إسلاميون مصريون يدينون جريمة الاغتيال في تونس ومعارضوهم يحذرون من أن عنف الإخوان ينبئ بوقوع جرائم مماثلة في مصر. القاهرة توقع مسؤول في جبهة الإنقاذ الوطني المصرية التي يغلب عليها الليبراليون حدوث اغتيالات في بلاده التي، مشابهة لاغتيال معارض تونسي أمام منزله الاربعاء. وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني في مصر حسين عبد الغني إن "القاعدة التحتية لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية وتاريخهم في مجال العنف الذي شهد به منشقون عنهم، تنبئ باستخدام العنف ضد سياسيين مصريين". وجاء تعليق عبد الغني ردا على إدانة جماعة الإخوان المسلمين لاغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد الأربعاء في تونس، وبعد سقوط نحو 60 قتيلا في احتجاجات دامية شهدتها مصر خلال الأسبوعين الماضيين. ويقول معارضون مصريون إن الإدانة غير موثوق بها، ولا يمكن للمعارضة المصرية ان تطمئن إليه بعد ان اثبتت الاحداث في مصر مدى استعداد رأس الدولة وحكومته لممارسة العنف بجميع أشكاله ضد من يعارض سياسة الرئيس الإخواني محمد مرسي وضد كل من يقول إن الإخوان يستغلون فرصة إدارة الدولة لفرض مشروعهم المجتمعي على جميع المصريين وبكل الوسائل الممكنة. وأضاف عبد الغني "مثل هذه المخاوف لن تثني التيار المدني عن مواصلة نضاله ضد النظام من أجل تحقيق أهداف الثورة". وأدان إسلاميون بمصر اغتيال المعارض التونسي العلماني البارز شكري بلعيد. وقتل بلعيد بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة مما أدى لاحتجاجات شوارع في عدد من المدن وانسحاب المعارضة من الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الجديد للبلاد. ووقع الحادث بعد عامين من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي والتي ألهمت نشطاء الإنترنت المصريين بالقيام بانتفاضة مماثلة أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل عام 2011. وأضرم محتجون النار في مقر حزب النهضة الإسلامي المرتبط فكريا بجماعة الإخوان المسلمين بمصر والذي يحكم تونس عبر ائتلاف يضم علمانيين. وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان أحمد عارف "ندين مثل هذه الأفعال ونرى أنها جريمة شنيعة يجب محاصرة مثيلها وتطويقه". وأضاف "نطالب الجميع (في مصر) بالتهدئة لتفويت الفرصة على كل من يريد أن يشتعل المشهد". وتطالب جماعة الإخوان والإسلاميون المصريون الآخرون جبهة الإنقاذ التي ينسق أعمالها السياسي الليبرالي البارز محمد البرادعي بالتوقف عن الدعوة لمظاهرات احتجاج جديدة. ويزعم الإسلاميون أن بلطجية يستغلون تجمعات المعارضين في ارتكاب أعمال عنف مثل رشق القصر الرئاسي في شرق القاهرة بقنابل البنزين والحجارة يوم الجمعة، مما تسبب في مقتل شخصين وإصابة العشرات في اشتباكات مع الشرطة. ومن قبل أشعل محتجون يقولون إن أهداف الثورة لم تتحقق في رئاسة محمد مرسي النار في عشرات المقار لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وقال محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود "لا بد أن يواجه مرتكبو هذا الفعل (اغتيال بلعيد) بعقوبات رادعة في محاكمة عاجلة". وأضاف أنه ليس صحيحا ما نشر في صحف محلية قبل شهور عن أن إسلاميين وضعوا سياسيين وإعلاميين ليبراليين بمصر على قوائم اغتيال. وقبل يومين طالب الإسلاميون بعقوبات رادعة للداعين لمظاهرات تتحول إلى العنف. ويستعد مجلس الشورى الذي يهيمن عليه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان لإصدار قانون يمنع التظاهر دون إذن من الشرطة ودون حكم قضائي. ويقول محللون إن جبهة الإنقاذ لا تسيطر على أغلب المتظاهرين الذين يقولون إن أوضاع معظم المصريين المعيشية ساءت بعد إسقاط مبارك وإن أهدف الثورة التي عبر عنها الشعار "عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية" لم تتحقق. وقال عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية عبود الزمر "لا بد أن تكون ممارسة العمل السياسي بالطرق السلمية.. الاغتيالات أمر مرفوض تماما". لكن الزمر الذي سجن أكثر من 30 عاما لإدانته في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، قال في مؤتمر صحفي لإسلاميين قبل يومين إن المتظاهرين خارج القصر الرئاسي يجب أن يؤخذوا إلى النيابة العامة مكبلي الأيدي والأرجل. وقال عبد الله بطران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفي في مجلس الشورى "ندين اغتيال المعارض البارز في تونس وندين كافة أنواع العنف واستخدام السلاح في مواجهة الفكر طالما أن التظاهر في دائرة الحوار والرأي والرأي الآخر". لكن الإخوان وإسلاميين آخرين حذروا من أنهم سينظمون مظاهرات يوم 15 فبراير/شباط ما لم تتوقف جبهة الإنقاذ عن الدعوة لمظاهرات جديدة. ويحذر محللون من أن نزول طرفي الصراع السياسي إلى الشوارع في وقت واحد يمكن أن يتسبب في عنف واسع النطاق. وكان ستة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين محتجين وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين خارج القصر الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول. ويهدد أقارب لمتظاهرين قتلوا في الانتفاضة التي أسقطت مبارك وبعدها بالانتقام لذويهم بأنفسهم بعد أن برأت محاكم الجنايات رجال شرطة اتهموا بقتلهم الأمر الذي يمكن أن يكون من شأنه وقوع محاولات اغتيال.