ربما يأكل الأستاذ محمد إبراهيم نقد الكثير من الزيتون على مائدة الحزب الشيوعي في اليونان التي قصدها السكرتير العام للحزب الشيوعي آخر الأسبوع، تلبية لدعوة حزب شيوعي أوروبي عتيق، مثٍّل في وقت ما برفقة الحزب الشيوعي الفرنسي نموذجاً لقوة اليسار الضاربة في قلب المجتمعات الرأسمالية. زيتون الحزب الشيوعي اليوناني الذي سيوضع على مائدة زيارة نقد، لن يخرج على الأرجح عن توجهات الشيوعيين اليونانيين المعروفة، فالحزب يمتلك صلات مع دول شرق أوسطية كإيران وسوريا، وجماعات في لبنان وفلسطين، ونظم حشوداً خلال الآونة الأخيرة ضد المناورات اليونانية الإسرائيلية المشتركة، واحتج على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لأثينا قبل أشهر. زيتون اليونانيين الذي سيوضع أمام نقد لن يخلو أيضاً من نكهة سودانية، فالأكيد أن شيوعيي أثينا سيطلعون نقد على رفضهم للتدخلات (الإمبريالية) في السودان، لكن الأهم، أن ملفات تعاون ودعم تنظيمي عديدة بين الحزبين الشيوعيين العتيقين ستطرح، خاصة وأن الحزب الشيوعي اليوناني يحتفظ بنشاط غير اعتيادي بشأن علاقاته الشيوعية الإقليمية والدولية. نقد الذي بقى مستتراً في الخفاء سنوات طويلة، عرفت عنه قلة رحلاته الخارجية مقارنة بالإمام أو مولانا على سبيل المثال، أو حتى الترابي، فآخر رحلاته المعلنة كانت لانجلترا قبل الانتخابات بأشهر، وهذه هي رحلة ثانية قبل الاستفتاء، ربما يعود بعدها السكرتير العام وفي حوزته الكثير من الزيتون اليوناني الدسم..! مجاهد بشير