الرباط : هاجم وزير مغربي زميله على خلفية قرار بمنع بث اشهار لالعاب القمار على شاشة التلفزيون. ونقلت صحيفة 'المساء' المغربية عن محمد أوزين وزير الشباب الرياضة هجومه على زميله في الحكومة مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة بعد القرار الذي اتخذه الاخير بمنع بث إشهار ألعاب الحظ على شاشة القناة الثانية. وقال اوزين الذي ينتمي للحركة الشعبية ان 'الخلفي وزير للاتصال ومسؤول حكومي وليس فقيها أو مفتيا للديار يحرم ويخون'، واصفا مقاربة الخلفي الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي بالحكومة وذي المرجعية الاسلامية ب'السطحية'، وبأنها لا تهم 'الجوهر والمقاصد'. وتوقفت الجمعة اشهارات العاب اليانصيب المعروفة بالمغرب باسم 'اللوطو' التي كانت تقدمها فتاة اعلان تتلو على المشاهدين الارقام الفائزة وذلك بعد دخول حيز التنفيذ دفتر التحملات الذي وقعه مصطفى الخلفي وزير الاتصال وإدارة القناة الثانية والذي اثار جدلا واسعا وتعرض الخلفي بسببه الى هجوم اعلامي شديد خاصة في الصحف شبه الرسمية والمقربة من القصر. ويشير دفتر التحملات إلى أن القناة ستبدأ في رفع الآذان، خمس مرات في اليوم، ابتداء من شهر ايلول (سبتمبر) القادم. وقال اوزين أن قرارا من هذا القبيل كان يجب أن يتخذ داخل مجلس الحكومة وأن يتم نشره بالجريدة الرسمية. ودافع أوزين عن شركة 'المغربية للألعاب والرياضة' التي تنظم ألعاب الحظ، وقال إنها منحت صندوق التنمية الرياضية 13 مليار سنتيم (15 مليون دولار) برسم هذه السنة، ومن المقرر أن يرتفع المبلغ إلى 36 مليارا و 700 مليون سنتيم بداية 2015، ليصل المبلغ الإجمالي للدعم المقدم لصندوق تنمية الرياضة مليار درهم ما بين 2012 و 2015. وأعلن الخلفي استعداد الوزارة تعويض القناة عن هذه العائدات، بإضافة دقيقتين من الحصة المسموح لها بها من الإشهار، لتعويض خسائرها الناجمة عن توقف وصلات الإشهار السالفة الذكر. كما تعرض مصطفى الخلفي الجمعة لهجوم بصحيفة 'الصباح' بسبب اتفاق إعلامي وقعته الجزائر مع جبهة البوليزاريو، بعد الاتفاق الذي وقعه المغرب مع وكالة الأنباء الجزائرية اثناء زيارة قام بها الخلفي للجزائر الاسبوع الماضي. وقالت 'الصباح' تحت عنوان 'الجزائر ترد على الخلفي باتفاق إعلامي مع البوليزاريو'، أن الجزائر ردت 'بطريقتها الخاصة على بروتوكول التعاون الذي وقعه عن الجانب المغربي وزير الاتصال مصطفى الخلفي والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي والمدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية شعبان لونكل إذ قام الأخير بتنسيق مع ممثل جبهة البوليزاريو في الجزائر بتوقيع اتفاقية شراكة يوم الاثنين الماضي بين راديو الجزائر وإذاعة الجمهورية الصحراوية'. واعتبرت الصحيفة المناهضة لحزب العدالة والتنمية ان ما حصل للخلفي شبيها بما حصل لزميله في الخارجية سعد الدين العثماني الذي اكتشف في مفاوضات مانهاست بعدما استقبله بوتفليقة وأثنى على العلاقات الثنائية واستبشر خيرا في فتح الحدود أن الجزائر غير محايدة في ملف النزاع حول الصحراء. وتعرض نواب الحزب الى هجوم عنيف بعد اثارتهم قضية المخابرات المغربية واجراءاتها وسلوكياتها التي اعتبرها هؤلاء النواب ان بعضا منها تمس الحكامة الامنية وتنتهك الدستور وحقوق الانسان. وبدأت الاوساط المقربة من صناعة القرار بالمغرب حملة مناهضة حزب العدالة والتنمية والاجراءات التي يتخذها وزراؤه في اطار اصلاحات او تخليق الحياة العامة بالبلاد رغم محاولات الحزب وقياداته تاكيد رغبتهم بعدم الاحتكاك مع صناع القرار خاصة بالمحيط الملكي وقدم الحزب من اعلان فوزه بالانتخابات التشريعية الكثير مما وصفته النخبة السياسية بالتنازلات تحاشيا لهذا التصادم. وأكد مصطفى الخلفي في محاضرة القاها بواشنطن أن المؤسسة الملكية ظلت على مر التاريخ الضامن للتعددية السياسية بالمغرب وللإسلام المعتدل وهو ما مكن من خلق الاستثناء المغربي بالمنطقة العربية. وأضاف الخلفي في ندوة دولية من تنظيم مجموعة التفكير الأمريكية 'كارنيغي للسلام الدولي' يوم الخميس بواشطن، إلى أن 'أكبر تحد تواجهه الحكومة حاليا يكمن في تنفيذ سياسة تنمية اقتصادية فعلية تستجيب لانتظارات المغاربة'. وسجل الوزير المغربي أن هذا الهدف يتم بالضرورة عن طريق تعزيز الحكامة الجيدة مشيرا إلى أن هاتين الأولويتين تهدفان أساسا إلى التصدي للمشاكل والاستجابة للانتظارات الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة لاسيما في مجالات التشغيل والصحة والسكن والتعليم. وأوضح أن حكومة بلاده تعمل على بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لزيادة فرص العمل والتنمية الاقتصادية مسجلا أن تعزيز وتشجيع الشراكات الخاصة تبقى من هذا المنطلق القوة المحركة لمكافحة البطالة في صفوف الشباب وخلق فرص الشغل في المقابل. وأضاف الخلفي أن الحكومة تعمل أيضا على إعطاء نفس جديد لاتفاقيات الشراكة والتبادل الحر الموقعة بين المغرب وبلدان أخرى بما في ذلك اتفاق التبادل الحر الموقع مع الولاياتالمتحدة. وشدد الخلفي على أهمية الاستفادة من التحولات ومن المشهد السياسي الإقليمي بهدف تعزيز التعاون والمبادلات الإقليمية ومواجهة تأثير الأزمة والركود الاقتصادي الذي يؤثر على شركاء المغرب التقليديين.