في (جميع) دول العالم و(جميع) هذه للتأكيد على نهج ظل متّبع في عالم كرة القدم عندما تتكرر النتائج السيئة لإحدى المنتخبات الوطنية على صعيد المنافسات الإقليمية أو القارّية يمنح المدير الفني الوطني أو الأجنبي (مهلة) للتصحيح وإعادة ترتيب الأوراق وعادة ما تتريث معظم الإتحادات في الإقالة وانتداب مدير فني جديد لصعوبة (تكوين) المنتخبات مرة أخرى. * معظم الإتحادات الوطنية لا تكرر الإعتماد على نفس الجهاز الفني للمنتخب في حالة (الإخفاق) بل تسعى (للتجديد) بالتعاقد مع مدير فني آخر يبدأ من (الصفر) ويؤسس منظومته الجديدة من اللاعبين وفقاً لقناعاته التي تعتمد على (المتابعة) عن قرب بمشاهدة العناصر عبر مباريات الدوري أو من خلال أنديتهم التي يحترفون بها. * كمثال فقط خلال المونديال البرازيلي الصيف الماضي تمت إقالة معظم المدربين عقب (الخروج) من البطولة سواء كان ذلك خلال الدور الأول أو الأدوار الاقصائية لأن الإتحادات الوطنية لتلك المنتخبات تعي تماماً أن المهمة (انقضت) خلال تلك المرحلة ولا بد من إعادة الترتيب للمرحلة الجديدة. * في خليجي (22) الماضية أقالت كل من (الكويت – العراق – البحرين – السعودية) أجهزتها الفنية عقب النتائج المخيّبة التي أحرزتها تلك المنتخبات رغم أن المنتخب السعودي كان قد وصل لنهائي البطولة وفشل في تحقيقها. * وحتى على الصعيد الأفريقي استغنت معظم الإتحادات الوطنية عن الأجهزة الفنية للمنتخبات عقب الإقصاء من كأس الأمم الافريقية أو تلك التي فشلت في بلوغ النهائيات بحثاً عن الأفضل وتأهّباً للمرحلة القادمة. * أما على مستوى (الإتحاد السوداني لكرة القدم) فباتت حقوق تدريب المنتخب الوطني الأول (حصرية) على مازدا الذي ظل متشبثاً بمنصبه لقرابة (العشر سنوات) مع وجود فترة (استثنائية) وهى مرحلة الإنجليزي القبرصي (قسطنطين) فخلاف تلك الفترة ظل محمد عبد الله مازدا هو المدير الفني الحصري لصقور الجديان دون منازع أو مجرّد اقتراح منافس. * سيتحدّث البعض عن إنجاز الوصول لنهائيات الأمم الأفريقية (2008) على يد مازاد بعد غياب دام لأكثر من (ثلاثة عقود) وسيبرر الإتحاد تمسّكه بالخبير الوطني بسبب تكرار الوصول للنهائيات في (2012) ولكننا ضد هذه المبررات الواهية لأن نتائج المنتخب خلال السنوات من (2012 – 2014) كانت سيئة للغاية ومخجلة للحد البعيد ولا تمنح مازدا أي أفضلية للاستمرارية على رأس الجهاز الفني للصقور. * أمس الأول أعلن مازدا قائمته الأولية للمنتخب والمكونة من (32) لاعباً وصراحة لو كنت مكان الإتحاد السوداني لكرة القدم لأصدرت قراراً فورياً بإقالة مازدا وتعيين أي مدرب آخر عقب الاطّلاع على تلك الكلية. * قائمة (غريبة) اعتمدت على الأسماء (المخضرمة والمكررة) وانتقت عناصر لا تشارك مع أنديتها بصورة أساسية ويبدو أن المدير الفني للمنتخب (كالعادة) مارس سياسة (الموازنات) خوفاً من غضبة الإعلام الأزرق أو انتقاد الأحمر. * بالله عليكم أي منطق يقبل استدعاء اللاعب (مهند الطاهر) وتجاوز اختيار اللاعب (راجي عبد العاطي) الذي يعتبر أحد أعمدة فريقه الأساسية فالأول غادر لاسبانيا محترفاً ولم نسمع عنه شيئاً سوى انتقاله لهلال (الأبيّض) ليستدعيه مازدا في خطوة أحسب أنها تفوق حد الوصف. * ليس هذا فحسب ولكن على ماذا اختار مازدا كل من (بشة – فداسي – الجزولي) من الهلال والثلاثي معروف عنه صداقته الدائمة (لمقاعد البدلاء) وتدّني مستوياتهم بصورة ملحوظة للجميع حتى باتوا إحدي الأوراق (الهامشية) للجهاز الفني الأزرق. * أما الطامة الكبرى فهى عدم وجود أي لاعب من المنتخب الأولمبي الذي أجاد ووصل لنهائيات كل الالعاب الافريقية بحجة انشغال عناصره بمباراة تونس في التصفيات الأولمبية. * خيارات مازدا تؤكّد أنه غير متابع على الإطلاق للمنافسة المحلية بدليل قفزه بالزانة (لهدافي الممتاز) عبده جابر والطاهر حماد وإختيار (أحمد عادل) ويبدو أن مازدا (هاب) من اختيار ثلاثة مهاجمين من المريخ دفعة واحدة فلجأ لخيار المخضرم أحمد عادل واستبعد هداف الممتاز عبده جابر. * حاجة أخيرة كده :: غايتو مهند الطاهر دي بالغت فيها يا مازدا !! طيب كان تجيب هيثم وحسبو بالمرة.