بينما يترقب العديد من خبراء الفلك، وحتى العامة، الأنباء المتعلقة بالكويكب 2012DA14 الذي كان يُعتقد أنه يمثل تهديداً كبيراً للأرض، قامت مجموعة من الخبراء بالنظر إلى الأمر من منظور آخر، مادي بحت. فقد توقع خبراء شركة "ديب سبيس إندستريز" أن تفوق قيمة المعادن والمواد المختلفة التي يحتويها هذا الكويكب 195 مليار دولار أميركي، وهي الثروة التي يمكن الحصول عليها في حالة التحكم في مساره، وهي العملية التي تبدو مستحيلة، وغير منطقية على الأقل في المستقبل القريب، وفقاً لما أورده موقع "نتوورك وورلد". ورصدت الشركة المهتمة بالتنقيب عن المعادن في هذه الكويكبات المعوقات التي تقف أمام تحقيق مشروعها، المتمثلة في عدم امتلاكها لصاروخ إطلاق ومركبة فضاء مجهزة بالمعدات المطلوبة. في الوقت ذاته يعتبر 2012DA14 تحديدا، وفقاً لخبراء الشركة المعروفة اختصاراً ب "دي إس آي"، هدفا صعب المنال نظراً لمساره المائل، ولحجم الطاقة الهائلة المطلوبة لملاحقته والقيام بعمليات التنقيب بعد ذلك على سطحه. ويعتقد خبراء "دي إس آي" أن 5% من كتلة الكويكب عبارة عن مياه جوفية قابلة للسحب، ويمكن استخدامها كوقود للصواريخ ومركبات الفضاء. وتقدر قيمة هذه المياه بنحو 65 مليار دولار، أما بالنسبة للمعادن الأخرى التي يسهل التنقيب عنها على سطح الكويكب فقد بلغت تقديرات قيمتها الأولية نحو 130 مليار دولار أميركي. وترى شركة "دي إس آي"، حسب دراساتها، أن توافر الآلات والمركبات الخاصة بعمليات التنقيب المماثلة من شأنه أن يهبط بأسعار تلك المعادن بنسبة تصل إلى 20%، ومن شأنه أيضا أن يقلل من أسعار العتاد المطلوب لمثل هذه المهام. أما بالنسبة للخطط المستقبلية، فتنوي الشركة أن تطلق في عام 2015 مجموعة من طائرات الاستطلاع الخاصة التي ستجوب الفضاء لمدة تتراوح بين شهرين و6 أشهر بحثاً عن الكويكبات الأنسب لمهمات التنقيب، على أن يتبعها في عام 2016 رحلات لطائرات أكثر تطوراً تتمكن من الحصول على عينات من الكويكبات المستهدفة.