إستطاعت نجلاء حسين وهي شابة مبدعة ، صاحبة خيال خصب ، أن تبتكر وباحترافية ومهارة كبيرة أشكالا وتصميمات ل ( رواكيب) تختلف شكلا وموضوعاً عن تلك (الراكوبة) التي إعتدنا وجودها بشكلها التقليدي في العديد من البيوت السودانية !! تستخدم إخلاص (جريد النخيل ) وبعض جزوع الأشجار بالإضافة إلى بعض قوائم الحديد لتصميم رواكيبها ! وقالت إنها لا تستخدم الحصيرة رغم سهولة الحصول عليها لأن جريد النخيل يمتاز بقدرته على طرد الحشرات الضارة بينما الحصير عكس ذلك ! ويعمل جريد النخيل أيضاً كعازل للزنك حيث انه يمتص الحرارة كما قالت ، اضافة الى إن الجريد يتشبع بالرطوبة ويعطي الواناً مبهرة عند إبتلاله بالماء ! هي رواكيب ( خمسة نجوم) كما أسمتها إخلاص تقوم بتنفيذها للفنادق والبيوتات الراقية التي تستغل أسطح منازلها ( الروف) لتكون مقرا للاستجمام خاصة وقت القيلولة أو ساعة (العصاري) في آجواء مريحة للأعصاب ، حيث إن الراكوبة المصنوعة من جريد النخيل تعمل على خلق مناخ صحي وبها إضاءة ملونة بدرجات متفاوتة ، كما ان ستائرها من قماش الدمورية والخيش والقنجا ! قالت إخلاص : انها تستعين بعمال ليقوموا بتنفيذ تصميماتها للرواكيب وأوضحت أنها تستفيد من كل مخلفات الأشجار من فروع وجذوع وأوراق تقوم بتجميع بعضها من الشارع ، الأمر الذي جعل احد العاملين معها ويدعى عبد الشافع يطلق عليها لقب ( إخلاص كرور) ممازحا ومندهشا من قدرتها على خلق الشربات من فسيخ مخلفات أشبه بالقمامة يلقيها أصحابها في الشوارع ! اعتبرت اخلاص أن الفلكلور السوداني في كل تفاصيله هو الأجمل وقالت إن البساطة التي يتسم بها فلكلورنا في كل شيء هو الذي يضفي عليه سحرا مدهشا وحتى فيما يخص ( قعدة الجبنة) بطقوسها التي يحبها السودانيون عند أهل أثيوبيا تكون أروع على الطريقة السودانية الا إنها إعتبرت ان الصورة الذهنية السيئة المرسومة لدى بعض الناس حول ( قعدات الجبنة) جعلها تستمتع بهذه الاجواء والطقوس مع زوجها واسرتها في ظل راكوبة الجريد التي تتشبع برائحة البن والبخور السوداني في منزلها وليس خارجه ! الخرطوم