عالم (آدم ) مليئ بالتغيير والتجديد .. وتسيطر على فضائه آخر صيحات الموضة العالمية في جانب (الازياء و الحلاقة و العطور ) وغيرها من الجوانب الاخرى ، وفي هذا الزمن صار الرجل لا يتم تصنيفه وفق عمله أو انتاجه أو معدل ذكائه في بعض المجتمعات، وإنما دخلت في التقييم عوامل أخرى كثيرة من اهمها الشكل والهندام والطلة ، وفي كل الاحوال عليه ان يظهر بافضل شكل ممكن ، بل ولابد له ان يغير طلته وفق احدث صيحات الموضة في كل موسم ، سواء بالنسبة للازياء أو حلاقة الشعر واللحية، او العطور والاحذية من اجل أن يواكب العصر ، كثيرة هي مسميات الموضة فيما يتعلق بالرجل .. ويأتي كل عام بصيحاته ، فما هو الجديد في ذلك العالم ، هذا الموسم؟ ، ومن اين يستمد الرجل السوداني ثقافته في جانب الموضة ؟ ثقافة سمعية الجديد في عالم الرجال وخاصة الشباب .. سؤال البحث عن اجابة له في قاموس الموضة ، مرهونة بتعدد الثقافات وما تبثه الفضائيات والقنوات من برامج ، فمنها الواجهات التي تطل منها احدث صيحات الموضة .. ومن الملاحظ ان الشباب اصبح يستشف ثقافته للوصول الى مبتغاه من اجهزة الاعلام العالمية ،والتقليد اضحى سمة العصر، في سياق ذلك يقول : ( احمد عابد، ولؤي ياسين ، ويحي ) جامعة السودان كلية الهندسة ، الموضة في المجتمع السوداني عبارة عن ثقافة سمعية ومرئية ، وإعجاب بالاخر، والجديد فيها اصبح متروكا للتلفزيون والانترنت ، واجهزة الاعلام العالمية لها اثرها في استشفاف الجديد ، وذلك يتناسب واذواق الشباب واسعار الماركات سواء في العطور او الازياء أو الاحذية ، مؤكدين ان ساحة الموضة حبلى بالجديد في عالم الرجل . الجينز في التوب من داخل معرض (اولاد الباش ) للملبوسات والاحذية الرجالية ب(سهلة مول ) ، كشف (إبراهيم الامين ) مدير المعرض عن سيطرة الجينز الامريكي بدرجاته على الساحة وافاد أن اغلب الشباب اتجه الى ارتداء بناطلين (السيستم ) الامريكية كآخر الصيحات ، وقال : هذه ثقافة دخيلة على المجتمع السوداني فتلك البناطلين صنعت خصيصا لاظهار الماركات العالمية ودائما يقوم بارتدائها (الفنانون الغربيون ) ، اما السودانيون فيرتدونها بعيدا عن المواصفات من اجل (قشرة وتحشيشة ) فقط ، كما اتجه البعض الى الملابس المصنوعة من قماش (الإسموكن ) هذا النوع يواجه هجمة شرسة خاصة من طلاب الجامعات ،واشار الى دخول الخامات التركية المخملية التي احتلت مكانها في معارض الملبوسات ، ويلاحظ انتشار ظاهرة ارتداء (البرمودات ) بشكل لافت للنظر في الاوقات المسائية ، كما هناك ثقافة جديدة اوجدها الشباب بإطلاقهم اسماء على (القمصان ) مثل (خميس اديني حقنة ، والمشلخ تي ) وغيرها من المسميات الجديدة ، وابان هناك الجديد في جانب الاحذية ولكن الاهتمام به قليل ، وفي جانب العطور اشار: (الياس الهندي ) صاحب محل (اللورد ) للعطور الى تعدد انواعها واسعارها. العودة للمربع الاول من الملاحظ ازدياد اهتمام الرجل هذه الفترة بشكل وفنون حلاقة اللحية (الذقن ) ، لكي تظهر ملامحه وتقاسيم الوجه ، بان يختار الحلاقة التي تتناسب مع تقاطيع وجهه ، ففي وقت مضى كانت حلاقة (الذقن) لا تزيد عن ثلاثة اختيارات ( حلاقة (الذقن )بالكامل ، او إطلاق اللحية او الشارب طويلا ،او تركهما معا دون حلاقة ) ، لكن مع ازدياد البحث عن الوسامة و الطلة المريحة ، انساق الشباب وراء اخر صيحات حلاقة الذقن خاصة التي يظهر بها الفنانون والمشاهير عبر القنوات الفضائية العالمية ، واصبحت هناك (كتلوجات ) خاصة بحلاقة الذقن في كل صالونات الحلاقة المحلية ، ونسبة لان التغيير اصبح ضرورة ملحة ، في هذا السياق يقول : (محمد صالح جعفر ) مدير صالون (البرنس ) للحلاقة وتصفيف الشعر بامدرمان مدينة المهندسين ، ان شكل الذقن والشارب لهذا الموسم ، يغلب عليهما أن يكونا اقل كثافة ، او شبه حليقين ، ومن الملاحظ ان الشباب اصبح لا يجمع بين إطالة اللحية والشارب معا ، ودائما يميل الى الذقن الدائري او المستطيل او المربع الاشبه (بقفل العجلة ) ، ودعا الى ضرورة الانسياق وراء الصيحات الجديدة ، بما يتناسب وشكل وجوه الرجال عموما والشباب خاصة ، لتفادي الآثار العكسية للحلاقة ، ويؤكد ان اختيار شكل اللحية المناسب يخفي بعض عيوب الوجه ويبرز قسماته بصورة افضل مما يعزز وسامة الشباب وطلتهم ، واشار الى ان مصففي الشعر والحلاقين يقومون باختيار الحلاقة التي تمنح وجه الزبون طولا او تجعله يميل للشكل البيضاوي ، وافاد انهم يعتمدون في نوعية حلاقة الذقن على شكل الوجه فمن خلال مساحاته يحددون نوع الحلاقة مثلا الوجه شديد الاستطالة ، تناسبه حلقه معينة ، وينطبق الامر على الوجه المدور ، اما الوجه الطويل المحدد من اعلى وأسفل ، فيقومون حياله ببعض الحيل البسيطة لتجعله يبدو مائلا للاستدارة وتفادي طوله ، وذلك باطالة اللحية قليلا وتحديدها حول قسمات الوجه مما سيخفي زوايا الوجه الطويلة ويمنحه استدارة محببة ، تماما( كروبرت باتينسون ) نجم سلسلة افلام (توايلايت) ، فيما اعتبر (ناجي إبراهيم ) موظف بذات الصالون ان صاحب الوجه البيضاوي من المحظوظين ، لان اي ستايل للحية والشارب سيلائمه ، لكن رغم ذلك الانسب له حلاقة الشارب واللحية بالكامل وترك الوجه نظيفا ، لتبرز عظمتي الخدود ، ونصح ناجي (الشاب ) ذا الوجه المربع ان يحتفظ باطلالته دائما والا يغامر بتغييرها وفق الموضة بما قد يعود عليه بآثار سلبية ، اما فيما يتعلق بحلاقة شعر الرأس فأكد عودة الشباب الى المربع الاول وتفضيلهم حلاقة (نمرة واحد) . الرأي العام