في بعض الحالات قد يبدو استبدال الصمام الأبهري إجراءً ضرورياً، إلا أن الموضوع ما زال مثار جدل. لماذا وهل الألم في الصدر يشير حتماً إلى عيب ما في الصمام الأبهري؟ مع التقدم في السنّ، يغطي الكالسيوم وريقات الصمام الأبهري ما يجعلها سميكة ومتصلبة، وهي حالة تُسمى تضيق الصمام. ولما كانت الصمامات لا تفتح أو تُغلق بشكلٍ عادي، يتعرض تدفق الدم إلى القلب لبعض الإعاقة. على مدى سنوات، تغيب الأعراض التي تميّز هذه الحالة، إلا أن الطبيب قد يكتشفها أثناء الفحوص الروتينية. يمكن أن يؤدي تضّيق الصمام، عندما تبلغ هذه الإعاقة نقطة معينة، إلى أعراض كألمٍ في الصدر أو دوار أو حتّى ضيق نفس الذي يشير في العادة إلى قصور القلب. للأسف، لم يعثر الطبّ على علاجٍ دوائي لتضيّق الصمام إلا أن استبدال الصمام الأبهري يساعد على التخلص من هذه الأعراض. يتطوّر مرض الصمام الأبهري بصمت، وعندما تظهر أعراضه يصبح المريض معرضاً لخطر الموت المفاجئ. بالتالي، يلجأ بعض الأطباء إلى استبدال الصمام الأبهري فور إصابته بتضيّق حاد، حتى قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور. هل يتعين على المرء الخضوع لجراحة في وقتٍ مبكر؟ يقول الأطباء الذين يفضلون استبدال الصمام الأبهري في وقتٍ مبكر إن معدل الوفاة يرتفع بسرعةٍ بعد ظهور الأعراض، بالتالي قد يموت المرضى فيما يراجعون طبيبهم بحثاً عن علاج يشفيهم من هذا المرض. ولما كان المريض يحتاج، عاجلاً أم آجلاً، إلى استبدال الصمام المصاب، ولما كانت المخاطر المترتبة على جراحة القلب تزيد مع العمر، ينصح هؤلاء الأطباء بإجراء الجراحة حين يبدأ الصمام بالتضيّق تدريجاً وقبل أن تظهر أعراض المرض. وكلما تأخر المريض في الخضوع للجراحة زادت سماكة جدار عضلات القلب بفعل الضغوط التي يتعرض لها، ما يزيد من احتمالات الوفاة تحت تأثير الجراحة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تظهر أعراض على الأشخاص المصابين بتضيّق الصمام لأنهم لا يمارسون تمارين رياضية ولا يتحدّون قلبهم. قد يكشف تخطيط صدى القلب الجهدي مدى حسن سير القلب والصمامات، وهو يقوم على مراقبة عمل القلب، عن طريق تخطيط القلب أولاً ثم عن طريق الموجات الصوتية. في حال بيّن هذا الاختبار، الذي يعتمد على إجراء المريض مجهوداً، ضيقاً شديداً في تدفق الدمّ عبر الصمام الأبهري تكون الحاجة إلى استبداله في غضون سنة أمراً ضرورياً. يؤكد مؤيدو الجراحة المبكرة خطورة الانتظار ويشيرون إلى أن خطر التعرض للموت المفاجئ ينخفض حين يشرف طبيب ماهر على إجراء هذه الجراحة. هل يبقى الانتظار القرار الأفضل؟ يرمي استبدال صمام أبهري يعاني إصابة خطيرة إلى التخفيف من أعراض مرض تضيّق الصمام وتجنب الموت المفاجئ. لكن ثمة أطباء يرون أن هذين السببين غير كافيين للخضوع للجراحة في وقتٍ مبكر. يقول د. أدولف هوتر (طبيب أمراض القلب في مستشفى مساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد) في هذا الصدد: «لن يساهم استبدال الصمام في تحسين نوعية حياة مريض متقدم في السن لم تظهر عليه بعد أي أعراض. بالإضافة إلى ذلك، يبقى خطر الموت المفاجئ منخفضاً إلى حين ظهور الأعراض». يزيد خطر الوفاة المفاجئ مع زيادة كمية الكالسيوم التي تُثقل الصمام وانخفاض كمية الدمّ التي تمرّ عبره. ويزداد أكثر مع تضخّم عضلة القلب وتراجع قدرتها على الضخّ. ولا بدّ من الإشارة إلى إمكان تقييم هذه الظروف أثناء اختبار الجهد. يضيف د. هوتر: «قد تشير النتائج إلى أن القلب معرّض للخطر وقد يكون خيار إجراء الجراحة في هذه الحالة منطقياً سواء ظهرت الأعراض أم غابت». ماذا عن القرار المناسب؟ يرتبط خيار استبدال الصمام الأبهري المصاب بالرغبة في الخضوع لجراحة لتخفيف خطر التعرض لموت مفاجئ. وهنا لا بدّ من مناقشة الخطر الشخصي الذي يكون المريض معرضاً له مع طبيبه. يشرح د. هوتر: «مع التقدّم في السنّ، تتحول هذه المسألة إلى نقاش فلسفي. بعد سنٍ معينة، يفضل أشخاص كثر فكرة الموت المفاجئ على الموت البطيء، نتيجة مرض تصاعدي موهن للعزيمة مرتبط بالتقدم بالسنّ كالألزهايمر أو السرطان». كذلك قد يقترح الأطباء احتمال استبدال الصمام بواسطة القسطرة، وهي طريقة حديثة لا تتطلب جراحة بقدر الطرق الأخرى. تعتمد على إدخال الصمام إلى القلب عن طريق أنبوب بلاستيكي (يُسمى القسطرة) يُدخل في الشريان في المنطقة الإربية أو عبر طرف القلب السفلي. بغضّ النظر عن الطريقة التي سيقع اختياركما، طبيبك وأنت، عليها، من الضروري أن تنشأ علاقة حميمة بينك وبين طبيب أمراض القلب الذي سيقيّم الخطر وسينصحك باعتماد الأسلوب الأنسب لحالتك وظروفك.