حى غرب القاش بمدينه كسلا يعتبر من اقدم الاحياء بالمدينه فقد نشأ هذا الحى فى القرن الثامن عشر الا انه لم يجد العنايه الكافيه من مسئولى الدوله سواء كان ذلك فى حقبه الاستعمار او ما بعد الاستقلال . وغرب القاش الحى الذى اقصده يقع فى منطقه وسط ما بين السواقى الشماليه والجنوبيه ويحده غربا السكه حديد وشرقا نهر القاش . لم يتم تخطيطه الا فى عهد الرئيس جعفر نميرى وحتى اليوم لا يتمتع بالخدمات الضروريه من طرق ومياه وخلافه لان سكانه فى نظر البض من الطبقات الدنيا . ولكن دعونا ندخل هذا الحى العريق ولتكن البدايه من السواقى الشماليه لنرى ونشاهد بعض الشخصيات المؤثره والتى قامت بدور فاعل فى مناطحه الاستعمار الانجليزى ولنبدأ بالبمباشى المرحوم عثمان على كيله والد شهيد قصر الضيافه محمود كيلا ووالد الاستاذ الفنان المبدع كمال كيلا . كان ضابطا بقوه دفاع السودان وقائدا لسلاح الموسيقى بالهجانه وبعد تسريح قوه دفاع السودان اقام له بستان ومنزل واسع وكان قبله وشارع هام من شوارع كسلا ومن لم يزور ساقيه البمباشى لم يزور مدينه كسلا . كان بيته عامرا بالضيوف من كل انحاء السودان ويكفى ان داره كان ديوان للادب فقد قيلت اجمل القصائد فى منتداه فقد الف الشاعر توفيق صالح جبريل قصيده كسلا اشرقت بها شمس وجدى بهذه الساقيه ساقيه البمباشى عثمان كيله . وكانت زوجنه سكينه فرج مالك قد تفرغت تماما لاجل خدمه الضيوف طيله اليوم على مدار ال 24 ساعه . رحم الله العم عثمان كيلا . واعود الى الوراء قليلا فى عام 1918 حيث كان هناك ثائر متمرد على الاتراك والمصرين الذين احتلوا كسلا وهذا الثائر هو سمبو من ابناء الفلاته ( الفلانى) استطاع ومعه بعض اتباعه اقتحام حاميه كسلا ليلا وذبح 21 من ضباط وجنود الاتراك والجيش المصرى وبكل اسف التاريخ لم يذكره هل لانه من الفلاته بالرغم من انه اعتبر نفسه بل كان سودانيا اصيلا لا يرضى الضيم والهوان لابناء وطنه ذلك هو الثائر سمبو لمن لا يعرفونه فقد كان بطلا قوميا سودانيا اصيلا . وكان اغلب سكان غرب القاش من المسرحين من قوه دفاع السودان ونذكر هنا العم المرحوم الكوده وهو شايقى الاصل كان ضابطا بقوه دفاع السودان والعم المرحوم خالد محمد صالح كان ايضا ضابطا بقوه دفاع السودان ووالد كاتب هذا المقال ايضا . ونذكر من رجال قوه دفاع السودان العم فرج طبجى وكلمه طبجى تعنى رجل المدفعيه فقد اشتهر بقوته وبسالته ورجولته فى المعارك التى خاضها . ولا يفوتنى ان اذكر المرحوم يحيى على يحيى التاجر الامين والاصيل الذى بنى مدرسه على نفقته وهو من اصول يمنيه وام سودانيه واحب السودان علم نفسه وتفقه فى الدين وكان يقرض الشعر وله مواقف ضد الاستعمار الانجليزى . وكانت غرب القاش خليط من السودان بها ابناء الجنوب والغرب وجبال النوبه وبها ابناء الشمال من الشايقيه والجعليين والرباطاب والمناصير وابناء حلفا والمحس وعدد كبير من ابناء الهوسا الذين اشتهروا بالدين والقران الكريم واذكر من شيوخهم الشيخ ادم ادريس ( ادو ) كان فصيحا لماحا حكيما فى فض النزاعات واذكر العم المرحوم طاهر يعقوب شيخ الطرق التجانيه والعم المرحوم عبد الرحمن ابكر سيدى شيخ الطرق القادريه وكانت خلاوى غرب القاش مثل ازيز النحل عند تلاوه القران الكريم . وكانت غرب القاش تحمل تنوع ثقافى متفرد وعندما تكون هناك مناسبه زواج او مناسبه قوميه تجد النقاره والدلوكه والكيتا والاوبتى والربابه والقرمى ( كل هذه الات موسيقيه ) ومن اهم ضاربات الدلوكه الخاله كوشيه ومعها طاقمها الحاجه شابوريه وسركونى وخديجه كبرى . وكانت الدلوكه عندما تقول كو يمتلى المكان بالعجاج خاصه عند ايقاع صقر الجو ( الصقريه) ومن الشخصيات التى تغنت بالفن الحديث من ابناء الهوسا الفنان ابراهيم حسين وشقيقه المرحوم عبد اللطيف صغير والفنان محمد احمد اولينا والفنان ادم الياس والفنان النور حموده ( وهو الان من انصار السنه) ومن اهم فنانى الهوسا ( نبوتا ) كان يغنى ويعزف بالبخسه وكان يؤدى الغناء فى بيوت الافراح . تنقسم غرب القاش الى غرب القاش شمال وغرب القاش جنوب ففى الشمال كانت تقطن القبائل ذات الاصول السودانيه وفى الجنوب كانت قبائل الهوسا وبالرغم من هذا التصنيف الا انها كانت وحده واحده تصاهروا وتعاملوا بالحسنى وكانوا اسره واحده . وكانت لهم درايه تامه بالقاش ايام فيضانه ولهم خبره فى كبح ثورته فكم كم وقفوا يحملون الفؤوس والطوارى والكوريك والجوالات والقفاف حزموا وسطهم وخرجرجو لمجابهه القاش نساء ورجال فكانت دائما الهزيمه للقاش . نادى المورده من النوادى العريقه بغرب القاش ونادى الاصيل ومن اشهر لعيبه كره القدم لوندى رحمه الله وعنجه الملقب بروثمان وعبد الرؤوف واولى وكمال برنسه وعبد الغنى الصالحى . وكانت هناك جاليه يمنيه كبيره بغرب القاش منها على سبيل المثال عائله على العراسى وعائله عبد الله العراسى وعائله قايد احمد وعائله على الصالحى وعائله مكونا وعائله كدمه وعائله صالح يحيى وكلهم الان عادوا الى موطنهم اليمن وبقى من بقى منهم . ولان غرب القاش كانت نسيج اجتماعى متميز ومثالى فقد وجدت الاهمال التام وحتى اليوم ولنا لقاء اخر عن غرب القاش التاريخ الساطع . عبد الله احمد خير السيد المحامى /كسلا عبد الله احمد خير السيد خير السيد [[email protected]]