لندن – اعتبر مسؤول اوروبي رفيع ان الانتقادات التي وجهها البرلمان الاوروبي العام الماضي لسجل حقوق الانسان في الامارات تمثل "خطأ دبلوماسيا"، وذلك في تصريحات اوردتها صحيفة إماراتية السبت. وانتقد القرار الذي اتخذه البرلمان الاوروبي في أكتوبر/تشرين الثاني اوضاع العمالة الوافدة والمرأة وعقوبة الاعدام. وقال المسؤول الاوروبي متحدثا لصحيفة الناشونال الصادرة بالانكليزية على هامش القمة الاوروبية المنعقدة في بروكسل ان "هكذا قضايا تنبغي مناقشتها وجها لوجه وليس في الاجتماعات العامة". واضاف المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، قائلا "ربما يكون لدينا بعض القلق حول ظروف القوى العاملة وحقوق الانسان في الامارات لكن اثارة هذا النوع من القضايا ومناقشتها يتعين ان تتم على المستوى الثنائي وبأسلوب اكثر فاعلية ويفضي الى تحقيق نتائج". وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش وصف في حينه القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بأنه تقرير "متحامل ومتحيز"، منتقدا عدم اعطاء الحكومة الحق في مناقشته قبل إصداره. وقال قرقاش إنه قرار "ألقى التهم جزافا دون الإطلاع على الحقائق على أرض الواقع والتي تثبت وباعتراف المنظمات الدولية المعنية ما حققته دولة الامارات فى مجال حقوق الانسان خاصة فى مجال العمالة الوافدة والرعاية الاجتماعية الشاملة وتمكين المرأة وبما تمثله الدولة من مجتمع يحتضن أكثر من مائتي جنسية تعيش فى جو من الانفتاح والتسامح". ووصف المسؤول الاوروبي الرفيع الامارات بانها شريكة اقليمية "مهمة جدا" لأوروبا. ومنذ اتخاذ القرار، اتخذ الاتحاد الاوروبي خطوات واسعة لتحسين علاقته مع أبوظبي. واعلنت كاترين أشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي عن خطط لدى الاتحاد لفتح سفارة له في الامارات. وقالت ان "يسعدها الاعلان عن ارسال بعثة دبلوماسية اوروبية الى الإمارات، اذ ان هذا القرار يسلط الضوء على اهمية العلاقات الاستراتيجية والروابط السياسية والاقتصادية مع هذا البلد الى جانب بلدان مجلس التعاون الخليجي ككل". وأكدت ابوظبي من جديد على التزامها بحماية حقوق الانسان باعتبارها "مكونا اساسيا من مكونات منظومة القيم الاجتماعية في الإمارات" على ما قال قرقاش ايضا في اجتماع أممي تنسيقي استضافته جنيف اواخر يناير/كانون الثاني. واوضح قرقاش مستعرضا تقرير بلاده لحقوق الإنسان أن "دولة الإمارات ترى أن التزامها بحقوق الإنسان وتعزيز هذه الحقوق يمثل التزاما دينيا وأخلاقيا، يعبر عن تصورها للرسالة الحضارية الموكولة لها".