خاطب الرئيس البشير ا الثلاثاء الماضي اجتماعا لمؤسسة التمويل الأصغر بوزارة الدفاع فجدد عزمه علي التنحي بنهاية العام 2015 كما سبق وصرح لجريدة الشرق القطرية. “أنا ماشي على المعاش لكن جاهز الحمد لله،" قال الرئيس. تنحي الرئيس بطبيعة الحال أم القضايا في المؤتمر الوطني، المصيبة الكارثة الكبة عند قطبي المهدي والفتح الرحمة فرج الكربة عند غازي صلاح الدين وما بينهما درجات من التقية أحسنها صياغة ما جاء على لسان النائب الأول في مؤتمره الصحفي الشهير بمجلس الوزراء، حيث قال ما معناه الرئيس صادق في إعلانه لكن لا يحول بينه وتجديد الرئاسة حائل. تحدث الرئيس بصفته معاشي مستعجل فأكد على ضرورة رعاية معاشيي القوات المسلحة الرعاية اللائقة وشكر جهد القائمين على التمويل الأصغر بينما انتقد تجربة البنوك الإسلامية خاصة صيغة المرابحة. قال الرئيس أن البنوك الإسلامية ليست ربوية لكنها ليست إسلامية ولا حاجة. “البنوك ما بتمول إلا الزول العندو قروش"، وضح الرئيس مضيفا “يعني لو عندك عقار بملكوك عشان كده الحل في التمويل الأصغر". لم ينبس السيد الرئيس ببنت شفة عن أم روابة وأم دوم ولا مناسبة بطبيعة الحال فقد كان مشغولا بمعاشات الجيش لا أداءه، الجيش الذي قال عنه ناطقه الرسمي الصوارمي خالد سعد في “واجهة" أحمد البلال الطيب أنه محمول، وهو حقا كذلك. قال الصوارمي أن على الذين يلومون القوات المسلحة على تكاثر الثغرات لوم أنفسهم أولا فالجيش غير مهيأ كما ينبغي، قالها بزهج يحاكي حديث وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين إلى المجلس الوطني محذرا من التسرب المتزايد لأفراد القوات المسلحة إلى التعدين الأهلي. الجيش كسر في الدهب بحسب المسؤول الأول عنه. لكن، أليس الجيش من حمل نفسه فوق ما يطيق فهو صبي كلو، الحزب السياسي الأعظم في البلاد والمستثمر المقاول والبنك بتاع التمويل الأكبر وكذلك الأصغر، وفوق ذلك كله القوة المقاتلة المحترفة وراعية غيرها من القوى الكيري، أما المؤتمر الوطني فيريد من الجيش “سحرا"، يريده أن يفعل بالقوة العسكرية ما عجزت عنه نخبة الحكم بالطاقة السياسية. شهد الرئيس أن تجربة أكثر من ثلاثين سنة من “الصيرفة" الإسلامية لم تفض إلى بنوك إسلامية حقة بل أدوات لمراكمة المال بين الأغنياء أصلا وشهد رفيقه أن ميزانيات الأمن والدفاع السمينة لم تنفع الجيش شيئا فهو طارد تنقصه العدة ما يزال، فكأنهما كتبا بأنفسهما قضاء التاريخ في حكمهما الطويل. سيخلف لنا الرئيس ووزيره متى فاجأهما المعاش بلادا أدماها الانقسام بين دولة من المرطبين المسيطرين وغمار الناس المستضعفين، وجيشا من الزهجانين. الميدان