الموضة أصبحت في كل شيء حتى الأسماء أصبحت تتغير لتجاريها فكل عام نتفاجأ باسم جديد دون ان نعرف دلالته, فقديما كان الناس يسمون أطفالهم على آبائهم واجدادهم بحيث تجد ان اسم الشخص مثل تصريف افعال الانجليزية المنتظمة (محمد علي محمد علي) فكان الطفل يطير من الفرح وهو يحمل اسم جده بالرغم ان كثيراً من الأطفل لم يروا أجدادهم لكنهم وبحكم ما يسمعونه عنهم من سيرة طيبة ومواقف رجالية تجدهم اكثر فخراً بهذه الاسماء التي كانت تحمل في لفظها معاني كبيرة تتناسب مع مواقفهم الحياتية من كرم وفراسة.. ومن تلك الأسماء (المر, والبلال عوج الدرب, الضو, الطريفي وجادين).. عندما تسمع هذه الأسماء تتخيل معاني ودلالات ما يحملونه فتكون أسماءهم تشبه صفاتهم كما يقول المثل البسيط أي زول اسمو بشبهو.. ولكن اليوم تغير الحال وتغيرت الاسماء والدلالة وأصبح من النادران تجد شخص يشبه اسمه.. وبات يطلق اسم الطفل على مهند تيمناً ببطل المسلسل التركي الشهير.. الاسم شيء عظيم وعملية الاختيار لها معايير ومعاني ليست كما يتعامل معه البعض حاليا فهو امانة وضعها الدين والعرف بين ايدي الوالدين, لذا فكلما اخترنا لأطفالنا اسماء ذات دلالة عظيمة بعيدة كل البعد كأسماء المسلاسلات والافلام, كلما حفظنا قيمنا ومبادئنا.. والمضحك في الامر ان كثيراً من الناس لا يعرفون معنى أسماءهم.. سألنا خريجا جامعياً عن معنى اسمه (قيس) فقال: (والله ما عارف وما حصل سألت نفسي السؤال دا قبل كدا).. أما الشاب عمر فقد رد ضاحكلا: (ما عارف معناهو شنو لكن عمر دا من الأسماء القديمة).. أما الكارثة الحقيقية هو صراع (الابوين) على اسم للطفل فتستقر تسميته على اسمين بحيث ان الام تختار اسما والاب يختار اسما آخر, فيجد الطفل نفسه يحملهما ولا يدري ايهما هو اسمه, وان هناك من الابوين من يختار لطفله اسم وعندما تسأله عن معنى الاسم يقول لك والله ما عارف.. الاسم مدلول عظيم, ويعطي الإنسان بعداً إيجابياً, فكلما كان الاسم ومعناه واضحاً كلما اضاف بعضا من صفات ما يحمله, وخير الاسماء ما حُمِّد وعُبِّد. الاحداث