وصلت أزمة نشر قوات دولية بين الشمال والجنوب في السودان إلى مرحلة جديدة، فبينما أكدت مصادر أن وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، اللذين أجريا محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم أمس، قبل أن يتوجها إلى عاصمة الجنوبجوبا، اقترحا صيغة وسطية لنشر قوات دولية بين الشمال والجنوب، توقع مصدر رفيع زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري لجوبا للتباحث بشأن القضية نفسها. وكشفت مصادر سودانية مطلعة أمس أن أبوالغيط وسليمان اقترحا صيغة وسطية لم يحددها بشأن نشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب، وهو ما ترفضه حكومة الخرطوم وتصر عليه حكومة الجنوب، وذلك خلال لقاءين منفصلين مع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، بهدف تقريب وجهات النظر بين الشريكين حول القضايا محل الخلاف. من جهة أخرى، كشف مصدر رفيع في حكومة الجنوب ل'الجريدة'، عن زيارة كيري لجوبا، للقاء رئيس حكومة الجنوب للتباحث بشأن مسألة نشر القوات على الحدود، ولتحديد أجندة اجتماعات أديس أبابا بين الشريكين تحت رعاية أميركا، والتي تقرر انعقادها في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري. وأضاف المصدر أن رئيس الحكومة الإثيوبية مليس زيناوي أرسل دعوة إلى الرئيس البشير وإلى سلفاكير لحضور هذه الاجتماعات، التي تُستأنف بعدما فشلت الجولة الماضية في الاتفاق حول منطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط. من جهته، هدد رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الفريق أول جيمس أوث بالعودة إلى الحرب مرة أخرى في حال تأجل استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان دون موافقة الحركة الشعبية، واعترف أوث في تصريح خاص ل'الجريدة' بتسليح حكومة الجنوب للجيش الشعبي بكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والثقيلة في الفترة الأخيرة استعداداً للسيناريوهات المقبلة، مشيراً إلى أن الميزانية السنوية للجيش الشعبي تبلغ 40 في المئة من الميزانية الكلية لحكومة الجنوب، لافتاً إلى أن العقيدة القتالية للجيش الشعبي الآن دفاعية فقط لا هجومية، في الوقت نفسه قال إن الجيش الشعبي لديه جاهزية تامة للدخول في حرب إذا اضطر إلى ذلك. ونفى أوث دعم الولاياتالمتحدة الأميركية للجيش الشعبي بالسلاح قائلاً: 'نحن نشتري الأسلحة ولا نشحذها'. وعن مصادر صفقات الأسلحة التي يملكها الجيش الشعبي، أشار أوث إلى أن السلاح متوافر وموجود بالأسواق في مصر، وحتى في شمال السودان وفي أسواق متعددة في كل العالم بحسب قوله، وتابع: ' نقوم بشراء السلاح حتى ولو من الشيطان نفسه'. الجريدة