رغم الحصار الأمني والعسكري الكثيف أصرت لجنة إضراب السودان وجمعيتها العمومية بعقد مخاطبتها مع تغيير مكان الحشد في آخر لحظة إلى مستشفى الخرطوم وقد ضاقت ساحة المستشفى بجموع الأطباء وكانت مخاطبة ناجحة جدّا ظهرت فيها تضامنات من قطاعات طلابية ومواطنين وحتى أطباء الإمتياز الجدد الذي تم تعيينهم فقط ليكسروا الإضراب ..وقد كنت أنوي الخروج بمساعدة فريق التأمين الخاص بالجمعية لأبلغ سيارتي المركونة بعيدا عن المستشفى ولكن لاحظ المكتب التأميني ان هنالك اربعة عناصر يشتبه أنها من الأمن تلاحقنا..حينها قرر د/محمود ود/سامي إصطحابنا أنا ود/ميادة عبر سيارته الموجودة داخل المستشفى لسيارتي ..ولقد بلغتنا تلك المتابعة فتخلّصنا من الأشياء المهمة وأعطيت مفتاح سيارتي لمحمود للضمان وخرجنا وخرج خلفنا بوكس به ثلاثة من رجال الأمن لونه أبيض طاردنا بإصرار فأخبرت الرفاق ان المنزل لن يعود آمنا ولا اود ان يتم إعتقالي أمام أطفالي الصغار فقررت تعديل مساري لصحيفة أجراس الحرية التي أحرر بها صفحة اسبوعية خصوصا وانها كانت بصدد عقد مؤتمر صحفي في تلك الأثناء ..قام د/ محمود وسامي بإعتراض سيارة الأمن بطريقة سمحت لي ورفيقتي بالركض لبوابة الصحيفة وواصلت الحديث بالتيلفون مع رفاقي ..وناشدتهم بالخروج بسرعة إذ خطر لي فجأة أنهم ربما فكروا في معاقبتهم لمحاولتهم تهريبي.. او قد يكونوا مقصودين في ذاتهم خصوصا محمود.وانا أحادث سامي في التيلفون قال انهم طالبوهم بالتوقف وصدموا سيارتهم بالبوكس ..وبعدها انقطع الإتصال تماما ..ولما كنت في مكان معروف لديهم فلقد قدرت انه لو كان إعتقالا رسميا لدخلت القوات رسميا للصحيفة واعتقلتني ولكن هذه الطريقة في المطاردة والإختطاف من الشارع تهدد حياة الإنسان وأمنه وتشير إلى غياب القوانين الرسمية بالإعتقال ..ففكرت انهم سيكونوا بإنتظاري خارج الصحيفة على أي حال ساعتها هاتفت الأممالمتحدة وطلبت الحماية.. وقدّم أفراد في الحركة الشعبية مشكورين مساعدتي .وعرض علي حزب الأمة القومي النزول في ضيافته..عندها اتى زملائي واساتذتي في الجمعية الطبية والمؤتمر الوطني والتزموا بتأميني ..وقد افرج ليلا عن د/ سامي وقال إنه بخير ..لقد قاموا بإستجوابه وإطلاق سراحه.ولكن لا يزال د/محمود رهن الإعتقال وانا الآن لازلت بخير