حذر نائب مدير قسم إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي إدوارد جميل السودان من عدم إمكانية إعفاء ديونه حتى وإن استوفى المتطلبات الإقتصادية والفنية للصندوق، وقال جميل الذي يقود وفداً من الصندوق هذه الايام بالخرطوم بأن السودان لن يتمكن من الانتفاع بمبادرة الأقطار الاكثر فقراً رغم إستيفاءه شروط هذه المبادرة إلا إذا تمكن من إقناع الدول ال 55 الأعضاء في نادي باريس الذين لهم صلاحية إعفاء 67% من ديونه. وأشار إلى أن أي إتفاق صوب إعفاء الديون مع السودان يتطلب موافقة أغلبية ال 55 عضواً وهو أمر يصعب تحقيقه لارتباطه بمسائل سياسية تحتاج إلى جهود علاقات عامة ضخمة مع الدول الأعضاء. وقال جميل خلال حديثه في بنك السودان الثلاثاء لقد قلنا بوضوح أن السودان يمر بوقت عصيب يتطلب منه إعادة النظر في اقتصاده المحاصر بين العقوبات الاقتصادية والديون. وأوضح بأن إجمالي ديون السودان المتراكمة حتى الثمانينات (+1980) التي بسببها علق الصندوق قروضه للسودان كانت 5.1 مليار دولار. هذا ويبلغ معدل زيادة ديون السودان 27%منذ 2008 حيث زادت من 32.6 مليار دولار إلى 41.4 مليار دولار في 2011، وتوقع الصندوق إستمرار الزيادة التي بلغت 43.7 مليار في 2012 إلى 45.6 مليار في 2013. وشكلت الزيادة الأخيرة 83% من إجمالي الناتج القومي السوداني لسنة 2011 الذي بلغ 55.1 مليار دولار. حوالي ثلثي ديون السودان الخارجية مستحقة لنادي باريس ودول أخرى غير عضو في النادي. أما النسبة المتبقية فمقسمة بين البنوك التجارية ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية. هذا وقد وكانت العديد من الدول وعدت بعرض إعفاء السودان من ديونه إلا أن الظروف السياسية التي يمر بها تحول دون تنفيذ ذلك.