ابدت روسيا قلقها الخميس من الغارة الجوية الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية في سورية، معتبرة انها تشكل، اذا صحت، انتهاكا للسيادة السورية، في الوقت الذي حذر فيه البيت الابيض الخميس سورية من اي محاولة لنقل اسلحة الى حزب الله اللبناني، وذلك اثر معلومات عن غارة اسرائيلية على الحدود السورية اللبنانية استهدفت قافلة كانت تقل اسلحة مصدرها سورية. جاء ذلك فيما اكد الائتلاف السوري المعارض الخميس ان اي حوار حول النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا 'لن يكون الا على رحيل النظام'، وذلك غداة الاعلان المفاجىء لرئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب حول استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام. وحذرت سورية امس الخميس من رد 'مفاجئ' ربما تقوم به ردا على هجوم شنته اسرائيل على اراضيها بينما ادانت روسيا الضربة الجوية واعتبرتها انتهاكا لا مبرر له للقانون الدولي. وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي امس الخميس بعد يوم من الهجوم ان دمشق من الممكن ان تتخذ قرارا مفاجئا بالرد على الهجوم الذي شنته الطائرات الحربية الاسرائيلية. وقالت موسكو، ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الخميس ان 'روسيا قلقة للغاية ازاء المعلومات بشأن ضربة شنتها القوات الجوية الاسرائيلية على مواقع في سورية قرب دمشق'. وتابعت بحسب بيان لوزارة الخارجية 'في حال تأكدت صحة هذه المعلومات، فهذا يعني اننا امام عملية اطلاق نار من دون مبرر على اراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الاممالمتحدة'. من جانبه، قال بن رودس مساعد مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما في مؤتمر صحافي عبر الهاتف 'على سورية الا تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر نقل اسلحة الى حزب الله'. واعلن مسؤول آخر في البيت الابيض هو توني بلينكن ان النزاع في سورية سيكون في طليعة جدول اعمال نائب الرئيس الامريكي جو بايدن خلال زيارته لمدينة ميونيخ الالمانية في نهاية الاسبوع لمناسبة انعقاد المؤتمر حول الامن. ومن جهته دان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس الغارة الاسرائيلية. وقال صالحي 'لا شك ان هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية الى حجب نجاحات شعب وحكومة سورية في استعادة الاستقرار والامن في البلاد'. كما عبر الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الخميس عن 'القلق العميق' بشأن التقارير عن أن طائرات اسرائيلية قصفت قافلة قرب الحدود اللبنانية مستهدفة فيما يبدو اسلحة موجهة الى جماعة حزب الله اللبنانية. واعتبر حزب الله في بيان اصدره الخميس ان 'العدوان الصهيوني الجديد (...) يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سورية منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سورية وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة'. والتزمت اسرائيل الصمت على مسالة الغارة. وردا على سؤال من الاذاعة العامة الاسرائيلية، قال وزير المالية يوفال شتاينتز انه علم بالموضوع 'من الاعلام'، مضيفا 'بعبارة اخرى لا تعليق'. من جهة اخرى اكد الائتلاف السوري المعارض الخميس ان اي حوار حول النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا 'لن يكون الا على رحيل النظام'، وذلك غداة الاعلان المفاجىء لرئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب حول استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام. وقالت الهيئة السياسية للائتلاف السوري في بيان صدر عنها بعد اجتماعها في القاهرة 'تؤكد الهيئة السياسية للائتلاف المنعقدة برئاسة رئيس الائتلاف على تمسك الائتلاف والتزامه بوثيقته التأسيسية التي تنص صراحة على ان اي مفاوضات او حوار لن يكون الا على رحيل النظام بكافة مرتكزاته وأركانه'. واضافت ان 'الهيئة السياسية ترحب بأي حل سياسي او جهد دولي يؤدي الى تحقيق هذه الأهداف'. واوضح البيان ان هذا الموقف يأتي 'تعقيبا على الجدل الذي أثارته تعليقات السيد رئيس الائتلاف على صفحته في الفيسبوك'. وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الخطيب اعلن الاربعاء انه مستعد 'كمبادرة حسن نية'، و'لتوفير المزيد من الدماء'، و'لان المواطن السوري في ازمة غير مسبوقة'، 'للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول'. واثار موقف الخطيب جدلا ورفضا من المجلس الوطني، احد ابرز مكونات المعارضة الذي رفض 'اي تفاوض مع النظام'. واوضح المتحدث باسم الائتلاف وليد البني ان 'اي صدام لم يحصل داخل الاجتماع، بل حصل توضيح لسوء فهم نتج من طريقة الإدلاء بالتصريح امس' الاول. وتأتي هذه المواقف قبل يومين من لقاء سيجمع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي واحمد معاذ الخطيب في ميونيخ، بحسب ما اعلن في واشنطن امس. وردا على سؤال عما اذا كان هناك 'حل روسي امريكي على الطريق؟'، قال البني الخميس لفرانس برس ان الائتلاف سينتظر في نتيجة المحادثات الروسية الامريكية 'ويتخذ موقفا'. وقال 'هناك حل ما يتبلور، ونحن في طور التحضير سياسيا لكل ما قد يحدث'. ورأى محللون ان اعلان الخطيب الاخير حول استعداده للحوار حصل تحت ضغط دولي، ويعكس خوفه من مراوحة النزاع واستمرار النزف نتيجة رفض الغرب القيام باي خطوة حاسمة تعزز موقع المعارضة في مواجهتها المسلحة مع النظام. ورفض المجلس الوطني، احد ابرز مكونات الائتلاف، الحوار او التفاوض مع النظام، معتبرا ان تصريحات الخطيب مناقضة لمبادىء الائتلاف. وقال ممثل الائتلاف في العاصمة الفرنسية منذر ماخوس لاذاعة 'اوروبا 1' الخميس 'نحن مستعدون للتحاور مع ممثلين عن بشار (...) من اجل التوصل الى حل سياسي اذا كان ذلك ممكنا'، مشترطا عدم مشاركة الاسد واي من المحيطين به 'لانهم مجرمو حرب'. واعتبرت صحيفة 'الوطن' السورية المقربة من النظام ان تباين مواقف المعارضين دليل على 'تفكك المعارضة السورية في الخارج وتفسخها وعدم تمكنها من اتخاذ موقف موحد ازاء الازمة السورية وسبل حلها'. وتوقعت 'ظهور تجمع جديد اكثر واقعية واكثر حنكة، هدفه ليس جني المال العربي والغربي، بل العمل على اخراج سورية من ازمتها'. ميدانيا، تدور اشتباكات عنيفة على الطريق السريع درعا - دمشق بالقرب من حي القدم في جنوب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 139 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.