مشوار الفنانة انجي المقدم مع الفن بدأ منذ صغرها حيث شعرت ان التمثيل هو ملاذها الوحيد لمعايشة أحاسيس ومشاعر لا تعيشها في الواقع. جاء رفض الأهل لتحولها الى التمثيل بمثابة الصدمة، ولم تستطع خوض أولى خطواتها واكتفت بالعمل كمراسلة بقناة الأوربت ثم مذيعة. لكن إصرارها ورغبتها الحقيقية جعلتها تطلب من زوجها إتاحة الفرصة لها للتمثيل فوافق لها، وتروي انجي مشوارها مع الفن. كيف جاء قرار التحول للتمثيل؟ ** لم يكن قرار، منذ أيام الجامعة اكتشفت حبي للتمثيل عندما اخذت كورسان مسرح في الجامعة، أعجبني إحساس الممثل عندما يدخل في إحساس آخر يعيشه وهو متعة ما بعدها متعة بعد أن مثلت على خشبة المسرح في الجامعة وأهلي رفضوا اتجاهي للتمثيل بعد التخرج. وماذا فعلت هل رضخت للوظيفة العادية؟ ** رفضت العمل على مكتب وعملت في الإعلان حول الكاميرا، وفي قناة الأوربت طلبوا مراسلة أمام الكاميرا وعملت 3 سنوات مراسلة في برنامج 'القاهرة اليوم' وبعدها 3 سنوات تقديم برنامج 'السلم والثعبان'. كيف وصلت الى هدفك؟ ** كل هذا لم يعطيني إحساس التمثيل الى نقطة التحول بسببين الأول حادث قوي نتج عنه كسر في العمود الفقري وارتجاج بالمخ فوجدت ان الحياة تنتهي في لحظة، فكان السبب الثاني: عندما جاءني سيناريو فيلم كبير لكنني لم استطع التمثيل وشاهدت الافيشات، وكنت تزوجت وقلت له أريد أن أمثل ولا أستطيع الابتعاد عن هذا المجال فاقتنع زوجي وترك لي الفرصة لاثبات وجودي، وعندما دخلت التمثيل كنت ليلة التصوير في حالة من القلق الشديد لأن الفرصة جاءت فهل اثبت نفسي بها، ودارت عجلة العمل. حصلت على خبرات التمثيل من اتجاه؟ ** حصلت على ورشة مع مروة جبريل وقدمت بها بعض أعمالي فقالت لي: أنتي تفعلين ما يتوافق مع شخصية انجي المقدم نفسها، واكتشفت هذا الخطأ ولكن هناك تفاصيل لا تظهر على الشاشة ولكنها تعطي ابعاد الشخصية مثل دراسة الأب والأم وكيف ربيا ابنتهما واسلوب حياة الأسرة وكيف انتقلت الفتاة من عام لآخر في الدراسة وما أهم المشاكل التي قابلتها، كل هذه التفاصيل اكتبها في ورق خاص بدراسة الدور وأتعامل في الأفعال وردودها من خلالها. هل اصطدمت بمشاكل في الأداء التمثيلي؟ ** مشكلتي الكبرى في التمثيل هناك مدرسة تقول استرجع ذكرياتك للشخصية ولم أقتنع بها لأنني لو لم أحصل على تفاصيل كل شخصية على حدة لن أتأثر بالدور وبكل إشارة وإيماءة، ولذا رفضت هذه المدرسة، وقررت الاعتماد على البحث الدؤوب داخل كل شخصية وكافة تفاصيلها التي لا نراها على الشاشة لكنها تكون خلفية للشخصية توضح طريقة كلامها وتفكيرها وردود أفعالها المختلفة بكل موقف وهذا يؤدي إلى الصدق في الأداء واقتناع المشاهد بما أجسده أمامه على الشاشة. نجاحك في مسلسلي 'طرف ثالث' و'شربات لوز' بسبب اختلافهما أم لماذا؟ ** في مسلسل 'طرف ثالث' شخصية نادين صعبت عليَّ فهي تعطي وتحب لآخر مدى وتعطي فقط رغم انه أساء إليها كثيرا، فهي بريئة جدا. أما في 'شربات لوز' شخصية يمنى قوية علاقتها مع طليقها قوية ايضا ووجدته يعمل خطة على امرأة أخرى، وقررت الانسحاب من أمام الطليق لأنه ليس الشخص الذي يمكنني العودة إليه مرة أخرى واستئناف حياتنا وهذه الشخصية لابد أن تتعامل بهذا لأنها امرأة قوية تستطيع الوصول الى أهدافها بالجهد والإصرار والتفكير لكنها ترفض الخطأ أو الاختيار السييء. قلت في المسلسل 'انت عندي اكثر من مائة شقة' هل هذا المنطق تتبعه الفتيات الآن؟ ** الإنسان المادي ممكن يكون رجل أو امرأة وهو الذي يتحدث عن المادة أمام العاطفة ولكن اكثر الفتيات تبحث عن المادة والامكانيات المالية. والمسألة تعتمد على الرجل هل هو 'مستسهل' الأمور فهذا مرفوض أما انه يسعى ويجتهد. ما علاقة الرجل الحالي بالرومانسية من وجهة نظرك؟ ** الرجل هذا العام رومانسيته ليست في الكلام ولكن تعبيره عن الحب بشكل عملي وليس عن طريق 'تسبيل' العيون، لكنه يسعى لتحقيق حياة هادئة ناعمة للمرأة. هل صحيح أن فتاة اليوم مظلومة؟ ** الفتاة اليوم ليست ضحية كما يتردد، هناك فتاة ترى تحقيق سعادتها وحياتها بالزواج والانجاب، وأخرى تراها باكتمال دراستها. هل تتقني أمور المطبخ بعيدا عن الفن؟ ** تعلمت أمور المطبخ من خلال زوجي الذي يجيد فنونه ويستطيع عمل كل أنواع الطبخ لكنه يقلب المطبخ رأساً على عقب وادخل وراءه لإعادة ترتيب كل شيء وإعادته كما كان. القدس العربي