* أستميحكم عذراً اليوم أن لا أتحدّث عن مجريات ومآلات مباراة الزعيم الأحمر مع فرسان الأهلي الخرطوم لأن مساحة زاوية اليوم (محجوزة) بالكامل لحدث مهيب في (إحساسه) متفرّد في حيثياته وتفاصيله. *سخر البعض من الفرحة التي اعتلت غالبية الشعب السوداني نظير تتويج فريق مدرسة (محمد عبد الله موسى) بمدني ببطولة كأس (ج) الثانية التي احتضنتها قطر خلال الأيام السابقة. *سخروا من فرحة (شعب) استصغاراً للحدث وبجهل غريب عن تفاصيله وأحداثه وتناسوا قيمة الإنجاز (الحسّي) في المقام الأول ومجى الغيرة التي توشّح بها (صغار) مدرسة (محمد عبد الله موسى) وهم يلعبون بإسم السودان في المقام الأول وليس المدرسة التي ينتمون إليها. *وحتى يكون القارئ في الصورة الكاملة نقول ان بطولة كأس (ج) هى منافسة يتم تنظيمها للمدارس بالوطن العربي للفئة العمرية بين (11-12) سنة. *حيث تُجرى التصفيات الأولّية للمدارس (بالدول العربية) والفريق الأول يحجز بطاقته للنهائيات التي تحتضنها قطر. ? تصفيات السودان شاركت فيها كل من المدارس التالية : مدرسة المؤتمر ( ولاية شمال دارفور) مدرسة بلال بن رباح (ولاية النيل الأبيض) مدرسة محمد عبدالله موسى (ولاية الجزيرة) مدرسة الشهيد (ولاية نهر النيل). ? مدرسة مصعب بن عمير (كجا) (ولاية غرب دارفور) مدرسة أبو بكر الصديق أرقو ( ولاية الشمالية) ، مدرسة الدفاع الجوي ( ولاية البحر الأحمر ) ومصعب بن عمير (ولاية القضارف). *مدرسة محمد عبد الله موسى بلغت النهائيات بعد أن تفوقت على مدارس الشهداء والمؤتمر ومصعب بن عمير. *وتأتي المنافسة تحت رعاية سمو الشيخة (جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني) حرم حضرة صاحب السمو الشيخ (تميم بن حمد آل ثاني) أمير قطر، وبشراكة رسمية من قبل اللجنة الأولمبية القطرية برئاسة سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني وبرعاية (OOredoo). *و(ج) هو تلفزيون الجزيرة للأطفال سابقاً تحولت إلى (Jeem tv) الذي يُعنى ببرامج الأطفال الناطقة باللغة العربية ويهتم بتنمية الطفل وإشراكه في فعاليات تنموية وتعليمية وترفيهية كما تبث عدداً من البرامج ذات الصلة. *شارك في البطولة (13) مدرسة من دول (السودان – تونس – عمان – المغرب – جزر القمر – فلسطين – لبنان – الإمارات – السعودية – الصومال – قطر – الكويت – البحرين – الأردن). *لعب صغار السودان ضمن فرق المجموعة الأولى (تونس – عمان – المغرب) حيث خسر من المغرب (1-3) وفاز على تونسولبنان بنتيجة واحدة (2/1). *بعدها واجه المنتخب الإماراتي في مباراتي الدور نصف النهائي وفاز عليه (3/1) و (3/0) ثم واجه جزر القمر في المباراة النهائية وحقق الإنتصار عن طريق الركلات الترجيحية (4/3) عقب التعادل في الزمن الرسمي بنتيجة (2-2). *ما يلفت الإنتباه في (كتيبة) مدرسة محمد عبدالله موسى ليس هو تحقيق لقب بطولة كرة القدم لفئة (11-12) سنة وبمشاركة عدد محدود من المدارس العربية وإنما في تلك الروح التي اعترت وجدانهم وتلك الجبال من الغيرة على إسم السودان. *من المجحف جداً أن نتجاوز الحدث المذكور لأنه معني بطينة مستقبل السودان ومدى الانتماء للوطن وحب الدفاع عن ألوانه. *أكاد أجزم أن تلك الدموع التي انهمرت من لاعبي مدرسة محمد عبد الله موسى واللقاء يلفظ أنفاسه الأخيرة وهم (خاسرين) 0-2 هى دموع الحرقة على العودة خاسرين ولكن يُحمْد لأولئك الفتية عزيمة الخواتيم عندما حولوا الخسارة لتعادل خلال دقيقتين فقط. *لتنهمر بعدها دموع أخرى هى دموع الفرح وسط تشجيع داوي من قبل الجالية السودانية بقطر التي رسمت لوحة زاهية عنوانها لا مريخ ولا هلال ولا صغار هو السودان دعماً ومؤازرة. *لعمري إنها لوحة مكتملة الألوان يصعب وصفها أو تحليلها (دموع الفرح) (دموح الحسرة لحظة الخسارة) (الإنطلاقة والرفرفة بعلم السودان) (ثقافة تحيّة الجماهير) (فكر العزيمة رغم الهزيمة) (ثقافة عدم اليأس حتى آخر لحظة). *رسالة خاصة جداً لذوي أولئك الفتية شكراً على التربية والنشأة شكراً على غرس جل تلك الثقافة والتحية والتقدير للمدرّب صديق حسن وجميع أعضاء الجهاز الفني وباقة من شلالات التقدير للأستاذ (بدر الدين عوض الله) وكل من أسهم في هذا التفوق الجميل. *حاجة أخيرة كده :: جيل جميل ولكن ما أصعب الحفاظ عليه.