ودّع المنتخب التونسي "آخر ممثلي العرب" في النسخة ال29 من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا البطولة من الدور الأول لاحقا بشقيقيه الجزائري والمغربي بعد أن اكتفى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق أمام منافسه التوجولي في آخر جولات المجموعة الرابعة اليوم ليتأهل الأخير بدوره للمرة الأولى إلى ربع نهائي البطولة القارية. وداع المنتخب التونسي للبطولة كان مستحقا بعد أداء هزيل ظهر به نسور قرطاج في مبارياته الثلاثة ولولا الفوز "الغير مستحق" على الجزائر في الجولة الأولى برغم الأداء المميز الذي قدمه محاربو الصحراء في مبارياتهم الثلاث لكان الخروج المبكر مستحق وعدم الانتظار حتى لقاء الحسم. التوانسة ظهروا بشكل معاكس تماما لتصريحات مدربهم سامي الطرابلسي أمس الذي أكد أن اللقاء امام توجو مصيري وعدم تحقيق الفوز سيكون كارثة، حيث ظهر اللاعبون بدون روح وبدون أداء على المستوى الفردي والجماعي ، وكان التفوق في جميع فترات المباراة لمصلحة زملاء أديبايور الذين نجحوا في التغلب على التحيز التحكيمي الفاضح لتونس واقتنصوا بطاقة العبور الثانية لربع النهائي. بداية المباراة كانت توجولية خالصة ووصل لاعبيه بسهولة بالغة إلى مرمى المعز بن شريفية إلى أن جاء هدف التقدم المنطقي في الدقيقة 13 عن طريق المهاجم سيرج جاكمب بعد بينية متقنة من نجم اللقاء الأول أديبايور وتسديدة عكسية وسط سذاجة دفاعية بالغة. حاول النسور العودة في المباراة مجددا وضغطوا دون شراسة إلى أن تمكن المدافع وليد الهيشري من الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 30 بعد أن تعرض للجذب داخل منطقة الجزاء ليسجل منها زميله خالد المولهي هدف فريقه الوحيد. وفي الشوط الثاني ضاع التوانسة تماما بعد أن تركوا دفاعهم مستباح أمام الهجمات المرتدة الخطيرة ، في الوقت الذي لم يقدم فيه الهجوم وخط الوسط الإضافة المرجوة برغم تواجد أسماء رنانة مثل يوسف المساكني وأسامة الدراجي والبديل زهير الذوادي. التحكيم لعب دورا كبيرا في محاولة إيصال تونس للمباراة النهائية حيث تغاضى حكم اللقاء عن احتساب ثلاث ركلات جزاء لا شك ولو بنسبة بسيطة في أحدهم لأديبايور ، حيث تعرض في مرة أولى لعرقلة واضحة أثناء محاولة انفراده بالمرمى من وليد الهيشري وأشار الحكم باستمرار اللعب ، أما الثانية فكانت الأكثر فداحة بعد أن انفرد أديبايور مرة أخرى بالمرمى ولم يجد الهيشري بديلا عن جذبه من القميص على مرأى من الحكم وانقض الحارس عليه من الأمام وعرقله عرقلة واضحة ومع ذلك اكتفى الحكم بالركنية ، أمام ثالث الركلات فكانت في الوقت بدل الضائع بعد أن دفع المدافع أيمن عبد النور مهاجم توتنهام بكلتا يديه أثناء محاولته لترويض إحدى الكرات في الهواء ولم ينتبه الحكم مرة ثالثة. واستمرارا لمسلسل التحكيم المثير قام الحكم بإهداء تونس قبلة الحياة وآخر آمال التأهل في الدقيقة 78 بعد أن احتسب ركلة جزاء لا يمكن وصفها إلا بال"وهمية" لصابر بن خليفة وسط سلسلة من الإنذارات للاعبي توجو الغاضبين ولكن عدالة السماء كانت حاضرة ووضع المولهي التسديدة في القائم. بهذه النتيجة أعطى فارق التهديف الأفضلية لتوجو في التأهل رغم تساويها في النقاط مع تونس ب4 نقاط لكل منهما لتكون وصيفة المجموعة خلف كوت ديفوار. وفي اللقاء الثاني بالمجموعة والذي كان تحصيل حاصل بين كوت ديفوار صاحبة الصدارة والجزائر أول المغادرين تعادل الفريقان 2-2 بعد أن فشل الجزائريون في الحفاظ على تقدمهم بثنائية نظيفة في الربع ساعة الأخيرة. حيث أهدر الجزائريون ركلة جزاء مع بداية المباراة عن طريق رياض بودبوز في الدقيقة السابعة ، ولكن النجم سفيان فيغولي صحح خطأ زميله في الشوط الثاني ووضع فريقه في المقدمة من ركلة جزاء أخرى في الدقيقة 64 ، ثم نجح زميله هلال سوداني من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 70. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع بانتظار تسجيل الجزائر لأول انتصاراتها في البطولة نجحت الأفيال في العودة بهدفين متتاليين كان الأول عن طريق دروجبا في الدقيقة 77 ثم عادل بوني النتيجة في الدقيقة 81. بهذه النتائج يكون قد تم التعارف نهائيا على المباريات الأربعة في الدور الربع نهائي بدون تواجد عربي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. جنوب إفريقيا X مالي غانا X الرأس الأخضر نيجيريا X كوت ديفوار بوركينا فاسو X توجو الدستور