في كل شهر 11 من كل سنة ينقل الاعلام الحكومي هذا الخبر وبنفس اللغة أدناه أكدت وزارة المالية والاقتصاد الوطني أن موازنة العام كذا ستركز على ضبط الصرف والإنفاق الحكومي ودعم القطاعات الإنتاجية بجانب تعزيز السياسات المالية للحكومة.وكشف فلان بن علان في تصريحات صحفية أن وزارته شرعت في توزيع منشور لجميع الوحدات الحكومية يوضح كيفية إعداد الموازنة توطئة لصياغتها في صورتها النهائية، مبيناً أن المنشور وزع لجميع الوحدات الحكومية وركز على ضبط الصرف وتعزيز السياسات المالية التي اتخذتها الحكومة، مشيراً إلى أن الموازنة ستعرض على اللجنة الفنية ومجلس الوزراء والقطاع الاقتصادي بالإضافة إلى البرلمان لإجازة صورتها النهائية. وفي كل شهر 12 من كل سنة يناقش مجلس الوزراء الموازنة ويشيد بها وبالوزارة التي تعبت في اعدادها وإخراجها بهذا الشكل . وقبل بداية شهر واحد من كل سنة يجيز البرلمان الحكومي نفس الميزانية دون تعديلات تذكر مع تقديم صوت شكر لمن وضعوها . ثم يطو أمر الموازنة السنوية ويصرف السدنة حافز الموازنة وتنتهي القصة هذه حكاية الموازنة السنوية علي صعيد جهاز الحكم أو ما يسميه الشيوعيون بالبناء الفوقي . أما علي صعيد المجتمع والناس – البناء التحتي – فإن الموازنة التي ( عاسها ) السدنة والتنابلة لم تزد مليما واحدا في مرتب أي زول شغال بي ماهية في القطاعين العام والخاص . ومن كان يشتري رطل السكر بي 2 جنيه ، سيكتشف أن نفس الرطل صار بي 3 جنيه ولما يسأل عن الحاصل يقال له دي القيمة المضافة ومن أراد شراء ربع لحمة وقد كان قبل الموازنة بعشرة جنيه يجد أن سعره صار 15 جنيه بسبب ضريبة تنمية ابتدعتها الموازنة وهكذا تتدني الأجور الفعلية للناس ، ويضطر الناس لتقليص وجباتهم وحركتهم ومستلزماتهم ولا يستطيع الخريج الجامعي أن يجد وظيفة لأن الميزانية لم تستحدث وظائف جديدة ولا يستطيع المزارع أن يزرع القطن لأن الميزانية لم تخفض أسعار المياه والمبيدات . وفي كل يوم يعلن بنك الحكومة المركزي عن أن سعر الدولار يساوي كذا جنيه ، بينما الحاصل أن سعر الدولار كذا جنيه مضروب في اتنين ، لأن الميزانية لم تعالج أمر النقد الأجنبي بما هو مطلوب . أما الأمن والدفاع فيحصل علي نصيبه من الميزانية كل عام ب ( الكوريق ) بينما تعطي الصحة والتعليم بي ( راس المعلقة ) أما التنمية فتنتظر القروض التي لا تأتي إلا يوم القيامة العصر . عندما يترك أمر الموازنة ( للعواسة ) ينتشر الفقر وتخلو مقاعد الدراسة ، ويستشري الفساد باسم السياسة . أما كيف تنهار مثل هذه الموازنات بسدنتها وتنابلتها فاسألوا الشوارع والثورات التي تحدث في الفعل المضارع واسألوا الفول والكوارع الميدان