سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقابلة صحافية هزت الأردن: الملك يؤكد انه يصلي بانتظام ولم يلمس اوراق اللعب ويتهم الاخوان وامراء بمعارضة الملكية الدستورية.. ويصف الاسد بالفلاح لكنه طبيب ذكي
: نحو 48 ساعة فقط فصلت بين سلسلة من الحوادث المهمة جدا في الأردن رافقت الجدل العاصف المثار بعد نشر صحف أمريكية لمقابلة مفترضة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحدث الديوان الملكي عن مغالطات فيها. اعلن مصدر مطلع في الديوان الملكي الأردني أن المقال الذي نشرته مجلة 'ذي أتلانتك' الأمريكية، حول الملك عبدالله الثاني، وقامت بعض وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية بتداوله الثلاثاء، احتوى العديد من المغالطات، حيث تم إخراج الأمور من سياقها الصحيح. وقال المصدر ان المقال احتوى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب، ومعلومات نسبها إلى الملك بشكل غير دقيق وغير أمين. وأوضح المصدر أن اللقاء مع كاتب المقال وهو الصحافي الأمريكي الشهير جيفري غولدبيرغ جاء في سياق عرض الملك لرؤيته الإصلاحية الشاملة، وحرص الملك على عدم إضاعة الفرص المتاحة لتحقيق نتائج ملموسة للمضي قدما في الأردن على طريق التطور والتحديث، ومن أجل الاستجابة لتطلعات الأردنيين في مستقبل أفضل تسود فيه قيم العدالة والتسامح وتكافؤ الفرص والمحاسبة والمسؤولية. وأكد المصدر اعتزاز الملك بالأردنيين جميعا، وبجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وبصدق انتمائهم، ووعيهم بالتحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج. واعتبر المصدر أن التوصيفات التي لجأ إليها الكاتب في مقاله قد تم إسقاطها بطريقة منافية للحقيقة والواقع، مؤكدا إيمان الملك بأن متانة وتماسك الجبهة الداخلية هو الأساس في المضي قدما في مسيرة البناء والتطوير، ومشيرا إلى أن الملك يقدر عاليا دور شيوخ ووجهاء وشباب عشائر الوطن في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته في بناء الأردن والذود عن مكتسباته ومنجزاته. نفس المقابلة كشفتها وعممتها صحيفة 'نيويورك تايمز' التي نشرت ملخصا لها مع تعليق بقلم الصحافي جي بارتيك وهو نفسه الصحافي الأمريكي الذي أثار ضجة في عمان قبل عدة أشهر عندما نشر تقريرا بعنوان (الحراك الأردني يطالب بالأمير حمزة ملكا). اللافت أكثر في المقابلة حديث الملك لأول مرة عن المكون الفلسطيني في بلاده وكيف يتم استهدافه لتقليص تمثيله عبر تحالف بيروقراطي محافظ مع المخابرات. وفقا لمحلل بارز وخبير رتبت وسجلت هذه المقابلة الصحافية على (نموذج غربي) وهي موجهة للخارج بالأساس ويقول الملك ضمنيا فيها بأنه قرر التحول إلى ملكية دستورية وبلد عصري وحضاري، ملمحا في السياق الى ان خصوم هذا التحول في الواقع هم الاخوان المسلمون والتيار المحافظ وبعض الأمراء في العائلة المالكة. الصحافي الأمريكي الذي نشر المقابلة على 18 صفحة على الموقع الإلكتروني لمجلة أتلانتك جيفري غولدبيرغ قال في مقدمته عن المقابلة انها جزء من سلسلة مقابلات تمكن من تجميعها مع العلم بأن كاتبها قابل الملك عدة مرات في السنوات الماضية وسبق أن عمل في صحيفة 'نيويورك تايمز' مما يفسر نشر الصحيفة الأخيرة لملخص المقابلة المعمقة. ويروي غولدبيرغ تفاصيل مقابلات وحوارات مثيرة مع الملك عبد الله الثاني حيث رافقه برحلة طائرة مروحية، وفقا لترجمة خاصة حصلت عليها 'القدس العربي'. وجاء في ترجمة النص حول هذه الرحلة انها توجهت لمدينة الكرك جنوبي البلاد في اطار مناسبة اجتماعية تخص رئيس الوزراء الاسبق عبد السلام المجالي وفيها يبدو ان الملك انتقد عبد الهادي المجالي الذي يعتبر نفسه زعيما وطنيا ويصر على التصويت له في الانتخابات بخلفية عشائرية حسب الصحافي غولدبيرغ. مسألة اخرى اشار لها النص تكشف عن استياء وانزعاج الملك من صالونات عمان السياسية التي يعرف الملك انها تنتج الشائعات حوله وحول عائلته وحسب الصحافي الامريكي نفسه فان كل الضرر يأتي من صالونات عمان فهؤلاء يرددون شائعات تقول بأن ابن الملك أصم وابنته عمياء وانه قتل ودفن مضيفة طيران وانه يلعب بالكازينوهات علما بأن الملك يقول للصحافي الامريكي لم 'ألمس حتى أوراق اللعب' (الشدة). وشدد الملك على انه يصلي الصلوات الخمس بدون نفاق معتبرا ان الاخوان المسلمين ذئاب في ثوب حمل وانهم يتصرفون بطريقة العمل السري الماسوني. ونقل غولدبيرغ معلومات عن لقاءات دائمة بين العاهل الاردني ورئيس وزراء اسرائيل منذ اندلعت ازمة سورية. ويتحدث غولدبيرغ عن العلاقات الاردنية الاسرائيلية وعلى الرغم من ان الملك يرغب بالتخلي عن بعض صلاحياته الا انه يرى المعاهدة مع اسرائيل خطا احمر، فهو لا يريد حكومة تقوم بالغاء معاهدة السلام مع اسرائيل، وعندما تحدث عن بنيامين نتنياهو تحدث بحذر واكتفى بالقول ان علاقته قوية ويتناقشان بشكل دوري. والملك قلق على مستقبل اسرائيل ومتشائم من امكانية حل الدولتين حيث قال للكاتب انه قد يكون مضى الوقت على ذلك 'لا اعرف، جزء مني يقول اننا عدينا الوقت'. وحول مساعدة الملك للاسد، قال ان الاردن لا يمكنه اغلاق الحدود امام اللاجئين. وقدم دعوة لعائلة الرئيس السوري ووعد بتقديم الحماية لهم 'عرضت اخراج زوجته اكثر من مرة' وكانت الاجابة 'شكرا جزيلا ولماذا لا تهتم اكثر ببلدك اكثر مما تهتم بنا'. ومع انه يقول عن الاسد انه فلاح او قروي الا انه يشير ان الاسد طبيب وذكي، ورجل متزوج من سيدة متعلمة في الغرب. لاحقا طالب الصحافي غولدبيرغ الديوان الملكي الأردني بسحب بيانه مهددا بنشر مقابلة مسجلة مدتها ثلاث ساعات مع الملك.