في اطار البرنامج العام وضمن المسابقة الرسمية للأشرطة الطويلة لفعالية الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الملتزم بالعاصمة الجزائرية، تم عشية يوم الثلاثاء تنظيم عرض لفيلم 'الزورق' للمخرج السنغالي موسى توري، الحائز مؤخرا جائزة 'التانيت الذهبي' في مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان 'أيام قرطاج السينمائية' الدولي في دورته ال 24، بقاعة ابن زيدون. وتروي أحداث الفيلم مآسي الهجرة غير الشرعية على متن 'زوارق الموت' التي تبحر في رحلات 'قاتلة' نحو جزر الكناري الاسبانية، لكنها نادرا ما تنجح في بلوغ وجهتها. ومن اسباب الابحار غير الشرعي لمعظم السنغاليين البطالة وعدم الامل بأي مستقبل الامر الذي يدفع الكثير منهم لمغادرة بلدهم، حيث يحاولون الوصول إلى جزر الكناري على متن زوارق البعض منها لا يصل أبداً. سفر بطولي ومأساوي على حد السواء ووفقاً لموسى توري، نجد في كل عائلة سنغالية فردا واحدا على الأقل غادر على متن أحد هذه الزوارق. وعقب عرض الفيلم فتح المخرج نقاشا مع الجمهور الحاضر بالقاعة، حيث اوضح لهم ان الزورق عبارة عن 'قصة مجازية لبلد على وشك الانحراف بعد غياب جميع الآفاق الممكنة'، مضيفا إن 'زورقه' يجمع فيه جميع عناصر السنغال: مجموعة من ثلاثين رجلا من أصول عرقية مختلفة (وولوف، بول ...) وامرأة واحدة، مع أن الرجال يرفضون عادة مرافقة النساء لهم، لكن توري أراد 'أن يظهر أن المرأة الافريقية قادرة على الاختيار والقيام بأعمال قوية والمخاطرة، شأنها شأن الرجل.' وكشف موسى توري ايضا انه يجيب من خلال هذا الفيلم على الخطاب الشهير الذي ألقاه رئيس الجمهورية الفرنسية السابق، نيكولا ساركوزي، في دكار، مستمتعاً بتكرار رد أحد المسافرين سراً: 'أنا رجل افريقي قرر دخول التاريخ'. بدأ المخرج السنغالي موسى توري مسيرته السينمائية باكرا، وأخرج فيلمه المطول الأول 'توباب بي' سنة 1991، وفي رصيده اليوم 10 أعمال متنوعة وقد اختار المخرج السنغالي فيلم خيال للتطرق إلى موضوع الهجرة غير الشرعية بعد ثمانية أفلام وثائقية وفيلمين طويلين. 'القدس العربي'