وافقت سلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة في الولاياتالمتحدة الأسبوع الفائت على اتفاق تسوية قضائية، ستدفع بموجبها 700 ألف دولار تعويضاً للجالية الإسلامية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، بسبب ادعائها بيع شطائر دجاج حلال تبين لاحقاً أنها ليست كذلك. ويوجد محلان فقط في الولاياتالمتحدة الأميركية لسلسلة مطاعم ماكدونالدز يقولان إنهما يبيعان منتجات لحوم حلال, ويقعان في مدينة ديربورن التي يقطنها حاليا نحو 150 ألف مسلم غالبيتهم من العرب. وطبقاً لاتفاق التسوية الذي أقره قاضي محكمة دائرة مقاطعة واين كاثلين ماكدونالد، وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه، فقد وافقت شركة فانيلي التي تدير فرع مطعم ماكدونالدز رقم 11663 بمدينة ديربورن على دفع مبلغ 700 ألف دولار أميركي، على أن يذهب المبلغ بعد خصم أتعاب المحامين لصالح مؤسستين خيريتين تقدمان خدماتهما للجاليتين العربية والإسلامية بالمنطقة، بينما يستلم الشخص الذي تبنى رفع الدعوى القضائية مبلغ 20 ألف دولار "كجائزة تشجيعية". والمؤسستان الخيريتان هما مؤسسة "هدى كلينك"، وهي منظمة خيرية تدير مستوصفا يقدم خدمات طبية مجانية وخدمات للكشف عن النظر وطب الأسنان للجالية الإسلامية في مدينة ديربورن، بالإضافة إلى المتحف الوطني للأميركيين العرب الذي ينفذ مشروعات دعم للمدارس والمساجد من بينها فرصة تعليمية مجانية وجوائز مالية تقديرية للأعمال الكتابية والإبداعية. وبدأت ملابسات القصة في 2 سبتمبر/أيلول 2011، حينما اشترى أحد سكان ديربورن، ويدعى أحمد أحمد، شطيرة دجاج حلال، ولكنه قال إنه تعرض لخديعة وإن لحم الدجاج مغشوش وليس مذبوحاً على الطريقة الإسلامية، مما دفعه على رفع دعوى قضائية جماعية بتاريخ 23 فبراير/شباط 2011 وذلك بالأصالة عن نفسه ونيابة عن قطاع واسع من المسلمين العرب الذين يقطنون المنطقة. خرق القانون وجاء في نص اتفاق التسوية القضائية أن "المدعي أحمد اكتشف بعد شرائه شطيرة دجاج تحمل علامة المنتجات اللحم الحلال، أنها لم تكن حلالا, وبناء على معلوماته واعتقاده فإن شركة فانيلي (تدير فرع ماكدونالدز في المنطقة) قامت في العديد من المناسبات ببيع منتجات Mcchicken وMcNuggets (لحم دجاج) على أنها حلال وتبين العكس في خرق لقوانين حماية المستهلك في ولاية ميشيغان". وطالب المدعي أحمد أحمد في دعواه بتعويض عما تعرض له من ضرر نفسي جراء تناوله طعاماً غير حلال. ولم تذكر الاتفاقية بشكل واضح الطريقة التي تمكن من خلالها أحمد التأكد من أن المنتجات ليست حلالاً، غير أن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن قاسم دخل الله محامي أحمد، قوله إن موكله تأكد من ذلك عن طريق مصدر مطلع داخل فرع ماكدونالدز بالمنطقة. وأضاف دخل الله أنه لا يوجد دليل على أن هناك مشكلة في إنتاج ماكدونالدز للحم الحلال، غير أن فرعها في ديربورن باعت منتجات غير حلال عندما نفد الحلال. وتقول اتفاقية التسوية إن شركة ماكدونالدز بدورها نفت الادعاءات المثبتة من قبل المدعي وأكدت بأن لديها نظاما مصمما بعناية لتجهيز وتقديم المنتجات الحلال، بحيث يتم وضع ملصق عليها بأنها حلال بالإضافة إلى تخزينها وتبريدها وطهيها في مناطق مخصصة فقط للمنتجات الحلال. لكنها بررت قبولها دفع مبلغ التعويض بغرض إصلاح ذات البين وتجنباً للأعباء والمصاريف الناجمة عن امتداد دعوى التقاضي. ردود الفعل وتباينت ردود فعل عملاء ماكدونالدز من الجالية المسلمة في ديربورن إزاء اكتشاف بيعه لحماً غير حلال لهم. وقال إبراهيم أحمد، وهو أحد سكان مقاطعة واين للجزيرة نت، إنه شعر بالصدمة إزاء ذلك. وأضاف "لا أكاد أصدق هذا، لقد كنت أقود سيارتي طيلة سنوات لمسافة نصف ساعة من أجل الوصول إلى فرع ماكدونالدز في ديربورن وشراء تشيكن ماك ناغتس". ومع ذلك يرجح أحمد أن يكون الخلل ناتجا من قبل موظفي فرع ماكدونالدز بالمنطقة وليس من الشركة الرئيسية. أما خالد الواقدي فيقول إنه فور سماعه هذا النبأ فقد ثقته تماماً بماكدونالدز, ويضيف "منزلي مجاور لهذا المطعم وكنت أحد عملائه وعادة ما كنت اشتري شطائر الدجاج لي ولأطفالي منه، ولكنني الآن لن أطمئن مجدداً لهذه المحلات التي تدعي بيعها الأطعمة الحلال". وأشاد الواقدي بما أسماه وعي أبناء الجالية في ممارسة حقوقهم القانونية بالولاياتالمتحدة، من خلال رفع الدعاوى القضائية والكشف عن أي تلاعب أو غش أثناء شراء المنتجات الحلال، وهو الأمر الذي سيضع حداً لمالكي هذه المحلات من التلاعب والاستهتار بعملائها بحسب قوله.