرائط العالم، ولا أعتقد أن (التنمية) كانت ستكون ممكنة لو لم يتم انتخابه». وعند سؤال ماري مانيالا أوهيتو عما إذا كان السكان يعانون خيبة الأمل لعدم رؤيتهم الرئيس منذ انتخابه، فضلت أن تجيب بأنها تأمل «بعودته». ومنذ انتخابه لم يقم أوباما بأي زيارة إلى كينيا، والدولة الوحيدة التي زارها في القارة الأفريقية هي غانا. وقال سعيد حسين أوباما: «ربما إذا أعيد انتخابه هذه المرة سيقوم بجولة في أفريقيا، لا يمكنني القول إنه سيعود إلى كوغيلو، لكنني آمل أن تكون كينيا من ضمن الدول التي سيزورها».