سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس الخضر : مرارات الاعتقالات والاستدعاءات لأخواننا في حزب الترابي كلها ابتلاءات تحتاج الى الثبات. ارجعنا المفصولين للصالح العام..و من لم يرجع تم تحسين معاشه وشمل ذلك الشيوعيين وبعض الاحزاب الاخرى،
=القيادي بالمؤتمر الوطني الشيخ عباس الخضر في حوار شامل ل(المشهد الان).. = حديث د/الترابي عن شروطه للحوار (مناورة سياسية)... = لم يقدم د/غازي استقالته منفردة.. وقرار اقالته غير موفق ويحتاج الى معالجة عاجلة.. = نحتاج لعناصرمن الاحزاب همها قضايا الوطن حتى لايكون حوار(الطرشان).. لماذا تأتي مبادرات وحدة الاسلاميين دائماً من المؤتمر الوطني؟ وهل يمكن ان حدث اتفاق او تقارب ان تزول المرارات التي عاشتها عضوية المؤتمر الشعبي ؟الشيخ عباس الخضر كان صاحب مبادرة لم تقتصر على المؤتمر الشعبي فقط بل شملت كل القوى الاسلامية..و الرجل مشهود له بالكفاءة السياسية، وهو من القياديين المتميزين بسعة الأفق وحسن البصيرة،وقال المقربون منه لا يمكن أن يرمي بسهم طائش، لم ينفي الخضر المرارات التي حدثت لاخوانهم في الشعبي وقال ستعالج كل القضايا بالاتفاق وطالب حزبه بالاسراع في تكوين اللجان وتحديد المنهجية والمعايير للحوار مع كل الاحزاب دون استثناء ...ماهي العناصر التي يمكن ان تساعد على نجاح المبادرات؟..وهل يمكن ان تؤثر التصريحات السالبة من الجانب الاخر من قدرة المبادرون...اسئلة ومحاور عديدة طرحتها (المشهد الان) على الشيخ عباس الخضر ...الى التفاصيل حوار : نفيسة محمد الحسن *في البدء هل تعتقد ان المرارات التي حدثت لاعضاء المؤتمر الشعبي يمكن ان يذيلها التقارب الذي تتحدث عنه كل الوسائط الاعلامية؟ العلاقات الاجتماعية بين الوطني والشعبي لم تنقطع ابداً، لانهم كانوا جزء منا ولايوجد تباعد. *هذا في الجانب الاجتماعي لكني اقصد التباعد الذي حدث في العمل السياسي ونتجت عنه المفاصلة؟ لا استبعد حدوث بعض المرارات لاخواننا في الشعبي خاصة بعد المفاصلة ومتمثلة في الاعتقالات والاستدعاءات لكني احسب ان هذا كله ابتلاءات واختبارات تحتاج الى الثبات والرضا كما قال تعالى(وجعلنا بعضكم لبعض فتنة....) وكل ذلك سيعالج، واذكر عندما كنا في لجنة العمل والمظالم العامة تبنينا ملف قضية المفصولين من القوى السياسية الاخرى خاصة الذين تمت احالتهم الى الصالح العام وكانوا يناصبوا هذا النظام العداء الكبير مما حدا بالنظام ان يؤمن نفسه في بداياته وهذا ماحدث بالفصل من الخدمة ولم يكن هذا قاصراً على الحكومة الان بل حدث في كل الحكومات السابقة خاصة في عهد نميري الذي كان شعاره التطهير واجب وطني وكذلك في فترة الانقاذ حدث ابعاد لبعض العناصر في اطار القضايا الاقتصادية مثل الخصخصة والغاء الوظيفة لكن الاحالة للصالح العام الذين كانوا اكثر من 3000 شخص استطعنا ارجاعهم. لكن يوجد الان من لم يرجعوا ويحملون مظالمهم وطرقوا كل الابواب لكن دون نتيجة؟ من لم يرجع تم تحسين معاشه وشمل ذلك الشيوعيين وبعض الاحزاب الاخرى، صحيح ان المؤتمر الشعبي تضررومنهم من فقد وظيفته وكل مصادر دخله لكن هنالك معالجة لكل ذلك وستتم مراجعة كل الملفات لمن فقد عمله اما يعود الى عمله او ننظر في خيارات مساعده، ونحسب ان الخلاف السياسي لايمكن ان يظل ابدي بل سيحدث تراجع، والتقارب في العلاقة بين الوطني والشعبي ليس ببعيد ونحن عندما كلفنا بهذا الملف لم يكن عمل فردي بل عمل مؤسسي وتبناه المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وتمت اجازته على كل المستويات وشكلنا لجنة بها اكثر من15 شخصاً وكلفت برئاسة هذه اللجنة. نفى حينها المؤتمر الشعبي علمه بتلك المبادرة؟ كيف ذلك ونحن اجتمعنا معهم على المستوى الولائي في البداية ووصلنا الى المستويات الاتحادية، ولم تكن قاصرة على المؤتمر الشعبي بل كانت ابعد من ذلك واسميناها مبادرة جمع الصف الوطني والاسلامي لان السودان مستهدف من العمق العلماني وهي الان (تكشر انيابها) ومدعومة من دول الغرب وهدفها اضعاف المد الاسلامي، والسودان جزء اصيل واساسي من هذا الاستهداف لذلك حرصنا على جمع الصف الوطني الاسلامي حرصاً على الاسلام في السودان حتى لايضرب، واؤكد ان الاستهداف ليس للحكومة فقط او المؤتمر الوطني بل كل القوى الاسلامية السودانية سواء كانت سلفية او صوفية،وجلسنا مع الاطراف في عدد من الولايات وعبرنا بها للاتحادية كما ذكرت ووجدنا تجاوب واتفقنا في عدة نقاط. *اقر المؤتمر الشعبي على لسان نائب الامين العام بإمكانية توحد الحركة الاسلامية الان؟ ليس هنالك اشكال في الاصل وكما قال الاخ عبدالله حسن احمد اذا حسنت النوايا وصفت القلوب كل الامور ستسير لان الهدف ليس مكسب شخصي او ذاتي انما مكسب الدين والشريعة ، وفي تقديري ان الامر سيمضي ولذلك حرصنا في الاونة الاخيرة على الصمت من التصريحات وجلسنا مع قيادات عليا من الطرفين ووجدنا تفاهم ووجدناهم حريصون على الوحدة وامن السودان. *هل تعتقد ان الخطوه التي بدأها النائب الاول علي عثمان مع الدكتور علي الحاج سيجني ثمارها الطرفين في القريب؟ هذا قريب جداً ...وسيمضي الامر بخير وانا شخصياً لا استبعد ان نجد الحزبان يجلسان معاً ويتفقان. لكن الامين العام للشعبي د/حسن الترابي فاجأ الجميع بعدم الدخول في حوار مع الوطني دون ان يترك الاخير الحكم والمعلوم انه يرى ان المفاصلة كانت خروجاً عن العهد؟ كل ذلك كان في وقته لكن بمرور الذمن ستنتهي العديد من الخلافات لانه ليس خلاف سلوكي بل خلاف رأي وخلاف الرأي هذا يعالج، كما ان حديث الامين العام للشعبي الذي اشترط ليتم حوار ان يتخلى المؤتمر الوطني عن الحكم (مناورة سياسية) تندرج تحت ظل الحديث السياسي ان العمل السياسي ليس به ثوابت ولايوجد محال في العمل السياسي كما انه لاتوجد خصومه سياسية دائمة اضافة الى ان حديث الامين العام للشعبي لايعد خرقاً لخط الحوار والرغبة في توحد الحركة الاسلامية. عندما تم تكليفك سابقاً برئاسة اللجنة قال الكثيرون ان (عباس الخضر) لن يرمي بسهم طائش؟ هذا ظن حسن واثق كثيراً في اخواننا من بعد الله عظيمة، وكما قلت (ان هذا السقف ان هدم سيقع على الكل) ونحفظ لشيخ حسن الترابي الود والخير وفهمه العميق وذكاءه الخارق واخلاصه واحسب ان الرئيس يقابل ذلك بثبات فهو لايريد الحكم من اجل الحكم بل من اجل رسالة ومبادئ، والاخ الرئيس احرص على جمع الشمل وليس هنالك اكثر مما قاله في البرلمان بجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل القوى السياسية بلا استثناء او اقصاء ولا نريد مع الشعبي ان نتفاكر كحزبين بل كأصحاب هم واحد. *الا تعتقد ان التقارب بين الحزبين سيمر بتعقيدات ومنعطفات قد تُعجز من قدرة المبادرون؟ لا اعتقد ذلك ...وان حسنت النوايا ليس هناك صعب او مستحيل وكما ذكرت ان المرارات ستعالج ، فالقضية ليست من اجل سلطة او ثروة بل من اجل الدين والوطن. * في تقديرك ماهي العناصر التي يمكن ان تساعد على نجاح المبادرات للم الشمل الاسلامي؟ حسن النوايا والمصداقية والتأكيد على ذلك، ودفع المؤتمر الوطني (مهر) لدفع عملية الحوار والتقارب بالعفو عن المعتقلين السياسيين والمتورطون في المحاولة الانقلابية الاخيرة، وبذلك اصبحت الارض صالحة لرمي البذرة لنجني زرع صالح. *وصفت قوى الاجماع الوطني اهتمام الوطني بالشعبي ورغبته في الوحدة (بالاختراق) لاحزاب المعارضة؟ هذا غير صحيح ... لكن الذي ينبغي ان يقال ان الاخ الرئيس في خطابه الاخير في البرلمان لم يدعو جهة دون الاخرى لكن القوى السياسية تنظر للامر برؤية اخرى. تقصد المنهجية والمعايير للحوار؟ نعم... اذن ماهي المنهجية والمعايير وهل تم تكوين لجان لهذا الامر من جانبكم؟ لم يتم حتى الان ولذلك في تقديري يتحتم على الاخ الرئيس بإعتباره رئيس للمؤتمر الوطني ينبغي ان تسمى اللجان في اسرع وقت من الشخصيات التي لها افق في الحوار والتي تستطيع ان تقرب الناس لا تبعدهم من داخل المكتب القيادي وتحدد معايير وسقوفات للحوار وتحدد منهجية تقبلها كل الاطراف لان الاحزاب لن تأتي لوحدها منفصلة لان لديها تحفظ ولتجارب سابقة وعلى الاحزاب الاخرى ان تأتي بعناصر ترغب في الوصول الى حقائق وليس حوار(بيزنطي)وان تكون حريصة على الوطن وقضاياها حتى لايصبح كحوار(الطرشان) وان تحدد فترة زمنية لهذا الحوار، لذلك لابد من تأكيد المصداقية ولتصبح الخطوات عملية بتشكيل اللجان لتناقش كل القوى السياسية دون استثناء ويجب ان ينتهي هذا الاحتراب الداخلي،وفي تقديري ان الجميع سيتفق في القضايا الوطنية ومن خلال صندوق الانتخابات فيما بعد يأتي من يريده الشعب. *لكن احزاب المعارضة ترى ان دعوة الوطني للحوار الان جاءت لكثرة الازمات وضعفه خاصة بعد تضامن احزاب الداخل مع الجبهة الثورية؟ هذا حديث غير صحيح ،المؤتمر الوطني بدعوته تلك ابدى مرونة وينبغي ان لايتهم واقولها بوضوح الحكومة والمؤتمر الوطني في افضل حالاتها خاصة بعد المصفوفة التي تم التوقيع عليها مع دولة الجنوب ، كما ان علاقاتنا مع كل دول الجوار جيدة، وعلى القوى السياسية يجب ان تكون عاقلة وراشدة. *ربما ضعف المؤتمر الوطني للصراعات الداخلية التي يعاني منها الان؟ ليس هناك صراع داخل الوطني بالمعني المفتوح لان هذا الحزب لايحكمه اشخاص بل مؤسسية في اطار المؤسسية الحزبية، نحن الان داخل الحزب نتحدث بوضوح وقوة لا مجاملة في قضايانا. اذن لماذا تمت اقالة دكتور غازي العتباني من رئاسة نواب الوطني بالبرلمان وانت من المقربون له؟ كان الامر يحتاج الى تريث لانه لم يكن موفق وماكان ينبغي ان يتم بهذه الكيفية، وكان من المفترض ان يتم اللقاء بالنواب في الهيئة البرلمانية والمكتب القيادي والجهات الاخرى المختصة ثم نعالج لماذا تتم اقالته حتى تتوفر القناعات. هل يمكن ان نقول لقصور في ادائه داخل البرلمان؟ ابداً ...غازي من الشخصيات المعتبره وله ماضي مشرق وله مستقبل ذاهر وحاضر الذهن بإستمرار كما انه من الطبقة المثقفة واصحاب الرأي الفكري وهو منتخب من المكتب القيادي، وفي تقديري ان الامر سيعالج. لكن يقال انه قدم استقالته قبل اكثر من عام ونصف ونظر فيها المكتب القيادي الان وتم اعفاءه كيف يتفق ذلك مع ماذكرت؟ هذا غير صحيح ....ومردود على من قاله لان مسألة تقديم الاستقالات كانت بصورة شاملة في وقت سابق لاعطاء الفرص وتكوين حكومة رشيقة لنؤكد ان الحزب غير صحيح على الموقع فقدم رئيس المجلس ورؤساء اللجان كذلك وهو كان ضمنهم، واؤكد ان الامر لم يكن لاستقالة خاصة بغازي انما كل قادة المجلس قدموا استقالاتهم. وهل يمكن ان يقدم استقالته دون استشارة من انتخبوه واختاروه رئيساً لهم؟ لايمكن ...يجب ان يستشير الهيئة البرلمانية والنواب الذين اتوا به . *بهذا القرار اعتقد البعض ان المؤتمر الوطني اصبح يعاقب من يتحدث عن الاصلاح بإعفائه من منصبه؟ هذا غير صحيح ...وتحدثنا من قبل كثيراً ولم يحدث لنا شئ ولم نعاقب، المؤتمر الوطني يتبنى خط الحق دون النظر الى شخصية او طائفية او منفعة ومتى ماوجدنا المؤتمر الوطني يكمم فاه الناس سنقول رأينا واضحاً، وكما ذكرت سابقاً ان اقالة غازي تحتاج الى معالجة لكن ليس كل من يقول شئ يحدث له شئ او يعاقب، ونحن لانسعى لمنصب او مقعد بل اصحاب رسالة ودعوة وغازي مازال جندي لهذه الحركة الاسلامية والمؤتمر والوطني. لكن دكتور غازي تحفظ على الطريقة التي اصدر بها قرار اقالته؟ كلنا تحفظنا على الطريقة ومازلنا لكن المواقف تعالج لان (لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة)وهذا لايزيد غازي الا قوة وثبات ،هذا امر طبيعي لانه نوع من الابتلاء والاختبار، وغازي من الذين كان لهم دور واضح في 76 وكل الناس يعلمون ذلك. *انتقدت احزاب المعارضة قبول المؤتمر الوطني لدعم من الخارج لانشاء مركزه العام وطالبت مسجل الاحزاب بمسألة الوطني؟ هذا الحديث يحتاج الى ادلة وبراهين ... من قال هذا دعم خارجي واين هو ؟؟ لدينا مؤتمر وطني وعضوية من خارج السودان والحزب مفتوح ومن حق هذه العضوية ان تستقطب اي دعم لحزبها ، نحن لم نأخذ دعم من دولة ومن يقول ذلك فليأتي بدليل واثبات، والحزب يقوم على الهبات والاشتراكات والتبرعات. وهل هذا الحق يعطى لبقية الاحزاب بجلب اموال من الخارج؟ ليس من الخارج بل من عضويته في الخارج وان يأتي بمستنداته التي تثبت ان هذه عضويته وهذا دعمه،واي قوى سياسية ترى ان هناك حزب اصبح عميل لدولة او جهة وبه ظل لدولة اخرى من حق هذه القوى ان تتحدث لكن ان كان هذا الحزب ممتد خارج البلاد ولديه عضوية نشطة تستقطب المال لحزبها ليس هناك خطأ،ولكل حزب دستور يقبل التبرعات والاشتراكات والهبات. المصفوفة التي تم التوقيع عليها مع دولة الجنوب وصفها المحللون بإعادة الثقة وتجديد للروح المعنوية داخل الوطني... كيف تقيم ذلك؟ ذكرنا منذ اليوم الاول انه اذا تم الانفصال ستمتد العلاقات بين الشعبين والدليل على ذلك مخاطبة الرئيس البشير للاحتفال بالانفصال، وكنا نود ان تكون العلاقات ممتده لاننا كشعب لن ننفصل لوجود العديد من العناصر المشتركة كتكامل اقتصادي وثقافي واجتماعي لكن يبدوا ان هنالك اصابع خفية واجندة كانت تحرك هذه الملفات وتريد ان تباعد بين الشعبين لكن الزيارة الاخيرة للاخ الرئيس الى جوبا ازالت الكثير من الضبابية والتوجس والتساؤلات وسيمضي الامر ولابد ان نعمق ذلك بالتواصل والزيارات من اجل خير الشعبين.