الفنان المطرب الراحل.. (حسن عطية).. اشتهر بأنه مطرب المثقفين، وذلك لأن غناءه كان يعتمد على قصائد غنائية منتقاة بعناية كاملة.. فهي تصور موضوعات ذات ثيمات اجتماعية تعبر عن الطبقات العليا في المجتمع السوداني.. أولئك المتعلمون من أصحاب الثقافة العربية الكلاسيكية والذين يتحدثون بأكثر من لغة أجنبية. كان حسن عطية يغني في مجالس المثقفين، ومن أشهر هذه المجالس كان مجلس الأديب والشاعر محمد أحمد المحجوب بالخرطوم، والذي كان يحضره لفيف من أهل الأدب كالدكتور محمد عبد الحليم وهو صديق المحجوب الذي شاركه كتابة مجموعة قصصية أدبية بعنوان (موت دنيا). وفيما بعد جذب هذا المجلس الذي كان يمثل ندوة أدبية شاملة.. جذب إليه شاعر أم درمان وشاعر الحقيبة الأشهر.. عبد الرحمن الريح. الذي استطاع ان يقدم أغنيات عديدة لحسن عطية (من أشعاره والحانه) تنحو منحي جديداً.. وقد رجح نقاد الأغنية السودانية ان خروج عبد الرحمن الريح من طقس أم درمان كان بسبب تأثير هذه الندوة الخرطومية، حيث (ألوان الزهور) و(الماري عند الأصيل) و(الطاؤوس) و(كان أنت نسيت). وهذا المنحى الجديد الذي سلكه عبد الرحمن الريح، هو ما مكنه من اكتشاف صوتين غنائيين بواسطتهما استطاع عبد الرحمن الريح ان يحقق طفرة غنائية أتت بما يسمى (بالاغنية الحديثة).. حينما اكتشف صوت المطرب عمر أحمد الذي مات مبكراً.. فبحث عبد الرحمن الريح في ذات الاتجاه فوجد ضالته في صوت إبراهيم عوض. فالتسلسل السببي المنطقي والتاريخي الذي كان وراء ظهور الأغنية السودانية الحديثة هو هذا المنتدى الثقافي الذي كان حسن عطية ينجز فيه مرحلة مهمة من مراحل الأغنية السودانية الحديثة.