هفوة لمصعب في القمة كادت أن تنهي مسيرته وغلطة ابراهومة أوقفت المتواليات الدكتور عبد الرحمن عباس: الخطأ يمكن أن يكون نقطة الانطلاقة نحو النجاح في وجود مدرب شاطر التيجاني محمد أحمد كرة القدم لعبة أخطاء، لكن طريقة استقبال الخطأ عند الجماهير والإعلام تختلف من لاعب لآخر، هناك من يجزل العطاء ويؤدي بأقل قدر ممكن من الأخطاء وعندما يقع في الخطأ يجد الدعم من الجماهير والتي تطالبه بتناسي ما حدث، ولكن عندما يخطئ من أخطأ أكثر من مرة قبل ذلك الخطأ يتعرض لحملة شرسة على غرار ما حدث لمصعب عمر الذي ارتكب ركلة جزاء أطاحت بالمريخ من الكونفدرالية ثم عاد وارتكب ركلة جزاء في القمة الأخيرة فكادت تلك الهفوة أن تنهي مسيرته لولا قوة إرادة اللاعب التي جعلته ينطلق من محطة ذلك الخطأ ليصبح النجم الأكثر تأثيراً في الفرقة الحمراء، في مباراة أمس الأول أخطأ ابراهيم محجوب وكان ثمن الخطأ أن توقفت الانتصارات الحمراء التي استمرت في ثماني جولات، ترى كيف سيكون التعامل مع هذه الحالة؟ عندما يخطئ المهاجم ولا يستثمر فرصة كان يمكن أن يهز بها شباك المنافسين الأمر أكثر من عادي لأن خطأ المهاجم دوماً مغفور ويمكن للمهاجم أن يعوض كل الأخطاء التي وقع فيها بإهداره للعديد من الفرص السهلة بالتسجيل من آخر فرصة متاحة له ولكن هذه الميزة لا تُتاح للمدافعين، خطأ المدافع يكلّف الكثير بدليل ما حدث لأمير كمال في مباراة وفاق سطيف الجزائري بالخرطوم عندما أخطأ مرتين فدفع المريخ الثمن بالخروج من الدور الثاني في دوري الأبطال البطولة التي وصل في عامها الماضي إلى نصف النهائي، وتسبب ذلك الخطأ في هزة نفسية عنيفة لأمير كمال لدرجة أنه لم يستطع المشاركة في التدريبات التي أعقبت تلك المباراة، بيد أن أمير وجد دعماً جماهيرياً وإعلامياً لا مثيل له حتى يتناسى ما حدث في تلك المباراة ويقدم خدماته بصورة طبيعية للفرقة الحمراء سيما وأن أمير كان يؤدي بإخلاص كبير ويقدم أفضل مالديه مع الفريق وبالتالي مرّت الهفوة التي وقع فيها أمير برغم فاتورتها الغالية دون محاسبة جماهيرية أو إعلامية لأن أمير لم يحدث وأن وقع في مثل هذه الأخطاء القاتلة برغم الوظيفة الحساسة التي يشارك فيها. انقسام حول علي جعفر وقع مدافع المريخ علي جعفر في بداية مشواره مع الفرقة الحمراء في العديد من الأخطاء القاتلة التي كان يمكن أن تنهي مسيرته في الملاعب في ظل الحملة الجماهيرية والإعلامية الشرسة التي كان يتعرض لها بسبب تلك الأخطاء، وتوقع الكثيرون أن تنتهي مسيرة علي جعفر مع المريخ من الأشهر الأولى لكن هذا اللاعب ضرب المثل في الإرادة الحديدية التي تحدت الصعاب بعد أن صمد جعفر في وجه الحملات الجماهيرية والإعلامية وأصبح في وقت وجيز المدافع رقم واحد في الفرقة الحمراء لدرجة أن أنفق مجلس إدارة نادي المريخ مبلغ مليار جنيه لتجديد تعاقده بعد أن كان وحتى وقتٍ قريب يبحث له عن خروج آمن لتصبح حالة علي جعفر نموذجاً للاعب صاحب الإرادة القوية الذي يستطيع أن يجعل العاصفة تمر بسلام ويستفيد من أخطائه وينطلق من الفشل إلى قمة النجاح. هزة عنيفة لمصعب الحملة الأشرس من نوعها تعرض لها نجم الطرف الأيسر للفرقة الحمراء مصعب عمر، الأخطاء التي وقع فيها مصعب قصمت ظهر المريخ الموسم الماضي وأنهت مشواره في دوري الأبطال في محطة نصف النهائي بعد أن فرّط كثيراً في مباراة الإياب أمام مازيمبي الكنغولي لكن مصعب الذي كان يقدم أفضل مالديه مع المريخ لم تحاسبه الجماهير الحمراء على تلك الهفوات غير أن الأمور بدأت تسوء بين مصعب والجماهير بعد أن وقع في خطأ قاتل في مباراة الكوكب المراكشي عندما ارتكب ركلة جزاء غير مبررة أنهت مشوار المريخ في الكونفدرالية، إلى هنا الأمور تمضي نحو الأسوأ لكن عندما تعلق الأمر بمباراة الند التقليدي الهلال والتي كانت تمضي نحو نتيجة التعادل بهدف لكل ارتكب مصعب عمر من جديد ركلة جزاء سجل منها الهلال هدف الفوز ولم يمر هذا الخطأ مثل غيره من الأخطاء بل تعرض مصعب لحملة جماهيرية وإعلامية غير مسبوقة لكنه التزم الصمت وانتظم في التدريبات وساعده الجهاز الفني بأن أبعده عن جميع المباريات التي أعقبت القمة بما في ذلك التي كان يحتاج فيها الفريق لمجهوداته بشدة، وانتظر برهان تية حتى أصبح المريخ مستقراً وأعاد مصعب عمر عبر وظيفة جديدة وبعيداً عن الجماهير الحمراء عندما حل المريخ في ضيافة النيل بشندي وكانت الوصفة العلاجية التي اتبعها الجهاز الفني لحالة مصعب ناجحة لأبعد الحدود فعاد اللاعب بقوة وسجل هدفين وتوّج نفسه نجماً للمباراة وانطلق مصعب من محطة ذلك الخطأ القاتل ليصبح حالياً النجم الأكثر تأثيراً في وسط الفرقة الحمراء. ابراهيم محجوب.. حالة مختلفة قد تكون حالة ابراهيم محجوب الذي وقع في خطأ كبير في مباراة أمس الأول أمام الأمل وكلّفت الأحمر وقف انتصاراته المتواصلة التي بلغت الرقم 8 لأن غالبية الذين وقعوا في الأخطاء في الحالات التي استعرضناها استفادوا من خبراتهم الطويلة في الملاعب وفي مواجهة الجماهير الحمراء لتفادي تلك الأخطاء والانطلاق منها لتحقيق النجاح لأن ابراهيم لاعب صغير في السن وتنقصه الخبرة والتجربة وبالتالي يمكن أن يتعرض لهزة نفسية عنيفة بسبب ذلك الخطأ سيما وأن الإحساس بالذنب كان مسيطراً على اللاعب بعد نهاية المباراة حيث انخرط في بكاء حار مما يعكس مدى تأثر اللاعب نفسياً بالخطأ الذي وقع فيه، ويبقى الدور الأهم في حالة ابراهيم محجوب للجهاز الفني الذي بدأ تحركاته لإخراج اللاعب من الحالة النفسية السيئة التي سيطرت عليه بعد الخطأ القاتل وكان قائد الفرقة الحمراء أحمد ضفر والحارس جمال سالم في مقدمة الذين دعموا ابراهومة معنوياً حتى يتجاوز ما حدث في مباراة الأمل ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هل يسير ابراهومة على خُطى الذين سبقوه في الحالات التي استعرضناها لينطلق من هذا الخطأ إلى قمة التألق والنجومية أم أن خبرته ستخذله وستجعله أسيراً لذلك الخطأ الذي ربما هدد مسيرته في الملاعب. الدكتور عبد الرحمن عباس: الخطأ نقطة الانطلاق نحو النجاح رأى الدكتور عبد الرحمن محمد أحمد عباس اختصاصي الطب النفسي بجامعة النيلين وطبيب المريخ السابق أن الخطأ في كرة القدم وارد جداً لأنها في الأصل لعبة تعتمد على الأخطاء مشيراً إلى أن الأثر النفسي للخطأ يختلف من لاعب إلى آخر حسب شخصية كل لاعب وأضاف: اللاعب صاحب الشخصية القوية والإرادة لا يستسلم أبداً ويحاول أن يرد على منتقديه بسبب الخطأ الذي وقع فيه بأداء مميز يفرض به نفسه على الجماهير والإعلام من جديد ولكن في بعض الحالات التي تتعلق بالشخصيات الهشة يمكن أن يصبح الخطأ بمثابة نهاية لمشوار اللاعب في الملاعب، وأضاف: اذا أخطأ اللاعب لأنه تهاون وتقاعس في القيام بواجبه الأمر قد يكون مؤلماً للجماهير وبالتالي قد لا تتقبل الخطأ ولا تقف معه لكن عندما يقع الخطأ نتاجاً لسوء تقدير يمكن للجماهير أن تتسامى فوق الصغائر وأن تتذكر للاعب المباريات التي كانت متألقاً فيها وبالتالي قد تسامحه وتدعمه معنوياً مما يساعد في عودته على وجه السرعة لمربع الإجادة والتألق، ويرى عباس أن أولى خطوات العلاج للاعب المتأثر نفسياً بالخطأ الذي وقع فيه تبدأ من زملائه داخل الملعب بالتهوين من أمر الخطأ والتأكيد على أن هذا هو حال كرة القدم لكن اذا أقدم اللاعبون على بعضهم لمتابعته على الخطأ وعلى أنه قصم ظهرهم هنا ستكون أولى الآثار السلبية المدمرة قد بدأت بالظهور مشيراً إلى أن الفهم المتقدم للاعبي كرة القدم جعلهم يدركون أهمية مواساة اللاعب عندما يخطئ فأصبحنا نشاهد اللاعب الذي يهدر ركلة جزاء يسارع زملائه لتخفيف وقع الركلة المهدرة ومطالبته بعدم التأثر مشيراً إلى أن الدور الأكبر في حالة ابراهيم محجوب يقع على الجهاز الفني بالمريخ حتى يلعب دوراً بارزاً في مساعدته على تجاوز ما حدث وتقديم الأفضل في مقبل المباريات. على الإعلام الا يستغل عاطفة الجماهير لمحاسبة المخطئين رأى الدكتور عبد الرحمن عباس أن الإعلام يلعب دوراً بارزاً في توجيه الجماهير إما بشحنها ضد أحد اللاعبين بسبب الخطأ الذي وقع فيه ووقتها تتصدى الجماهير للاعب وتفاقم الأمور فيصبح اللاعب بين مطرقة الإعلام وسندان الجماهير وناشد عبد الرحمن الإعلام الرياضي بالطرح الموضوعي والنقد الهادف والابتعاد عن المحاسبة العسيرة للاعبين بسبب الأخطاء العابرة في كرة القدم لأن حتى الإعلامي يمكن أن يخطئ في المادة التي يكتبها وبالتالي الطبيعي أن يخطئ اللاعب الذي يشارك في منشط الخطأ فيه وارد بنسبة كبيرة، ونصح عبد الرحمن الجهاز الفني بالمريخ أن يقحم ابراهيم محجوب في أول مباراة رسمية للفريق لأن استبعاد اللاعب بعد الخطأ مباشرةً يؤدي إلى انهياره نفسياً ويجعله يشعر بأنه بدأ يدفع فاتورة الخطأ الذي وقع فيه باستبعاده من التشكيل الأساسي.