أنا في الخامسة والثلاثين من عمري وحامل بطفلي الأول. أودّ التخطيط للولادة وتحديد موعدها بين الأسبوع الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين باللجوء إلى الطلق الاصطناعي، إذا لم يولد طفلي قبل ذلك. لكن طبيبي يرفض هذا الاقتراح، إلا في حال تخطيت موعد ولادتي المفترض بعشرة أيام. إن كان الطفل على وشك أن يولد وقد اكتمل نموه، فلمَ الانتظار؟ من الطبيعي أن ترغب الأم التي تُرزق بمولودها الأول في أن تحدد يوم ولادة صغيرها كي تخطط لاستقباله وتستعد جيداً. لكن التخطيط لتاريخ بدء المخاض قد يؤدي إلى مضاعفات، من بينها ازدياد خطر الخضوع لولادة قيصرية وتعرض الطفل للأذى، فضلاً عن ارتفاع تكاليف العناية الصحية. نتيجة لذلك، يكون من الأفضل انتظار بدء المخاض طبيعياً. يُعتبر الحمل مكتملاً في أسبوعه الأربعين أو ما تدعينه موعد الولادة المفترض. ولكن عندما تكون المرأة حاملاً بطفلها الأول، لا يُستغرب أن تلده بعد هذا التاريخ المفترض. قد يقرر الطبيب في بعض الحالات اللجوء إلى الطلق الاصطناعي لبدء المخاض قبل الموعد المحدد لأسباب طبية، خصوصاً إن كانت الأم تعاني ضغط دم مرتفعاً، إن أظهرت الفحوص أن الجنين توقف عن النمو بالمعدل المتوقع، أو إن تدنى كمية السائل الأمنيوتي المحيط بالجنين. لا يُعتبر إطلاق المخاض عمداً (تحفيز تقلص الرحم لأسباب غير طبية) خياراً آمناً للأم والطفل على حد سواء. نتيجة لذلك، تنصح الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد، الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال، والأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة بعدم تعمد بدء المخاض، خصوصاً قبل مرور 39 أسبوعاً على الحمل. تكون المرأة الحامل بطفلها الأول، التي تخضع لعملية إطلاق مخاض عمدي، أكثر عرضة بمرتين لولادة قيصرية، مقارنة باللواتي يعانين المخاض طبيعياً. ولا شك في أن الولادة القيصرية تطيل فترة تعافي الأم، تزيد كلفة الولادة، وترتبط بمضاعفات طبية التي لا تُرى في حالات الولادات الطبيعية. علاوة على ذلك، تُظهر أبحاث جديدة أن الأطفال الذين يولدون بين الأسبوع السابع والثلاثين والتاسع والثلاثين يعانون مشاكل صحية لا يواجهها الأطفال الذي يولدون بعد الأسبوع التاسع والثلاثين. يصف الأطباء هذه الولادات ب{المبكرة التي تحدث قبل أوانها بوقت قصير». وتشمل المشاكل الصحية التي يعانيها مَن يولدون في هذه الفترة مشاكل تنفسية، تسمم الدم (التهاب)، نوبات، انخفاض معدل السكر في الدم، واليرقان. كذلك يواجه هؤلاء الأطفال ارتفاع خطر إصابتهم بمشاكل صحية طوال سنتهم الأولى. علاوة على ذلك، يعني تعمد بدء المخاض قبل أوانه بقاء المرأة في المستشفى فترة أطول مما لو أخذت الولادة مسارها الطبيعي، ما يزيد الكلفة الصحية الإجمالية. كذلك يفاقم ارتفاع خطر الخضوع لولادة قيصرية هذه الكلفة ويطيل الإقامة في المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأطفال، الذين يولدون بهذه الطريقة، عناية صحية أكبر خلال السنة الأولى من حياتهم، ما يحمّل قطاع الرعاية الصحية أعباء أكبر. تلد ثلث الحوامل تقريباً بعد الموعد المفترض (40 أسبوعاً). ولكن متى تكون الحامل قد تخطت فعلاً أوان الولادة؟ عندما يبلغ الحمل أسبوعه الثاني والأربعين، يكون قد تخطى فعلاً موعد الولادة المفترض. صحيح أن المخاطر العامة متدنية، إلا أن خطر ولادة الطفل ميتاً يرتفع بعد الأسبوع الثاني والأربعين. يتفادى أطباء التوليد عموماً تعمد بدء المخاض من دون أسباب طبية. لكنهم قد يلجأون إليه بعد مرور 10 أيام على موعد الولادة المفترض ليتجنبوا تخطي مرحلة الاثنين والأربعين أسبوعاً. بدأ الأطباء والمرضى يدركون اليوم أن المخاطر، التي تتعرض لها الأم والطفل جراء بدء المخاض المتعمد، تفوق فوائد التخطيط مسبقاً للولادة. جينيفر تسمر - تاك، طبيب متخصصة في طب النساء والتوليد.