* تطل علينا في هذه الأيام المباركة أعياد استقلال السودان المجيد، لترسم في دواخلنا أجمل الصور والأمنيات وتحفظ لنا الحرية والكرامة والتحرر من يد المستعمر نحو سودان حر.. نرسل التبريكات والتهاني لجموع الشعب السوداني بهذه المناسبة العظيمة.. الجنة والخلود لشهداء بلادي على مر العصور والرحمة والمغفرة لمن رحلوا عن الدنيا من رجال الحركة الوطنية السودانية . * الانحناءة والتجلة والتقدير لكل فئات الشعب السوداني والرموز النيرة والقامات السامقة الخيرة من جيل الآباء الذين جاهدوا وكافحوا حتى نال السودان استقلاله في غرة يناير عام «1956م» وسجلوا أسماءهم بأحرف من نور في سفر الخلود والمجد . * كما نعلم بأن بريطانيا ومصر حكمتا السودان بموجب الاتفاقية التي أُبرمت بينهما في عام «1899م» والمعروف أن مصر ذاتها كانت تحت الوصاية البريطانية. * وكانت بريطانيا هي الممسكة بخيوط الحكم في السودان، وكان الحاكم العام بريطانياً وكان مديرو المديريات ومفتشو المراكز ومديرو المصالح الحكومية وشاغلو كل الوظائف الهامة من البريطانيين وعُين المصريون في مواقع المآمير بالمراكز. * وعمل عدد من ضباط الجيش المصري بالسودان أولهم الرئيس محمد نجيب الذي درس بالجزيرة بمدنى وكذلك عمل الرئيس جمال عبدالناصر بالسودان بجبل الأولياء عند انشاء الخزان وكان يعرف بالري المصري. * وفي مجال التعليم أقاموا عدداً من المدارس الأولية والوسطى وأنشأوا كلية غردون التذكارية التي خرَّجت عدداً من المحاسبين والكتبة والمهندسين والقضاة الشرعيين. * وأقاموا مدرسة الحقوق وكلية كتشنر الطبية وجمعت كلها في كلية الخرطوم الجامعية.. وفي عام «1956م» رفعت وطورت وأخذت تحمل اسم جامعة الخرطوم. * ونشهد بأن المستعمرين لم يمسوا عقائد السودانيين الدينية، وكانوا يدركون أن هذا خط أحمر لا يمكنهم تجاوزه، ولكنهم في المقابل سعوا لدعم العمل التبشيري المسيحي. * وبعد انطواء صفحة الاستعمار تعاقب على حكم السودان عدة نظم حكم وطنية سبقتها حكومة وطنية انتقالية للجلاء والسودنة وغيرها من مهام امتد عمرها لعامين وقد تخللت سنوات الحكم الوطني حرب الجنوب الاستنزافية التي استمرت حتى عام 2005. * نعود ونذكر بأن يوم 19 ديسمبر لم يكن يوماً عادياً في حياة كل السودانيين، بل كان رائعاً مدهشاً ومشهوداً أشبه بأيام الأعياد الوطنية والاحتفالات القومية، كيف لا وهو اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال من داخل البرلمان في العام 1955م. * مبنى البرلمان الجميل المجلس التشريعى الحالي.. هذا المكان، قبل وبعد الاستقلال شهد مداولات في عدد من القضايا الوطنية وكان عبارة عن مسرح سياسي اعتلاه عدد من نجوم ورموز السياسة الوطنيين، وكانوا جميعاً يتسابقون ويتنافسون ويتعاركون عراكاً سياسياً وطنياً شفيفاً من أجل الوصول لاتفاق في كل القضايا التي تصب في مصلحة البلاد وخدمة الشعب. * ما نقوله ان استقلال بلادنا لم يخلف من ورائه إلا المعاني الجميلة التي ظللنا نرددها في أناشيدنا الوطنية جيلاً بعد جيل وسوف نظل نرددها كما ظل الفنان الراحل فنان افريقيا الاول محمد وردى يرددها: * اليوم نرفع راية استقلالنا * ويسطر التاريخ مولد شعبنا غنوا لنا غنوا لنا * يا نيلنا.. يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنا ….. يا إخوتي غنوا لنا. * كرري.. كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية. * .. والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية.. ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية.. يا إخوتي غنو لنا.