تمسك نائب رئيس حزب الامة السوداني المقال نصر الدين الهادي بموقفه في الاستمرار في العمل ضمن الجبهة الثورية التي تضم الحركة الشعبية في الشمال وحركات دارفور المسلحة ، معتبراً ان موقعه كنائب لرئيس الحزب غير مهم ، مشدداً على وجود تأييد كبير له من جماهير حزبه ، ويواجه حزب الامة اكبر الاحزاب السودانية خلافات وانشقاقات في صفوفه منذ وصول الرئيس السوداني عمر البشير الى السلطة عبر الانقلاب العسكري في يونيو 1989 . وقال نصر الدين الهادي ان قرار اعفاءه من قبل رئيس الحزب الصادق المهدي لن يغير من مواقفه في العمل ضمن الجبهة الثورية ، واضاف ان المهدي فوجئ برد فعل جماهير الحزب المؤيدة لموقفه بالتمسك في العمل مع الجبهة الثورية ، وقال ( ساحتفظ بموقعي وانا لم اوقع باسم حزب الامة وانما بقناعتي الشخصية وباسمي لتحقيق تطلعات جماهير الشعب السوداني وقواعد الحزب )، واضاف ( لقد تمايزت الصفوف وموعدنا مع جماهير حزبنا قبة الامام المهدي عند ملتقى النيلين لاننا عازمون على اسقاط النظام ) ، وقال ان مواقف حزبه اصبحت ضبابية لا سيما بمشاركة ابن رئيس الحزب مساعداً للبشير ، في اشارة الى عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد الرئيس السوداني ، واضاف ( لذلك فضلت ان اعمل مع الجبهة الثورية بدلاً من الدخول في مماحكات وخلافات داخل الحزب ) ، مشيراً الى انه ما زال يحتفظ بمنصبه في المكتب السياسي والهيئة المركزية والمؤتمر العام ، مؤكداً ان من حق رئيس الحزب تعيين نوابه ، لكنه قال ( لقد رفضت ان اقدم الاستقاله للصادق المهدي واكدت له بانني سواصل عملي في الجبهة الثورية ) ، وتابع ( قضيتي ليست حزب الامة ولست منشغلاً بمشاكله وقضيتي هي الوضع في البلاد باسرها ومواجهة هذا النظام واسقاطه ) ، وقال (وجدت الجبهة الثورية اكثر جدية في هذا العمل المعارض ولذلك وقعت معها ) . وشدد الهادي على ان الجبهة الثورية بعد ان اصدرت وثيقتها قبل شهر حول اعادة هيكلة الدولة السودانية فانها اصبحت تعمل بالوسائل المدنية ، وقال ان العمل المسلح للجبهة الثورية هي للدفاع عن النفس ، واضاف ( ستوجه الجبهة الثورية سلاحها نحو النظام لردعه في حالة فتكه بالمواطنيين ) ، وقال ان الخيار الاساسي امام الجبهة يتمثل في توحيد العمل المعارض في الداخل والخارج ومع منظمات المجتمع المدني لاسقاط النظام ، واضاف ( اذا استسلم النظام وطلب التفاوض فان الجبهة الثورية لن تتفاوض منفردة معه وانما برعاية المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي ) ، وقال ان اجهزة حزبه تعمل تحت ضغوط كثيرة وابتزازات النظام لانه يعمل في الداخل ، واضاف ان النظام قد يفتك باعضاء حزب الامة اذا عارضوا بجدية في سبيل اسقاط النظام ، وقال ( انا اجد لهم العذر في ذلك ) . وكان رئيس حزب الامة الصادق المهدي قد اقال نائبه نصر الدين الهادي الجمعة الماضية بعد توقيعه اتفاقاً مع الجبهة الثورية ، واوضح المهدي في بيان جديد اصدره اول امس ان مجلس التنسيق الاعلى في حزبه قد تداولت انضمام نصر الدين الهادي الى الجبهة الثورية ، وقال ان قرار الانضمام تم بقرار منه دون مشاركة اجهزة حزبه وان الامر ترك لرئيس الحزب ، واضاف ( قررت الا اتخذ موقفاً الا بعد لقاء مباشر مع نصر الدين وتم اللقاء في لندن في الرابع عشر من الشهر الحالي ) ، واضاف ( اوضحت له ان انضمامه للجبهة الثورية وهو نائب رئيس الحزب يعني انضمام حزب الامة ) ، مشيراً الى ان حزبه حريص على الحوار مع الجبهة الثورية من اجل توحيد الكلمة الوطنية حول برنامج السلام العادل الشامل والتحول الديموقراطي الكامل ) ، وقال ( لذلك لم يقرر الحزب الانضمام لتلك الجبهة ولذلك يمكنه الاستمرار في موقعه الحزبي اذا تخلى عن اية صلة تنظيمية بالجبهة مع مواصلة الحوار مع قياداتها من اجل الاتفاق الاستراتيجي للحل السياسي ) ، وتابع ( او ان يتخلى عن موقعه في حزب الامة مع مواصلة موقعه في الجبهة الثورية ) ، واضاف ( لذلك اصدرت البيان في السادس عشر من الشهر الحالي والذي اعلنت فيه اعفاء نصر الدين من موقعه نائباً لرئيس حزب الامة وكل مجهود يقوم به في اطار ذلك الموقع لدعم السلام والحل السياسي سوف يجد تقديراً وطنياً ) . [email protected]