السادة الأطباء الأماجد : - بعد التحية .. والإحترام ... نحن نخاطبكم اليوم إنطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه الأرض والشعب .. وإنطلاقاً من إحساسنا بحب هذا البلد .. تاريخاً وحضارة .. وأملاً فى مستقبل زاهر للأجيال القادمة .. الأطباء الأماجد .. فى جميع التخصصات الطبية .. ومن جميع المستويات العلمية .. عليكم النظر بعين فاحصة لمايدور فى الساحة الطبية فى البلاد .. ومايدور فى كل المرافق الطبية من المستشفيات الكبيرة والصغيرة .. العامة والخاصة .. من عدم وجود لمعينات التطبيب الأساسية .. والعشوائية التى تدار بها هذه المرافق الطبية .. ومايحدث فيها من إهمال واخطاء يكون ضحيتها المواطن الذى وثق فيكم كملائكة للرحمة ووضع نفسه بين اناملكم التى إعتبرها الوسيلة الوحيدة لطريق الشفاء .. هل يسركم مايحدث .. وهل يرضي غروركم ماترون ..؟؟؟؟ الأطباء الأماجد .. ألا يعتريكم إحساس الغيرة عندما ترون المرضي يسافرون من السودان بالآلاف سنوياً للعلاج فى ( المملكة العربية السعودية ) و ( جمهورية مصر العربية ) و ( المملكة الأردنية الهاشمية ) ..ألا تصاب أحاسيسكم بخيبة الأمل .. أو قل ألا يشكل لكم هذا دافعاً لتجويد مهنتكم والإهتمام بها .. ؟؟؟؟ الأطباء الأماجد .. لماذا لم نسمع منكم من قريب أو بعيد .. بيانات رفض أو إدانة لما يعرف بالقبول الخاص ( بالمال ) لكليات الطب والصيدلة .. رغم عدم كفاءة المقبولين فى هذه الكليات ورغم عدم إحرازهم النسب المؤهلة لدخول هذه الكليات .. نسبة لخصوصية مهنة الطب التى تهتم بحياة الإنسان .. ألا ترون أن هذا المسلك هو من أساسيات تدهور مهنة الطب فى السودان .. بعد أن أصبح دخول هذه الكليات متاح لكل من يستطيع أن يدفع .. ؟؟؟؟ الإخوة الأطباء .. الأجلاء .. عليكم بتقبل النقد .. من كل مهتم لأن الهدف من هذا النقد ليس الهدم وإنما هو النقد البناء .. فى سبيل مجال صحي خالي من العوائق .. وفي سبيل مرافق صحية نظيفة وحضارية ولائقة بالإنسان .. لماذا لا تتحرك الغيرة بداخلكم عندما ترون ان معظم الكوادر الطبية تركت البلد وهاجرت للخارج .. ولماذا لاتتحرك الغيرة بداخلكم عندما ترون معظم المرضى من كل الطبقات الإجتماعية .. من رأس الدولة ونوابه إلا كافة الوزراء والمستشارون ورجال الأعمال ورؤساء الأحزاب وغيرهم ممن لهم القدرة لدفع تكاليف العلاج يسافرون لتلقي العلاج خارج البلاد .. متجاهلين تماماً وجود مستشفيات داخل السودان .. وهم على علم تماماً بعدم كفاءة أطباء الداخل .. ورغم كل هذا نسمع خطب طويلة وعصماء من قيادات الحزب الحاكم عن توطين العلاج بالداخل ونحن على علم بان هذه الخطب لا تتعدى كونها خطب سياسية لسد الفراغ ولقول شئ ما والدليل تلقيهم و أسرهم العلاج بالخارج .. فالوضع الطبي حقيقة وضع متدهور جداً وغير لائق تماما بالبشر .. وغير جدير بمهنة الطب .. فعلى جميع الأطباء مراجعة ضمائرهم ومراجعة خبراتهم ومراجعة انفسهم .. لممارسة المهنة فى مثل هكذا وضع .. الأطباء الأماجد .. أمامكم خيارين .. أحلاهما مر .. إما تقديم إستقالات جماعية وترك المهنة حتى تكسبوا إحترامنا .. أو الإصرار على تجويد مهنة الطب وترقية معداتها ومرافقها واطباءها .. حتى تكسبوا أيضاً إحترامنا .. ومايحدث لمرضانا فى ( السعودية ، مصر ، الأردن ) .. خير شاهد على فشلكم وعدم حيازتكم على إحترام الدولة .. ولكم ودي .. الجريدة ..