سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة الجنوب : «مقومات الدولة الفاشلة تتوافر في شمال السودان وليس في الجنوب»..رئيس البعثة الأميركية : «الأطراف وصلت إلى نقطة تشير إلى أنه سيكون من الصعب جداً إجراء الاستفتاء الخاص بأبيي في موعده.
دعت حكومة إقليمجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي إلى «طلاق سلمي» مع الشمال، فيما توقعت وزارة الداخلية السودانية أن ترافق استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر مطلع العام المقبل، مخاطر وعنف وتهديدات أمنية. واعتبر وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا مريال بنجامين خلال مؤتمر صحافي في جوبا أمس، أن «مقومات الدولة الفاشلة تتوافر في شمال السودان وليس في الجنوب» في حال الانفصال، وقلل من المشاكل الأمنية في الجنوب، مؤكداً قدرة حكومته على احتوائها. ودعا إلى «طلاق سلمي بين الشمال والجنوب، وعلاقات سلمية بين الطرفين» في حال اختيار الانفصال. وأعربت الولاياتالمتحدة أمس عن ثقتها في إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في موعده، لكنها لم تستبعد إرجاء الاستفتاء على مستقبل منطقة أبيي الذي كان مقرراً أن يتزامن مع استفتاء الجنوب. وقال رئيس البعثة الأميركية لمساندة عملية السلام والاستفتاء في السودان برينستون ليمان في تصريحات إن قضية أبيي في غاية الصعوبة، وللجانبين مصالح ومشاعر كثيرة متعلقة بها، «ولم نتوصل إلى تسوية في شأنها حتى الآن». وقال ليمان عقب مشاورات مع رئيس مفوضية الاستفتاء في الخرطوم، إن اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي تواصل مفاوضاتها في شأن قضايا الجنوب، وعلى رأسها قضية أبيي، معرباً عن أمله بأن تتوصل الجهات المعنية قريباً إلى حل. وأشار إلى أن الأطراف «وصلت إلى نقطة تشير إلى أنه سيكون من الصعب جداً إجراء الاستفتاء الخاص بأبيي في موعده. وحتى يتوافر لنا خيار آخر، يظل الاستفتاء هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه». ونفى أن تكون بلاده تمارس ضغوطاً على الشمال لتنظيم استفتاءي الجنوب وأبيي في موعدهما، غير أنه أكد حرص واشنطن على تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وقال: «من المهم لحكومة الخرطوم والحركة الشعبية الالتزام باتفاق السلام من أجل تطبيع العلاقات، كما أن من المهم لهما المضي قدماً للتوصل إلى تسوية، وهذه هي الرسالة التي نحن بصدد إبلاغها». ورفض اتهام واشنطن بأنها تريد انفصال السودان، مؤكداً أن بلاده «تريد احترام اتفاق السلام الشامل الذي يعطي الحق لسكان الجنوب في اختيار مصيرهم والتصويت للانفصال أو الوحدة، ولا نفضل أياً من الجانبين ونريد الاعتراف بالنتائج مهما كانت وتجنب الحرب الأهلية... وسنتعامل مع السودان الموحد أو مع الجانبين إذا قرر الشعب الانفصال». إلى ذلك، تعهد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين ونظيره الجنوبي نيال دينق نيال، عدم العودة إلى الحرب بين الشمال والجنوب. وأكدا في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس تمسكهما باتفاق السلام وعدم دعم متمردين على السلطة الاتحادية أو الحكومة الإقليمية في الجنوب، ومنعهم من استخدام أراضيهما للانطلاق ضد أي من الطرفين. واتهمت وزارة الداخلية منظمات لم تسمها ب «التجسس... واستقطاب الشباب لزرع الفتن والكراهية بين شطري البلاد في حال انفصال الجنوب». وتوقعت أن ترافق الاستفتاء مخاطر وتهديدات أمنية «تتطلب خططاً مغايرة لخطة الانتخابات وتأمين المواطنين من المخاطر المتوقعة». ووصف مساعد المدير العام للشرطة الفريق العادل العاجب المرحلة المقبلة بأنها «صعبة»، موضحاً أن «الاستفتاء سيدخل البلاد في مرحلة جديدة تتطلب وضع الخطط والإعداد المبكر لمواجهة تحدي الظروف التي تمر بها البلاد». وقال خلال ندوة نظمتها الشرطة عن ترتيبات الاستفتاء، إن «هناك تحديات داخلية وخارجية متمثلة في كيانات عدة ومنظمات تطوعية تحركها أيد خفية لمصلحة الدول الأجنبية لاستقطاب الشباب لخلق الكراهية والبلبلة بين الشمال والجنوب وعدم الاستقرار، ما يشكل معبراً سهلاً للجهة المتدخلة في البلاد». وحمّل مسؤول شؤون الجنايات في شرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي «الحركة الشعبية» مسؤولية تأخر ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وتوقع مشاكل اقتصادية وأمنية واجتماعية في حال انفصال الجنوب. واتهم جهات لم يسمها بتشجيع بعض الدول في الإقليم على السعي إلى تعميق مشكلة ابيي ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، لإشعال «حرب ضروس بين القبائل الجنوبية والشمالية المتاخمة للحدود». وطالب بتسوية القضايا العالقة قبل مرحلة الاستفتاء التي توقع أن تصاحبها «تظاهرات واعتداءات داخلية وعنف».