حقوقنا بكسلا مهضومة وهناك من يهدف لتفريق القبيلة. ليس لدي خلاف مع الوالي ونرفض التدخل في شؤوننا . تشعره وانت جالسا امامه بالرهبة والسعادة في توقيت واحد ،فالرهبة تنبع من مكانة الرجل الدينية حيث يشع من وجهه الضياء والتقوي ،والسعادة تأتي من واقع ان ظفر صحفيا بحديث منه يمثل سبقا صحفيا فريدا،ولأن هناك الكثير من القضايا التي تهم الدين والولاية والحياة والمواطن ولتأثيره الكبير علي قطاع واسع من سكان السودان وكسلا ولمكانته المقدرة ،جلست (الوطن) الي مولانا الشيخ احمد التجاني ثاني مشائخ الطريقة التجانية بالسودان وتجاذبت معه اطراف الحديث في حوار الاتجاهات المتعددة ،ونتابع في المساحة التالية افاداته الصادقة والشفافة: حوار:سيف الدين ادم هارون *في البدء دعنا نتعرف علي الطريقة التجانية واسهاماتها في نشر الاسلام بالقارة الافريقية ؟ *اشكر لكم في صحيفة(الوطن) هذه الاستضافة الكريمة ،اما فيما يتعلق بالطريقة التجانية فمؤسسها هوالشيخ احمد التجاني الذي ولد في ضواحي الجزائر عام (1150) ابان الاستعمار التركي الذي كان رافضا له ،حيث طلب من ملك المغرب سليمان الهجرة الي بلاده فرحب به، واستقر به المقام في مدينة فاس، وانزله الملك منزله كريمة ،وشيد له مكانا للدروس والازكار ،ليصبح له مريدون كثر بالمغرب وحضر اليه بعد ان ذاع صيته الكثيرون من مختلف الدول الاسلاميه ،خاصة من دولة مالي الذين قاموا بنشر الطريقة في دولتهم ،ونجح في جذب الكثير من الفرنسيين والانجليز والامريكان لدخول الاسلام وله مريدين وخلف خليفة له في الجزائر ،ومن الذين اخذوا الطريقة قبيلة الفولاني التي نجحت في نشر الاسلام في اجزاء واسعة من قارة افريقيا ولولا ان اسقط المستعمر الفرنسي دولتهم لعم ضياء الاسلام كل القارة الافريقية ،وتوفي الشيخ احمد التجاني في فاس عام 1230،وانتشرت بعد وفاته طريقته في معظم دول العالم. *ماهو دور الطريقة في معالجة القضايا الوطنية ؟ هناك دور كبير ومتعاظم للطريقة التجانية لعبته في حل قضايا المواطنين والوطن،وونستشهد هنا بمثال واحد وهو ان الاخ نائب الرئيس طالبنا بالتدخل لحل قضية دارفور وذلك لان عدد كبير من حاملي السلاح يعتبرون من اتباع الطريقة ،وبالفعل قبل السفر الي دارفور سافرنا الي الجزائر وكان من ضمن الوفد اللواء الفاتح عابدون والناظر السماني لاخبار خليفة الطريقة التجانية وحتي يحضر معنا لهذه المهمة الوطنية ونسبة لمشاغله الكثيرة اعتذر وارسل معنا ابنه وعدنا الي الخرطوم ومنها الي الفاشرواستقبلنا الوالي، وحدد لنا مناطق الزيارة ،وخاطبنا حملة السلاح وقلنالهم بصريح العبارة "ان الخليفة قال اي زول ماوضع السلاح نتبرء منه"، ومن الفاشر توجنها الي الجنينة ونسبة للمشاكل الكثيرة وقتها توجهنا صوب نيالا وابلغنا حاملي السلاح رسالة الخليفة وبحمد لله وضع عدد كبير من اتباع الطريقة السلاح،ووصل الشيخ حبيب جبال النوبة ودارفور وطاف بها لمدة اربعة ايام ، وبعدهاعاد الي الخرطوم ومنها الي مدني والقضارف وكسلا ، و قدمني الخليفة لقيادة الطريقة التجانية بشرق السودان ،واتباع الطريقة التجانية في شرق السودان كثر. اسهامات الطريقة في شرق السودان ؟ اسهامات الطريقة في شرق السودان تتمثل في تشييد مجمعات الخلاوي وتعليم القران الكريم والفقه وانشاء دور العباد ، ونحن نسلك طريق الارشاد والدعوة الي الله ،وهناك عدد كبير من اتباع الطريقة شاركوا في الجهاد ولدينا شهداء،ولم يتوقف عطاءنا عند هذا الحد بل سيرنا قوافل دعوية الي عدد من مدن البلاد ومنها الكرمك وكان علي رأس القافلة الشيخ ادريس بما انكم تملكون قاعدة كبيرة في دار فور من اتباع الطريقة التجانية ما تفسيركم لما يدور هناك ؟ مشكلة دارفور فتنة كبيرة ،وجهاد الطريقة تمثل في الارشاد حول ضرورة عدم رفع السلاح وقتل المسلم لاخيه المسلم ،وقلنا لهم ان الاسلحة يجب ان توجه نحو الكفار فقط وليس المسلمين،ومانزال نقوم بادوار تهدف الي حقن الدماء بدارفور الحبيبة. هناك من يتحدث عن ضعف الخدمات في مناطق منسوبيكم؟ نعم هذه حقيقية ،وللاسف الشديد الظلم هو الذي دفع بعض الناس للتمرد ،ولاتوجد عدالة ،وحكومة ولاية كسلا تنحاز لشرائح محددة وتحرم اخري من حقوقها في التنمية والخدمات ،كما ان هناك من يتصف بصفات المتكبر حيث يرفضون الاستماع الي النصيحة ،والوالي السابق للولاية كان يطلب منا النصح والارشاد ،ولكن حاليا لانجد من يستمع لنصح العلماء ،ولانجد ان نقول لهم غير اتقوا الله في عباده واعدلوا بينهم فانكم ستسألون يوم الحساب ؟ وللأسف هناك مسؤولون بحكومة ولاية كسلا نعت الرحمة من قلوبهم . لماذا رفضت السلطات اعطاءكم نظارة بكسلا؟ لا نعرف الاسباب رغم اسهام الهوسا المقدر في الولاية ،واستحقاقهم لنظارة ترعي شؤونهم ،وسلطات الولاية لاتريد ان تساوي بيننا وقبائل الولاية الاخري ،ويريدون منا ان نعطي ولانطالب بحقوقنا وهذا للاسف قصر نظر لايسهم في حل قضايا الوطن ،وحكومة الولاية تريد من الهوسا ان يكون عند حاجتها تعاملنا مثل المخزون الاستراتيجي الذي تعود اليه عندما تحتاجة في الشدائد ،ولكن ربنا موجود. ماهي الملابسات والعراقيل التي صاحبت تنصيب الاستاذ يحي ادم امير للقبيلة في هذا الصدد ذهبت الي والي كسلا محمد يوسف ادم ، وقلت له الناس اتفقوا علي تنصيب يحي اميرا للقبيلة ولعلمي التام بان يحي مؤهل للقيادة بولاية كسلا ،فوافق الوالي واتصل بمعتمد كسلا حسن الشريف وقالله الناس اتفقت علي يحي ، المعتمد دوره طالبنا بالترتيب لقيام الاحتفال وجلس المعتمد مع بعض الناس وذكرللمعتمد احدالذين لايرغبون في تنصيب يحي امير للقبيلة وقال له " نريد تمثيل علي مستوي الولاية بنظارة وهذا التنصيب غير مرغوبا فيه لان الذي تم تنصيبه لاينتمي للمؤتمر الوطني ومعارض والناس المعاهومن احزاب معارضة " ,وحينما اخبرنا الوالي بما حدث طالبنا بتأخير احتفال التنصيب ،وهذا اثار غضب واستياء افراد القبيلة ،فقمنا بتنصيب الاخ يحي داخل الخلوة ،وللاسف البعض اراد الاصطياد في الماء العكر واشاروا الي اننا خالفنا تعليمات الوالي ،معتبرين ان ماحدث منا جريمة تستوجب العقاب. و ماذا دار بينك والوالي بعد ذلك ؟ ذهبت للوالي وقلت له الذين تحدثوا عن المعارضة وغيرها من احاديث الفتنة لديهم اجندة،وان الامر برمته يخص القبيلة وليس له ظلال سياسية ، وبعد ذلك طلب الوالي مقابلة الاستاذ يحي لمعرفة المذيد وعندما سمع منه بارك ليحي الامارة وبعدها كلف المعتمد حسن الشريف وملاسي وجلسنا وتصالحنا في دار المؤتمر الوطني، ونحن في انتظار قيام الاحتفال وخاطبنا الوالي وقال الاحتفال عقب زيارة نائب الرئيس وبعد زيارة علي عثمان جاء مدير عام الشرطة وبعده جاء نافع علي نافع،وهنا اشير الي ان نعتبر الوالي مشغول ،ولكن نري ان هناك من يريد ازكاء نيران الفتنة بهدف تفريق شمل القبيلة،وعبركم اؤكد ان علاقتي مع الوالي دينية ولم اصعد الامر للمركز.