عماد عبد الهادي-الخرطوم - ما إن تشتد الخلافات بين شريكي الحكم في السودان -المؤتمر الوطني والحركة الشعبية- حتى يلجأ أحدهما لفريق ثالث يستقوي به لإجبار الآخر على قبول كافة مطالبه وتحقيق إستراتيجيته دون أن يجني الفريق محل الاستقواء ثمنا ذا قيمة سياسية تذكر. وتبدو الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الأكثر لجوءا للبحث عن نصير كلما وقف حزب المؤتمر الوطني حائلا دون تحقيق أهدافها، لتجد قوى المعارضة على استعداد لتمثيل دور النصير الأقوى، مما دفع قادة داخل تحالف قوى المعارضة للتبرم مما ظلت تنتهجه الحركة حيالها. ففي حين نجحت الحركة في مرات عديدة بإقناع قوى المعارضة بعدالة مطالبها وبالتالي توافقها وشمولها لكافة مطالب المعارضة الأخرى، رفض قادة مؤثرون من تلك القوى أن تكون المعارضة مطية لتحقيق أهداف الحركة دون تحقيق أهداف السودان الكلية التي تنادي بها. تطابق مواقف لكن في المقابل اعتبر آخرون أن تطابق مواقفهم مع رؤى الحركة الشعبية هو ما ظل يدفع بالطرفين للالتقاء بشأن بعض القضايا الهامة وبالتالي "اعتقاد الآخرين باستغلال الحركة لهم". فقد اعتبر رئيس الهيئة القيادية بتحالف جوبا المعارض، فاروق أبو عيسى، أن الكثير من قادة الحركة الشعبية تخلوا عن مشروع الوحدة فيما أكد أمين الدائرة السياسية بالمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام عضو تجمع جوبا أن الحركة لم تستغل المعارضة ولا تستقوي بها. وقال أبو عيسى إن قادة الحركة تخلوا عن الدعوة للسودان الجديد الذي تعتبر فيه المواطنة هي أساس الحقوق ولجؤوا للحديث علانية عن الانفصال والدعوة له أكثر من الحديث عن الوحدة والحريات. وأكد أن المعارضة كانت ترى ضرورة مشاركة الحركة فيما تدفع به من أطروحات للوحدة الطوعية القائمة على أسس جديدة تتأسس على دستورية الفدرالية والاقتسام العادل للثروة والسلطة "وبالتالي كانت تجد مناصرة قوى المعارضة في خلافاتها مع المؤتمر الوطني". فريق عمل وذكر أبو عيسى في حديثه للجزيرة نت أن قوى المعارضة طلبت إلى الحركة تكوين فرق عمل مشتركة للتوافق على إعداد وثيقة شاملة تطرح الفهم المشترك للوحدة كسيناريو بديل لشعب جنوبي السودان، وأن تحصر الحركة خيار الجنوبيين في الوحدة "بعد أن فشل المؤتمر الوطني بجعلها جاذبة" إلا أن ذلك المقترح اصطدم بعدم استجابة الحركة نفسها. لكن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، كمال عمر عبد السلام، نفى استغلال الحركة لتجمع جوبا المعارض، مشيرا إلى أن للحركة دورا مرسوما ومحددا في الاتفاقية والدستور الانتقالي. وقال للجزيرة نت إن تعثر تنفيذ اتفاقية السلام بسبب تلكؤ المؤتمر الوطني "جعل الحركة تتجه للمعارضة من حين لآخر لأجل الاستقرار السياسي في البلاد". ولفت إلى وجود تيارين متوازيين داخل الحركة يمثلان الوحدة والانفصال "ما يجعلها تبدو وكأنها تمارس نوعا من المناورة في قضية الوحدة أكثر من كونها خيارا إستراتيجيا". فرص الوحدة لكنه أشار إلى تضاؤل فرص تيار السودان الجديد الذي ينادي بالوحدة عقب سحب الحركة مرشحها لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان من الانتخابات، مشيرا إلى رغبة أحد التيارين في عدم ربط مصير الجنوب بمصير القوى السياسية الشمالية. أما المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فقد أكد سعي القوى السياسية ذات البرامج والرؤى لتحقيق أهدافها بوسائل مختلفة من ضمنها التحالف واستغلال الفرص المتاحة. وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى ما سماها بخاصية المبادرة التي تنتهجها الحركة الشعبية مع القوى المعارضة "لأنها تملك القدرة على ذلك"، مؤكدا أن "من يملك القدرة على المبادرة هو الذي يستغل الآخر رغم عدم رصد هذا الأسلوب من القوى السياسية الشمالية التي تجتهد لقطع الطريق أمام الانفصال بالإذعان لكافة خطوات الحركة". المصدر: الجزيرة مناوي يهدد بالعودة للحرب ابولحا: أحمد دقش هددت حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي بالعودة للحرب، في حالة عدم تنفيذ اتفاق ابوجا خاصة بند الترتيبات الامنية، واتهمت المؤتمر الوطني بعدم الجدية في انفاذ الاتفاق الموقع في مايو 2005. ودعا مناوي الموجود حاليا بين قواته في الميدان بشمال دارفور جنوده للتماسك وان تكون اياديهم على الزناد. وقال مني أمام قواته امس إن قضية دارفور لن تنتهي وأن اسباب الازمة لا تزال قائمة، وزاد "المؤتمر الوطني يعتقد أنه هو الوحيد الذي يفهم والبقية لا تفهم" وتابع "لكن الخندق الذي حفر سيزيد كل يوم". وقال إن الخلافات مع المؤتمر الوطني منحصرة في الترتيبات الامنية فيما يتعلق بتجميع القوات، وشدد على ضرورة تنفيذ نص ابوجا الخاص بالقوات المدمجة، مؤكدا أن المؤتمر الوطني يروج بأن حركته قد انتهت لكنها موجودة وجاهزة. واطلق مناوي اسم "الثالوث الشيطاني" على ثلاث جهات تسببت في ازمة دارفور وحددها بالمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة. وقال "انهم متفقون على قطع رأس كل من يتحدث عن الليبرالية والديمقراطية ويختلفون حول الرئاسة فقط".