* كتبنا من قبل عن نظرية (المداورة) التي تجتاح المناصب الإدارية الرياضية باتحاد كرة القدم السوداني واتحاداته التي تنضوي تحت لواءه . * بفرية الخبرة والتمرّس ظلّت العديد من الأسماء تتشبّث بكراسيها لعقد ويزيد من الزمان على صعيد الاتحاد السوداني لكرة القدم ولجانه المتفرّعة (التدريب – التحكيم – المنظّمة – الإنضباط – المنتخبات). *تلك الاستمرارية من المفترض أن تؤسس لزيادة رصيد الخبرة التراكمي والتعلّم من الأخطاء السابقة وبالتالي (تطوير) ما يمكن تطويره لأجل رفعة وتميّز كرة القدم السودانية وليس إضعافها وإنقاص قدرها بالإصرار على قيادات محددة. * احتكارية المناصب الإدارية تعتبر واحدة من أهم أسباب (تدني مستوى الخدمة المدنية) على كافة الأصعدة وليس على مستوى كرة القدم فحسب. *نهج التجديد (مفقود) مع (سبق الإصرار والترصّد) في دور الإتحاد السوداني لكرة القدم والذي باتت حقوق العديد من مناصبه (حصرية) على أسماء بعينها دون أن تخضع للتغيير والتحديث. *لماذا لا تتساقط منتخباتنا الوطنية واحدة تلو الأخرى؟ لماذا لا تشهد منافستي الدوري الممتاز وكأس السودان أي تطوّر يذكر؟ ولماذا توصف اللجنة المنظمة (بلجنة الخرمجة)؟ ولماذا تهاجم غالبية الأندية مستوى (التحكيم) بجميع المنافسات على صعيد السودان؟ * تلك الأسئلة تبدو غاية في الصعوبة ولكن إجابتها (سهلة) جداً ومفادها أن السبب الرئيسي في جل ذلك الإخفاق هو (احتكار المناصب) وتسجيلها لعناصر محددة فكيف ننشد التغيير والتطوّر ومن يقودونا رياضياً لعقود من الزمان وجوده محددة. *عقب خروج المنتخب الأول من تصفيات افريقيا المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وعقب احتلاله للمركز الرابع في كأس وسط وشرق افريقيا (سيكافا) صرّح (رئيس) لجنة المنتخبات الوطنية بانتهاء مهمة الجهاز الفني لصقور الجديان وتحويلهم للمنتخب الأولمبي. *لم يكتف السيّد أحمد الطريفي صديق بالتصريح المذكور بل أردفه بأن المرحلة القادمة ستشهد التعاقد مع (مدير فني أجنبي) بعد التشاور مع رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور (معتصم جعفر) وأخذ موافقته على الخطوة المذكورة. *شخصياً ظللت انتظر ما ستسفر عنه الخطوة وهل سيقوى رئيس لجنة المنتخبات الوطنية ومن خلفه اتحاده على (التغيير) وانتداب مدير فني أجنبي أم أن الحديث لا يعدو كونه حديث (للاستهلاك) فقط ومحاولة إخماد ثورة الغضب على نتائج المنتخب الأخيرة. *بالتأكيد هو حديث استهلاكي وشعارات صحفية ليس إلا بدليل القرار الذي تم اتخاذه أمس الأول (الخميس) عقب الاجتماع الذي عقدته لجنة المنتخبات الوطنية والذي أعاد من جديد نظرية (الاحتكار) بالدوران في نفس الحلقة فقط مع تغيير طفيف في (محطات التوقف). *مازدا من جديد (للمنتخب الأول) وخالد بخيت مساعداً له، ابراهومة (للمنتخب الأولمبي) ورضا عبد الحميد مساعداً له، محمد محي الدين الديبة (لمنتخب الشباب)، ومحسن سيّد (لمنتخب الناشئين). *مداورة لا مثيل لها على الإطلاق ظلّت تنتهجها لجنة المنتخبات الوطنية لعدد من السنوات دون أن تتحقق أية نتائج ايجابية مرجوة بل ظللنا نغوص في عمق الإخفاقات حتى أغرقتنا الخسائر والإذلالات. * لا جديد على الإطلاق لأن تلك الأسماء غير متفرغة لإعداد الاستراتيجيات المستقبلية المتعلّقة بتلك المنتخبات وينحصر دورها على اداء مهام (لحظية) مرتبطة بإحدى المنافسات وبعدها سيبدأ نهج المداورة من جديد لنفس الأسماء. *ماهو الجديد الذي سيقدمه مازدا للمنتخب الأول بعد سيل الإخفاقات التي نالتها صقور الجديان خلال السنوات الأربع الأخيرة. *وهل هناك جديد على صعيد ملفات (الدعم والاهتمام بالمنتخب) لأن مغادرة مازدا عقب رباعية الجابون كانت بسبب الإهمال وغياب الدعم وهو ما صرّح به وقتها على الهواء مباشرة بقنوات بي ان سبورت. *نفس الوجوه الإدارية لسنوات وتكرار ممل للأجهزة الفنية لمنتخبات المراحل السنية إذاً لا جديد يذكر ولكن قديم يعاد. *حاجة أخيرة كده :: ما بين تصريح الطريفي بشأن التعاقد مع مدرب أجنبي وتعيين مازدا من جديد أقل من شهر !!!