القاهرة - حمل محمد البرادعي القيادي في جبهة الانقاذ الوطني، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، الحكومة والشرطة المسؤولية عن المواجهات التي حدثت الجمعة. وكتب البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت في تغريدة على حسابه في موقع تويتر ان "العنف يولد العنف، النظام هو المسؤول عن حماية المواطنين والتعامل مع اسباب العنف وتداعياته. لنتقي الله جميعا في مصر". كما ندد عمرو موسى، القيادي ايضا في جبهة الانقاد بهذه المواجهات منتقدا ايضا غياب السلطة. وقال الامين العام السابق للجامعة العربية على موقع توتير ايضا ان "الأحداث التي تداعت أمس 'الجمعة' في المقطم تحزن كل مصري وطني، جميعنا ننبذ العنف ولا يمكن أن نتقبل العنف المضاد" محذرا من ان "هذه الصراعات مقدمات لانهيار الدولة". واضاف موسى "لا أنسى غياب دور السلطة الحاكمة وتضييعها عشرات الفرص لرأب الصدع وبداية مصالحة وطنية، ولكن دورنا لا يتوقف عند انتقاد الحكم فقط". واضطرت الشرطة الجمعة الى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. من جانب اخر اتهم قيادي كبير في جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي، السبت المعارضة باللجوء الى العنف بسبب فشلها سياسيا وذلك غداة مواجهات عنيفة امام المقر العام للجماعة في القاهرة. ووصف نائب المرشد العام لجماعة الاخوان رشاد البيومي هذه الاحداث التي اندلعت الجمعة بين متظاهرين معارضين وبين اسلاميين واسفرت عن اصابة 160 شخصا بانها "ماساة بكل المقاييس". وقال البيومي ان هذه الاحداث "ان دلت على شيء فهي تدل على نوع خسيس من النفوس. ونحمل المسؤولية السياسية والانسانية والجنائية الى من دعا الى مثل هذه التظاهرات". واعتبر البيومي ان هذه التظاهرات "تعلن عن فشل هؤلاء الناس في ان يخوضوا مواجهة سياسية نظيفة". ووزع الاخوان المسلمون السبت صورا لاعضاء في الجماعة يتعرضون للضرب والطعن والرشق بزجاجات المولوتوف خلال مواجهات الجمعة التي جرت امام مقر الجماعة في منطقة المقطم. وفي بيان اصدرته مساء السبت دعت الجماعة الشرطة الى قمع مثيري العنف. وجاء في البيان "إن بداخل الإخوان غضبا واحتقانا، لا يعلم قدره إلا الله تعالى". واضاف البيان "آن الأوان للأجهزة الأمنية أن تضرب بكل قوَّة، على الجناة والمعتدين على الحياة العامة والخاصة". وطالب البيان، "السلطة التشريعية بتقديم كل ما يخدم منظومة الأمن في البلاد بشكل مهني ومحترف حتى لا تكون الأيدي التنفيذية مغلولة عن القيام بواجبها". وانتشرت قوات الامن المركزي السبت امام المقر غداة صدامات "جمعة الكرامة" التي ادت الى اصابة اكثر من 160 شخصا. وشهدت المنطقة المحيطة بهذا المبنى الكائن في منطقة جبل المقطم ثلاث مرات في اسبوع واحد اعمال عنف بين المتظاهرين الغاضبين وبين الاسلاميين وقوات الشرطة اوقعت عشرات الجرحى. ويدل استهداف مكتب ارشاد جماعة الاخوان على ان الحركة الاسلامية باتت تعتبر مع مكتبها السياسي مركز السلطة الحقيقي وليس الرئيس محمد مرسي المنتمي اليها. وسميت هذه التظاهرة "جمعة الكرامة" ردا على اعتداء عدد من شباب الاخوان الاحد الماضي على ناشطين كانوا يرسمون رسوم "غرافيتي" على جدران المبنى والشارع الكائن فيه وصفع احدهم ناشطة معارضة صفعة قوية على وجهها ما اثار موجة استنكار عارمة. وفي اليوم نفسه تم الاعتداء على عدد من الصحافيين والمصورين كانوا في الموقع لتغطية الاحداث ما اسهم في تفاقم اجواء التوتر بين الجماعة وقسم كبير من الصحافة المصرية التي يتهمها الاخوان بعدم الحياد وبمحاولة تشويه صورتهم. ويقول شريف عبد الونيس 28 عاما "نحن لسنا بلطجية نحن ندافع عن حقنا في الحياة امام من يريدون قهرنا من جديد". ويقول الشاب الملثم اشرف صبري (21 عاما) "العنف الذي نقوم به رد فعل لعنف الاخوان... هم نكلوا بنا من قبل ولم يحاسبوا.. وهو ما دفعنا ايضا للعنف وسنستمر فيه". كذلك يقول الجواهرجي الملتحي احمد كريم (38 عاما) فيما كانت معركة طاحنة ببن الاخوان والمتظاهرين تدور امام محله "الاخوان يتعاملون بعنف بالغ ثم يلومون الشباب علي الرد بنفس الوسيلة.. هذا عبث". وفي فيديو اعده موقع "مصرين" الاعلامي تظهر اعمال العنف الحالية وكأنها امتداد للثورة التي طردت مبارك من السلطة. ويقول المتظاهرون "الاخوان كذابون يخدعون الناس تحت ستار الدين" لقد اصبحوا "الحزب الوطني الجديد" في اشارة الى حزب مبارك السابق. ومرسي الذي انتخب في حزيران/يونيو 2012 ديموقراطيا، هو اول رئيس مدني بعد ان تعاقب عدد من العسكريين على الرئاسة في مصر. لكن مرسي منح نفسه صلاحيات واسعة جدا بموجب اعلان دستوري اصدره في نهاية 2012 ثم عمل على تبني دستور يرسخ سلطة الاسلاميين الامر الذي اثار غضب المعارضة. وما يزيد النقمة محاولتهم السيطرة على كل مفاصل الدولة اضافة الى حالة الانفلات الامني والازمة الاقتصادية الخانقة.