* تنتظم الخرطوم هذه الأيام حملات توعوية بوسائل السلامة المرورية تشمل توعية وتنبيه بالمخالفات الجديدة التى سيبدأ العمل بتطبيقها وفقاً للائحة التسويات المرورية اعتباراً من الأول من الشهر القادم مثل عدم ربط "حزام الأمان" و"التحدث بالهاتف الجوال" إضافة للتخطي الخاطئ والسرعة الزائدة وتشمل اللائحة الجديدة للتسويات الفورية غرامات تبدأ من (50 - 75 - 100) جنيه. * لا شك عندي البتة في أن التنبيه بضرورة ربط "حزام الأمان" للسائق ومرافقيه بالسيارة إضافة إلى منع التحدث بالهاتف المحمول قراران سيمثلان نقلة كبيرة على مستوى تغيير سلوك مستخدمى الطريق بالسودان. وهي إجراءات سلامة مرورية تجد منا كل الدعم والمساندة إذا ما التزمت الإدارة العامة بتعزيزها كسلوك وتجنبت تحويلها لنوع جديد من "الجبايات". * أجهزة أمنية كثيرة تحسنت بل وتغيرت صورتها في ذهن المواطن السوداني من الصورة النمطية التي تكرس للتعسف والعنف وسوء استخدام القانون إلى صورة مثالية أخرى تتسق مع التعريفات الدستورية بواجبات وسلطات تلك الأجهزة وحدود عملها وآليات مقاضاتها متى ما أحس مواطناً ما بأي حالة غبن أصابته منها، ونشيد أكثر ما نشيد هنا بالنقلة الكبيرة التي حدثت لهذه الصورة على مستوى جهاز الأمن والمخابرات الوطني والذي بإمكانك الآن ومتى ما أحسست بتعرضك لموقف شخصي من أي من أفراده أن تذهب شاكياً إلى مبناه الشهير بحي المطار بالخرطوم لتجد حقك إن كان لك حق أو يجد المذنب جزاءه ولو كان فرداً أو جماعة تتبع للجهاز. * عملية تغيير الصورة النمطية لهذه الأجهزة الأمنية عملية غاية في الأهمية إذ من شأنها أيضاً تعزيز حالة الثقة بين المواطن وهذه الأجهزة وهي عملية لن تتأتى ما لم ينضبط في البدء سلوك عدد من "الأفراد" الذين يمثلون هذه الجماعات ليبقون لها لافتة قد تكون غير "مضيئة"أو خطاباً"بائناً من عنوانه"! * شرطة المرور في تقديري تبقى واحدة من الإدارات الشرطية التي تحتاج أول ما تحتاج لعملية تغيير الصورة النمطية المتأصلة في ذاكرة الناس من الصنفين، من حملة اللوحات المرورية "خ/1" أو حملة الرقم "خ 11- كداري".. * أقول إنها أحوج ما تكون لأن صورة رجل المرور وللأمانة إن أرادت منا هذه الإدارة نصحاً أو إرشاداً صورة مربوطة دوماً في ذهن المواطن السوداني "بالجباية" و"التسوية" والتحصيل وتفترض دوماً في قائد السيارة أنه يفترض فيه أن يكون يملك "المال" الكافي لسداد قيمة تسويته طوال ما أنه كان يقود سيارة!. * هذه الصورة تحديداً من أسوأ أنواع الصور التي ترتبط بالأنظمة أو الحكومات أو الجماعات المنظمة لسلوك الأفراد بدءاً من "جبايات الدولة التركية" وانتهاءً بلائحة التسويات المرورية الجديدة وسقطت بسببها حكومات كاملة ناهيك عن سقوط إدارات لذا فأنا اعتقد بأن ثورة التغيير يجب ان تبدأ من داخل الإدارة نفسها بتغيير سلوك شرطي المرور قبل اأن يكون شرطي المرور نفسه آلية لتغيير سلوك مستخدم الطريق. * إيقاف قائد مركبة مثلاً على جانب الطريق ومطالبته بإبراز رخصة قيادته ومن ثم أخذها والمضي بها دونما اكتراث لصوت احتجاجه ليبدأ بعد ذلك مسلسل جديد من المطاردة للشرطي بهدف استرداد الرخصة أو الانتهاء به إلى سيارة الدورية القابعة بالإيصالات من عينة ال"50" جنيهاً و"75" و"100" جنيه، هذه الصورة تحديداً ستهزم كل جهود الإدارة الحالية لتحسين الصورة لأن التنبيه الشفهي اللطيف من قبل "الفرد" الممثل لسلطة الإدارة "سلطة المرور" قيمة مفقودة تماماً وصورة حضارية غائبة عن مشهد الضبط المروري بالسودان). السوداني