أثناء زيارة قام بها الدكتور مصطفى محمود لجنوب السودان قبل أعوام عديدة قال أنه أثناء جلوسه في فناء الإستراحة التي يقيم بها شهد سحابة مشعة من اليرقات المضيئة تتجه إليه.. وأضاف إنه انبهر بالفعل بالهجرة النورية وسط ذلك الليل كفيف العيون.. وأشار إلى أنه شهد «جزر الكناري» بإشراقها الاسطوري.. كما أنه وجد فرصة النظر إلى الزهرة السوداء التي تتفتح مرةً في كل عام.. إلا أنه لم ير إنبهاراً مثل الذي رآه في تلك الأمسية في الجنوب.. ترى ماذا لو شهد هذا الدكتور المياه المتدفقة منذ مئات السنين من قلب صخرة في التاكا.. أو نظر إلى الأسماك تكشف عن ألوانها الأبيض منها والأصفر على ضفة بحرنا الأحمر.. أو تأمل سمسم القضارف يغطي مساحة بين الأرض والسماء.. ماذا لو ألقى هذا الدكتور نظرة على جبل مرة والمئات من أشجار البرتقال تترامى تحت قدميه كما تترامى الضفائر على كتف حسناء.. أعتقد أنه لوشهد هذا الجمال سيعيش في حالة من الإنبهار لن تفارقه إلى الأبد. * قال الشاعر عبدالوهاب البياتي أنه مغرم بفوضوية أشجار الغابات.. وأكد أنها الأجمل بكثير من الغابات المرتبة والمنسقة عن طريق مقص حديدي إعتاد أن يغتالها كل صباح.. وقال إن صاحب هذا المقص قصد أن يعمل على تجريدها من بهائها.. واستطرد قائلاً إن فوضوية ضفائر العذارى أجمل ألف مرة من جلوسهن بين يدي حلاق يعد مجرماً في حق الشعراء والفنانين لأنه قضى على عالمٍ كامل من الأمواج الحريرية المبهرة.. وأشار إلى أن فوضى الخطوط السوداء المنتشرة على جلد الحيوانات من الفهود أوجدها الخالق سبحانه وتعالى مثالاً حياً للجمال الطبيعي وحمى خطوطها المتداخلة فوق بعضها البعض من العيون التي لا ترى في الوردة إلا أشواكها. * الأخ محي الدين الفاتح كنت أعرفه شاعراً ولكني لم أكن أعرف أنه يمارس سيادة على الكلمة الرقيقة في هذا الزمن الردئ الذي أشاح بوجهه عن الشعر الجميل مفضلاً عليه ساقاً لإمرأةٍ حسناء.. إلتقيت به ذات أمسية شعرية في جامعة السودان كانت القصيدة تتمدد بين يديه تود أن يستمر في مناجاتها ساعات طويلة دون أن تمل مداعبته لضفائرها.. وأنا أؤكد أن هذا الإنسان الذي ولد شاعراً لديه من الإبداع ما يجعله منافساً لأعظم شعراء العربية من «أدونيس» وحتى أصغر شاعر على مستوى الوطن العربي.. ليتني عرفته منذ أمد بعيد ولكنها أقدار أجلت اللقاء.. ما أجمله حين قال عن أغنية أعذريني أنها تقتله طرباً.. كانت تلك المرة الأولى التي أحس فيها أن أعذريني لها الحق أن تنقل الناس إلى سماء غير هذه السماء. عسل شرقي جداً: * لو تجرح الأشواك الورده ما بتتلام اللوم عليّ أنا بالغت في الأحلام تعرف عشان أرضيك حبيت أنا الآلام بس في ليالي العيد دمعة عيوني حرام كيف أقدر أوصل ليك وبينا المسافه بحور أستر دموعي معاك وحياة أعز شعور بتضيع حلاوة الريد لو نكشف المستور فنون