وصل المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية امس الجمعة الى مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء في اطار جولته بالمنطقة بدأت يوم الاربعاء الماضي بالرباط وتستمر الى بداية نيسان (ابريل) القادم تشمل المغرب وموريتانيا والجزائر بما فيها مخيمات تندوف حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وجبهة البوليزاريو. ومن المقرر ان يلتقي كريستوفر روس بمدينتي العيون والداخلة خلال الايام الاربعة القادمة ممثلي هيئات وجمعيات حقوقية متعددة في مقاربتها لحقوق الانسان والنزاع الصحراوي قبل ان يتوجه الى مخيمات تندوف للقاء قادة البوليزاريو. والتقى المبعوث الدولي بالرباط عددا من المسؤولين المغاربة على رأسهم رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران دون ان تكشف المصادر الرسمية عن فحوى هذه اللقاءات وان كان روس اتى بجديد يعرضه على اطراف النزاع ويلخص اراءهم في تقرير يقدمه بمجلس الامن الدولي يوم 22 نيسان (ابريل) القادم. وقال روس ان الوضع في منطقة الساحل وجوارها يجعل من حل قضية الصحراء 'أمرا مُلحًّا أكثر من أي وقت مضى' وقال إنه دشن في الرباط 'جولة جديدة من أجل إيجاد حل لمشكل الصحراء وفق القرارات المتتالية الصادرة عن مجلس الأمن'. وقال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن الزيارة التي يقوم بها إلى المغرب كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، في إطار جولة في منطقة شمال إفريقيا شكلت مناسبة للتأكيد على الإرادة القوية للمغرب من أجل إيجاد تسوية دائمة وواقعية ومقبولة ومتوافق عليها من طرف الأطراف لهذا النزاع المزمن. وأضاف الوزير المغربي أن الاجتماعات التي عقدها روس مع عدد من المسؤولين المغاربة شكلت أيضا مناسبة للتأكيد على المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع باعتباره يمثل أرضية إطار لإيجاد حل لهذا النزاع وأفق لتسويته وأنه تم خلال هذه اللقاءات سيما مع رئيس الحكومة الحديث بشكل صريح وواضح حول الأبعاد العميقة لهذا النزاع وجذوره والمسؤوليات التاريخية والتأكيد على حق المغرب التاريخي في سيادته على أرضه وعلى الارتباط العميق للصحراء بالتراب الوطني. والتقي كريستوفر روس اول امس الخميس بالرباط مع ممثلين للأحزاب السياسية المغربية ينحدرون الصحراء المتنازع عليها من بينهم البشير ادخيل ممثلا عن حزب الاتحاد الدستوري، وعمر بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وأحمد العراقي نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي وحضر اللقاء وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأممالمتحدة محمد لوليشكي. وقال بشير الدخيل وهو احد مؤسسي جبهة البوليزاريو والذي عاد للمغرب 1991 ان اللقاء مع روس كان لقاء مفتوحا تم خلاله الاستماع لاراء مختلف الحاضرين حول قضية الصحراء وتطوراتها. ووصف ادخيل المبعوث الدولي روس بانه دبلوماسي يتحلى بكثير من الرصانة والتفتح والصدر الواسع والمطلع. وقال ل'القدس العربي' ان جولة روس تدشين لخطة جديدة في تحريك جمود عملية السلام وان روس حريص على الاطلاع على اراء الجميع دون ان يظهر انه بلور هذه الخطة او فكرة من اجل ان يطرحها على الطاولة وان 'روس باسئلته وملاحظاته كان وكأنه يقوم بدراسة سوق لاعداد صفقة'، وقال 'ان روس كان يقوم بإحصاء رمال الصحراء'. ويعتقد بشير ادخيل ان الاممالمتحدة لم تتحمل بعد مسؤوليتها الفعلية لايجاد الحل السلمي المقبول من اطراف النزاع، محذرا من اعادة الملف الى الوراء وتجميد تسويته لانشغال العالم بأزمة مالي وتطوراتها. وحول ما تردد عن مشروع علاقة فيدرالية او كنفدرالية يناقشه روس مع الاطراف المعنية اكد ادخيل ان نزاع الصحراء الغربية لا يكون الا بحل وسط مقبول من اطراف النزاع وقال المقترح المغربي بمنح الصحراويين حكما ذاتيا ذات صلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية هو الحل الوسط الوحيد الذي ليس فيه غالب لامغلوب. واوضح ان الحكم الذاتي شكل من اشكال الفيدرالية او الكنفدرالية لانه نظام سياسي يحترم الخصوصية محلية وكرامة الانسان وحقوقه. وقال ادخيل ل'القدس العربي' 'انا مع حل سلمي سليم، هذه المأساة للابد وان تكون للناس كرامتهم وان تكون هناك دول المغرب العربي نكون اخوة ومسوؤلين مع القرن العشرين وان الامور تسوى بيننا كاملين في ظل ديمقراطية فعلية من جهتها حذرت الناشطة الصحراوية المؤيدة لجبهة البوليزاريو أميناتو حيدر من أن تتسبب 'انتهاكات حقوق الانسان' بالصحراء في عودة الشباب الصحراويين إلى الكفاح المسلح ضد المغرب من أجل 'لفت انتباه' المجتمع الدولي. ونقلت صحيفة 'إل دياريو' الأسبانية في موقعها الرقمي، تصريح حيدر التي كانت تتحدث في اجتماع للجنة حقوق الانسان بالبرلمان الإسباني يوم الأربعاء الماضي بتقرير بعنوان 'واحة الذاكرة'، عن وضعية حقوق الانسان بالمستعمرة الأسبانية السابقة، رفقة كاتبه الاسباني كارلوس مارتين ومدير منظمة العفو الدولية إستيبان بيلتران. وأوضحت حيدر أمام مجموعة من البرلمانيين أن 'العنف والاعتقال التعسفي' الذي يمارسه المغرب دفع بشبابه إلى الشعور ب 'اليأس والإحباط'، مشيرة إلى أنها تعرضت بدورها إلى 'الضرب والتهديد بالسكاكين' وتم الهجوم على بيتها، متهمة الصحافة المغربية ب'التحريض على العنف والكراهية' ضدها.