وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخرطوم قادما من المملكة العربية السعودية، بعد زيارة استغرقت ثمانية أيام أجرى خلالها جراحة في الحلق بأحد المستشفيات السعودية في الرياض، وصفت ب«الناجحة». وثارت تكهنات كثيرة حول الداء الذي أصاب الرئيس البشير، ومنعه الأطباء بسببه عن الكلام، وتراوحت بين إصابته بالتهابات في الحلق، وبين إصابته بارتخاء في الحبال الصوتية، وبين ورم «خبيث» في الحبال الصوتية. ولوح البشير بعصاه لمستقبلية فور هبوطه من الطائرة، والتقى كبار مستقبليه في صالة كبار الزوار، ثم غادر على عربة مكشوفة ملوحا بعصاه لحشد يقدر بنحو ثلاثة آلاف جاءوا لاستقباله بمطار الخرطوم. ولم يخاطب البشير مستقبليه في المطار كعادته في مثل هذه اللقاءات، وخرج موكبه دون تصريحات، وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» إنه عاد «سالما معافى». ورددت الجماهير التي حشدت للقاء البشير شعارات من قبيل «عودا حميدا للرئيس»، فيما ردد البعض «حمدا للعودة رغم كيد الحاقدين»، وكأنها كانت ترد ما تناقله البعض في الخرطوم بأن الرئيس «لن يعود». وكان على رأس مستقبليه نائبه الأول علي عثمان محمد طه وعدد من كبار الوزراء والمسؤولين في الحزب الحاكم والدولة. وانشغلت الخرطوم طوال الأسبوعين الماضيين بمرض الرئيس البشير، وما إذا كان سيعيق أداءه لمسؤولياته كرئيس، وطرحت فكرة «الرئيس البديل» بقوة، بيد أن عودته السريعة أجهضت كثيرا من التكهنات التي تقول بعدم عودته، وأكدت أن حالته الصحية في حدودها الدنيا ليست سيئة كما حاولت تقارير تصويرها. الشرق الاوسط