معاناة كبيرة في صناعة اللعب.. وغياب ملامح الكرة الجماعية الجميلة كمال عبد الغني: المريخ تخلى عن اللعب الضاغط وابتعد عن نقل الكرة بطريقة ممرحلة عمر الجندي جسّدت مباراة المريخ أمام الخرطوم الوطني أمس الأول كل العيوب الفنية الموجودة في الفرقة الحمراء منذ انطلاقة هذا الموسم ودّقت ناقوس الخطر حتى يتحرك الجميع من أجل إعادة ترتيب الأوراق الحمراء وتقديم الفريق بشكل مختلف أمام الكوكب المراكشي لأن المريخ اذا واصل بنفس الأداء الذي ظهر به في عدد من المباريات وآخرها أمام الخرطوم الوطني سيجد صعوبة بالغة في التأهل على حساب الكوكب المراكشي. العيب الأبرز الذي كشفته مباراة الخرطوم وكان السبب الرئيسي في خروج الفرقة الحمراء من دوري الأبطال تمثل في غياب صانع اللعب المميز الذي يجعل المقدمة الهجومية لا تعاني كثيراً في الحصول على التمريرات المريحة للوصول إلى شباك المنافسين وفي مباراة الوفاق لاحظ الجميع كيف عانى المريخ بشدة في صناعة اللعب وفي الوصول إلى منطقة الفريق الجزائري بسلاح التمرير القصير الممرحل أو تفعيل الأطراف حيث لم يستطع الأحمر التسجيل في شباك الوفاق في جولة الذهاب الا بسلاح الضربات الركنية وهذا دليل على أن المريخ يفتقد تماماً لصناعة اللعب وظهرت هذه المشكلة بوضوح أكبر في مباراة الخرطوم الوطني حيث صوّب الكثيرون انتقادات لاذعة لتراوري وعنكبة ومن بعدهما بكري المدينة وما درى هؤلاء أن مشكلة الأحمر لم تكن في مقدمته الهجومية بل كانت في صناعة اللعب التي غابت تماماً على مستوى العُمق والأطراف وتكاد أن تكون التمريرة التي لعبها كوفي بعبقرية خلف المدافعين لتراوري ولعبها الأخير خلف الحارس ومرت بقليل فوق العارضة الجملة الوحيدة التي ظهرت فيها صناعة اللعب وبخلاف ذلك كانت كل المحاولات التي وصل الأحمر عبرها إلى مرمى الخرطوم عن طريق الاجتهاد الفردي لا أكثر. الدفاع الحسنة الوحيدة برغم المستوى غير المقنع الذي قدمه المريخ أمام الخرطوم الوطني لكن كانت هناك بعض الإشراقات أهمها على الإطلاق مواصلة العملاق اليوغندي جمال سالم رحلة الإجادة والتألق لأنه كان رجل المباراة الأول بلا منازع ولولا تألقه اللافت لما خرج المريخ بنقطة لأن الفرص التي تصدى لها جمال سالم في هذه المباراة كانت كفيلة بخروج الخرطوم منتصراً، كذلك شهد أداء دفاع الفرقة الحمراء تطوراً لافتاً وهي فرصة لنحيي أحمد ضفر المدافع الصلب الذي استطاع أن يعيد الروح لدفاع الفرقة الحمراء ولم تعد الطلعات الهجومية للمنافسين تشكّل خطورة على المرمى الأحمر لأن ضفر ظل يتصدى لكل المحاولات بصلابة وبشراسة وبتدخل حاسم أعاد به الاستقرار للدفاع كما كان بخيت خميس في الجهة اليسرى في أفضل حالاته وقدم مباراة كبيرة على المستوى الدفاعي في حين لعب علي جعفر مباراة فوق الوسط غير أن مازن شمس الفلاح الذي شارك في الطرف الأيمن كان الحلقة الأضعف في دفاع الفرقة الحمراء. كمال عبد الغني: المريخ يبحث عن أسلوبه قال كمال عبد الغني إن المريخ كان يعتمد على كرة ممرحلة وجميلة وعلى أسلوب مميز في الوصول إلى شباك المنافسين وفي تأمين المنطقة الخلفية وكان للمريخ شكل يميزه عن غيره من المنافسين لأن نظرة وحيدة للأسلوب الذي يعتمد عليه الأحمر في المباريات تكفي للإشارة إلى أن هذا الفريق هو المريخ صاحب الأسلوب الجميل والتمرير القصير الممرحل ويرى كمال أن كل هذه الإشراقات غابت الآن وأصبح المريخ يعاني من مشاكل كبيرة تبدأ من المنطقة الخلفية التي تقف في خط واحد مما يسهّل من مهمة المنافسين في ضرب الدفاع الأحمر بتمريرة وحيدة لذلك تكررت حالات الانفراد التام بالحارس جمال سالم في عدد من المباريات في الفترة الأخيرة ومرد ذلك لإهمال التغطية وعدم التمركز الجيد وعدم ممارسة أسلوب اللعب الضاغط الذي كان يميّز المريخ ويساعد الفريق على استعادة الكرة بسرعة وأشفق كمال عبد الغني على دفاع الفرقة الحمراء في محاولاته المستميتة لتأمين المنطقة الخلفية بنصب مصيدة التسلل وقال إن هذه الطريقة قاتلة والخطأ فيها يكلّف الكثير فضلاً عن أنها تتطلب درجة عالية من التفاهم بين رباعي خط الدفاع وقد شاهدنا كيف تسبب غياب التفاهم بين المدافعين في اهتزاز شباك المريخ أمام وفاق سطيف عندما وقف خط الدفاع على اعتبار أن اللاعب كان متسللاً في حين أن المصيدة تم ضربها بسبب غياب التفاهم بين العناصر وتمنى كمال أن يبتعد دفاع المريخ تماماً عن مصيدة التسلل لأنها لا تؤمن المنطقة الخلفية وأي خطأ في نصب المصيدة دائماً ما يكلّف الفريق الكثير. الزين آدم: وسط المريخ بعيد عن الصناعة من جانبه رأى الزي آدم نجم المريخ السابق أن مباراة أمس الأول كشفت عن فارق كبير بين وسط الخرطوم الذي كان يتناقل الكرة بخفة ومهارة وبأسلوب رائع وجميل يتحدث عن تنظيم عالٍ وبين وسط المريخ الذي اكتفى بالفُرجة والاعتماد على أسلوب الإرسال العالي من الدفاع للهجوم والتمس الزين العذر للمهاجمين لأنهم لم ينجحوا في الوصول إلى شباك الخرطوم وقال إن المهاجم الذي لا يتوافر له الدعم المطلوب من عناصر الوسط لا أحد يستطيع أن يحاسبه على عدم تسجيل الأهداف مشيراً إلى أن المريخ أصبح يعاني بشدة في جانب صناعة اللعب وفي التعاقد مع صانع الألعاب الذي يلعب التمريرة الخفية ويغيّر نتيجة المباراة في كسر من الثانية وتمنى الزين أن يستفيد الجهاز الفني من كل هذه الأخطاء وأن يعيد ترتيب أوراق الفريق وأن يركّز دوماً على العناصر الجاهزة والتي يحتاجها الفريق لافتاً إلى أنه لم يستحسن الخطوة التي أقدم عليها الجهاز الفني بإشراك الغاني كريم الحسن والذي كان عبئاً كبيراً على خط الوسط وجعل الخرطوم الوطني يحكم قبضته على منطقة المناورة ويمارس ضغطاً رهيباً على المريخ وتمنى الزين أن يركّز الجهاز الفني على المباريات المتبقية للفريق في بطولة الدوري الممتاز وأن يعمل على كسب نقاط جميع المباريات المتبقية حتى ينهي المريخ الدورة الأولى وهو في صدارة لائحة ترتيب أندية الممتاز. عصام الدحيش: المشكلة ليست في الهجوم من جانبه قال عصام الدحيش مهاجم المريخ السابق إن الأحمر ما كان ليصل لشباك الخرطوم حتى لو امتدت المباراة لثلاث ساعات لأن المريخ كان يعاني من مشكلة حقيقية في اللاعب الذي يصنع التمريرات المريحة للمهاجمين لأن الأحمر كان يمتلك العناصر القادرة على ترجمة تلك الفرص لأهداف مشيراً إلى أن المقدمة الهجومية كانت معزولة تماماً وكانت تبحث عن التمويل من الوسط دون جدوى لأن وسط الفرقة الحمراء لا يوجد به صانع اللعب الذي يدعم المهاجمين بالتمريرات المريحة وكذلك لا يوجد أسلوب واضح للمريخ يجعل كل العناصر تسهم في صناعة اللعب باستخدام أسلوب التمرير القصير الممرحل واللعب من لمسة واحدة وأشار الدحيش إلى أن هذا الوضع خطير لأبعد الحدود واذا استمرت المعاناة في صناعة اللعب دون إيجاد حل جذري لهذه الأزمة لن يستطيع المريخ تخطي منافسه المغربي والوصول لمجموعات الكونفدرالية. ++