يعج الموروث الثقافي السوداني بالكثير من الممارسات الجميلة التى توارثتها الأجيال وحافظت عليها، مثل الجودية والنفير والتكافل وغيرها من العادات، ومعظم تلك الممارسات مستمد من قيم ديننا الحنيف، وهناك من الموروثات التى توجد عند قبائل معينة ظلت متمسكة بها، منها ما هو مستحب ويحمل بعض المفاهيم الحميدة، ومنها ما لا فائدة منه وضار ويتعامل معه البعض بفهم مغلوط، مثل عادة «البطان» «الجلد فى مناسبات الزواج» التى تمارسها بعض القبائل وتحرص عليها باعتبار أنها دليل على الرجولة والفراسة. وبعض المهتمين بالتراث السودانى قالوا إن عادة «البطان» تدخل فى إطار العادات المذمومة، حيث أكدوا أنها غرست معنى الرجولة فى أذهان الناس بصورة خاطئة، وقالوا إنها إثبات للرجولة فى غير موقعها، وقالوا إن ثبات الشخص وتحمله للجلد حتى يدمي ظهره لا يعنى أنه رجل شجاع أو قوي، وإنما هو نوع من أنواع التهلكة، مشيرين إلى أن إثبات الشجاعة له الكثير من الأماكن ويحتاجه المجتمع فى أمور مصيرية لا يمكن أن يكون «البطان» من ضمنها كما ذكروا. وعدد من الأطباء حذروا من يمارسون العادة من مخاطرها الصحية عليهم وعلى من يخالطونهم سواء فى المنزل أو العمل، حيث أبانوا أن الجروح التى يسببها الجلد على الظهر تسيل منها الدماء، وأن ذلك قد يؤدى لنقل بعض الأمراض االخطيرة من بينها مرض الإيدز، وأضافوا أن السوط الذى يستخدم فى المناسبة الواحدة يجلد به أكثر من شخص، وأنه قد يكون من بين المجلودين شخص مصاب بأى من الأمراض المعدية التى تنتقل عبر الدم، وقالوا إن ذلك يهدد سلامة وصحة المجتمع. وبعض الذين يمارسون عادة «البطان» أقروا بمضارها، حيث ذكر «س.ع» أنه تعرض للجلد لمرات عديدة، وأدى ذلك لحدوث تقرحات على ظهره، وقال إنه ظل يرقد على بطنه شهوراً طويلة، وأبان أن معظم من يمارسون العادة يكون دافعهم استفزاز أقرانهم إضافة لظنهم أن تحمل الجلد تأكيد للرجولة. «ن. م» قال إنه ينصح الشباب بعدم ممارسة عادة «البطان»، حيث ذكر أنه كان من المهووسين بها ودفع الثمن غالياً، مشيراً لإصابته بمشكلات مزمنة فى الظهر والعمود الفقرى كلفته مبالغ طائلة، وأثرت على مجريات حياته بصورة سالبة كما ذكر، وأنه لا يستطيع أن يقوم بأى عمل شاق. أحد علماء الدين قال ل «الصحافة» إن أية عادة تتعارض مع مبادئ وقيم ديننا الحنيف يجب أن تترك مهما كانت، وأضاف أن عادة «البطان» تصنف على أنها من العادات التى تخالف تعاليم الدين، وقال إن على المجتمع أن يمتنع عن ممارستها لأن التعرض للأذى أمر لا يقره الإسلام، ودعا أئمة المساجد والعلماء خاصة فى المناطق التى تُمارس فيها بكثرة، إلى أن يعملوا على توعية الناس بمضار عادة «البطان»، وقال إنها لا تتوافق مع تعاليم الدين. الصحافة