منتدى نجوم ودمدني، هذا المنتدى النشط برئاسة الدكتور نجم الدين المبارك يعمل بكل جد ونشاط في إثراء العمل الثقافي بمدينة ودمدني. أقام المنتدى في الفترة القليلة الماضية حفل تأبين للراحل أحمد شبك، أحد ثنائي الجزيرة حيث أوضح للصحافة الدكتور نجم الدين المبارك أن هذا الحفل يأتي عرفاناً لما قدمه ثنائي الجزيرة من عطاء وإبداع في مجال الفن، وأنهم بصدد تكريم كل المبدعين الذين أثروا الساحة الفنية بود مدني. وبصحبة الاخ عبد العظيم مازدا أحد أعضاء منتدى نجوم الجزيرة توجهنا الى منزل الفنان محمد عوض، أحد ثنائي الجزيرة بحي العشير، حيث استقبلنا الفنان محمد عوض استقبال والد لأبنائه بعد طول غياب تجسمت فيه طيبة أهل الجزيرة، بتواضعه وبكرمه وببشاشته. جلسنا معه في ونسة إستعاد فيها ذكريات الزمن الجميل. ٭ سألناه أولاً: متى تكونت الثنائية بينك وبين الراحل الفنان أحمد شبك؟ - قال كنت أعمل في الخرطوم، وكنت احفظ بعض الأغاني لعدد من الفنانين مثل رمضان حسن، وابراهيم عوض والتقيت بالشاعر بدوي بانقا الذي قدم لي أغنية ( يا سوسنا)، وبعدها طلب مني أن آتي لود مدني لأغني في زواج لاعب النيل اب جلفل في حي القسم الاول وبعد الحفل اقترح لي الشاعر بدوي بانقا أن التقي بالفنان الراحل احمد شبك، وبالفعل التقيت به بمدني ووافقت أن أكون ثنائية معه، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا نشكل ثنائيا أطلق علينا اسم ثنائي الجزيرة. ٭ ماهو سر نجاح ثنائي الجزيرة ومتى اجيز لكما الصوت؟ - سر النجاح يكمن في حبنا للغناء فكنا نغني ونعشق الغناء وفي كثير من الاحيان بدون مقابل. وكنت أنا والمرحوم شبك نتفق في كل شيء، ونتشاور كثيراً في الاعمال التي نريد أن نقدمها، وطيلة هذه الفترة الطويلة والتي استمرت أكثر من خمسين عاماً لم نختلف في يوم من الايام. أما عن إجازة الصوت فكنا نذهب كثيراً للاذاعة بأم درمان ولكن نجد أن اللجنة لم تجتمع، ولكن بعد اجتماع اللجنة والتي تكونت من الاساتذة بشير عباس ، العاقب محمد الحسن، برعي محمد دفع الله، وعلاء الدين حمزة وآخرين قدمنا لهم أغنية ( يا سوسنا) وتمت اجازتها لنا من قِبل اللجنة وكان ذلك في فترة الستينيات. ٭ أذكر لنا بعض الشعراء الذين تعاملتما معهم؟ - تعاملنا مع كثير من الشعراء، نذكر منهم الشاعر بدوي بانقا والشاعر ابو قطاطي وود الحاوي وفضل الله محمد وغيرهم. ٭ بعد إجازة الصوت من قِبل اللجنة أين كانت وجهتكما بعد ذلك؟ - كنا نتنقل كثيراً بين الخرطوم ومدني، ولكن كنا أكثر استقراراً بود مدني وذلك بحكم عملي حيث كنت أعمل (بناء) والمرحوم أحمد شبك كان يعمل (نجار) وعندما كنا نذهب للخرطوم كنا نقيم في حي العرب بام درمان وأذكر وقتها التقينا بعدد من الفنانين منهم الفنان عبد الرحمن الريح، أحمد الجابري. ٭ من هو أكثر فنان تأثرت به وترك بصمة في حياتك الفنية؟ - تأثرت جداً بالفنان رمضان حسن وكنت من المعجبين به وكنت اردد أغانيه كثيراً، وهو أيضاً من أبناء ود مدني ويسكن معنا في نفس الحي (ود عشير). ٭ من المعلوم أن معظم أغاني ثنائي الجزيرة هى من ألحانك، كيف كانت تتم عملية اللحن ومن هم الاشخاص الذين تأخذ برأيهم بعد تلحين الأغنية؟ - تأثرت جداً بالوالدة وكنت آخذ برأيها في أى عمل أقوم به، وكانت الوالدة من المعجبين بأغاني وألحان الفنان رمضان حسن وكنت آخذ برأى الراحل احمد شبك، وبعدها نعرض اللحن على بعض أصحابنا، وبعد ان يجمعوا كلهم عليه نجتمع مع الفرقة الموسيقية والتي كانت تضم كلا من احمد عوض، وعبد العزيز، ويوسف فضل الله، ونجتمع بمنزلي أو بمنزل احمد شبك ونقوم بعمل بروفة للأغنية، وبعدها نذهب لاتحاد الفنانين بمدني ونقدم العمل الجديد ومن ثم نسافر الى الخرطوم ونقوم بتسجيله في الاذاعة. ٭ هل كانت لديكما مشاركات في المناسبات الوطنية سواء كانت داخل أو خارج البلاد؟ - لم نشارك خارج السودان، ولكن كنا نشارك في كل المناسبات الوطنية التي تنظم، وقدمنا أعمالا كثيرة وفي مناسبات عدة، مثل نشيد القطن الذي كان يقدم في موسم الحصاد بمشروع الجزيرة، وكثيرا من الأغاني التي قدمت في العديد من المناسبات. ٭ كيف تنظر للساحة الفنية التي أصبحت تعج بالعديد من الفنانين؟ - حقيقة الساحة الفنية الآن بها أعداد كبيرة من الفنانين ولكن ما أستطيع قوله إن هنالك أصواتا مميزة اثبتت وجودها في الوسط الفني، وهنالك أصوات عكس ذلك لم تقدم ما يشفع لها بالبقاء وتعتبر خصما على مسيرة الغناء السوداني. ٭ بالرغم من كثرة الفنانين بالساحة الآن إلا أن أسعار الحفلات أصبحت بأرقام فلكية وأصبح لكل فنان مدير أعمال وغير ذلك ماهو رأيكم؟ وكيف كان الحال في السابق؟ - حقيقة أسعار الحفلات أصبحت عالية جداً، واصبحت هما من الهموم الكبيرة التي تواجه العرسان، ولكن كنا نحن في السابق نغني بدون مقابل في معظم حفلات الأعراس ونجامل من نعرفه ومن لا نعرفه، وكنا نغني من أجل هوايتنا للفن وليس من أجل المال، وأذكر أول حفلة قدمتها كانت هديتي عبارة عن طقم شاي. ٭ ما هى وجهتك الفنية بعد رحيل رفيق دربك الراحل احمد شبك، هل ستعتزل الغناء أم ستواصل المسيرة؟ - في الحقيقة لم أحدد كيف ستكون ولكن أحب أن أؤكد بأنني لن انقطع عن الوسط الفني وسوف أعمل على دعم وتطوير مسيرة الغناء في السودان بما متاح لي من امكانيات حتى تستمر مسيرة الغناء دون توقف. ٭ كلمة أخيرة؟ - نسأل الله الرحمة والمغفرة للراحل احمد شبك، وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان. والشكر أجزله للإخوة في جريدة الصحافة لإتحاتها هذه الفرصة وأتمنى لها مزيداً من التقدم. هذا هو الفنان محمد عوض والذي قدم عصارة شبابه هو والراحل أحمد شبك من أغنيات أثرت الساحةالفنية وتناقلتها الأجيال، وهو بذلك يستحق منا أن نكرمه، ونحن من هنا نناشد كل القائمين والمهمومين والمهتمين بمسيرة العمل الفني أن يسارعوا بتكريم هذا الفنان الإنسان محمد عوض، حتى نقدم له ولو قليلا مما قدم من إبداعات ملأت الساحة الغنائية بالسودان. الصحافة