* مباراة لا محل لها من الإعراب ولا تقدّم أو تؤخّر يخوضها منتخبنا الوطني الأول أمام نظيره الجابوني (مستضيف النهائيات) مساء اليوم في ختام التصفيات الأفريقية المؤهّلة لنهائيات الكان 2017. * المنتخب الجابوني وكعادة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قام (بتقليد) أوروبا بإعفائه من التصفيات باعتباره منظّم التظاهرة الافريقية وحتى هنا فالأمر مقبول. * ولكن ما ليس مقبولاً هو السماح بمشاركة المستضيف في التصفيات بتبرير(الإعداد) وعدم حساب نتائجه وبالتالي تضييق الفرص على المنتخبات الثلاثة الأخرى لأن المنافسة وقتها ستقتصرعلى بطاقة واحدة فقط لصاحب المركز الأول. * ولحظ صقور الجديان العاثر أوقعت القرعة المنتخب الجابوني في مجموعة منتخبنا الوطني الذي لم يفتح الله عليه سوى بانتصار وحيد على (سيراليون) بهدف نظيف في استهلالية مشواره بالتصفيات بينما خسر (3) مباريات أمام الجابون وسيراليون وساحل العاج التي تعادل معها بأم درمان بهدف لمثله. * خاض المنتخب الوطني الأول (خمس) مباريات ولم يحرز سوى (هدفين) فقط بينما استقبلت شباكه (سبعة) أهداف. * المهم، الحديث عن ضرورة تحقيق الفوز بغرض التنصنيف الدولي وما أدراك تعتبر حجة واهية ولا ترقى لأن تجعل خيارات الجهاز الفني بتلك الكيفية الغريبة طالما أن صقور الجديان باتوا خارج المنافسة تماماً. * المنطق كان يستوجب ضرورة مواجهة الجابون بمنتخب الشباب تحت 20 عام الذي بلغ نهائيات الكان للشباب 2017 لأنه يمثّل النواة الجديدة للمنتخب الوطني الأول ويمكن لعناصره أن تكون داخل نطاق الخدمة لعشر سنوات قادمات مع بعض الإضافات الطفيفة. * لأن مربط الفرس في هذا التوقيت ليس النتيجة وإنما (الإعداد والبناء) وهى ودية مثالية كانت ستمنح شباب صقور الجديان دفعة معنوية لا مثيل لها ومضاعفة معدّل الثقة لديهم عندما يجدون أنفسهم يُعْتمد عليهم في مباراة تخص المنتخب الأول. * ولكننا للأسف لا نملك مثل تلك العقليات التي تخطط للأمام وإلا لما وجدنا في قائمة المنتخب لمباراة الجابون أسماءً على شاكلة الطاهر الحاج وبويا وصلاح نمر وضفر ومهند الطاهر وبشه ونزار حامد !! * في العام 1996 شارك منتخب الشباب في بطولة سيكافا للمنتخبات وتأهّل من مجموعة كسلا التي ضمت إلى جواره كلاً من (كينيا ورواندا وزنزبار) وواجه المنتخب الوطني الأول في الدور نصف النهائي بالخرطوم وأقصاه بنتيجة (2-1) وبلغ النهائي الذي خسره أمام أوغندا (0-1). * ذلك مثال صغير على جرأة البناء وقتها فمنتخب الشباب عام 1996 كان نواة حقيقية لعدد من السنوات للمنتخب الأول. * ماهو المغزى من إشراك لاعبين مرهقين ومجهدين أمام الجابون في لقاء ودي لا يقدّم أو يؤخّر؟ متى نخرج من عباءة التفكير اللحظي المقيت يا ترى؟ * بالنسبة للتصفيات فقد بلغت منتخبات (مالي – غينيا بيساو – المغرب – مصر – غانا – الجزائر – السنغال – زيمبابوي – الكاميرون) النهائيات مباشرة بحصولها على المركز الأول. * بينما تبقى الحسم في (أربع) مجموعات أولها المجموعة الأولى التي تضم تونسوليبيريا وتوجو وجيبوتي حيث يكفي تونس (10 نقاط) التعادل مع ضيفتها (ليبيريا 10 نقاط) للتأهّل حتى لو حققت توجو (8 نقاط) الفوز على جيبوتي لأن ثلاثتهم سيصلون إلى النقطة الحادية عشرة وستتصدّر تونس بأفضلية الأهداف. * أما الخسارة فيمكنها أن تعصف بالتوانسة خارج النهائيات لأن الصراع على بطاقتي المركز الثاني بات محتدماً للغاية في عدد من المجموعات. * في المجموعة الثانية سيكون الصراع على بطاقة النهائيات بين المتصدّر (جمهورية الكونجو 12 نقطة) و (إفريقيا الوسطى 10 نقاط). * في المجموعة الرابعة أضحت البطاقة بين أوغندا (10 نقاط) و بوركينا فاسو (10 نقاط) أيضاَ حيث تستضيف الأولى جزر القمر بينما تواجه الثانية بوتسوانا وفي حالة فوزهما معاً فستتأهل بوركينا فاسو مباشرة لأنها تتفوق في المواجهات المباشرة على أوغندا بينما ستنتظر الأخيرة هدايا المجموعات الأخرى للعبور عبر بطاقة أفضل الثواني. * في مجموعة السودان اقتصر التأهّل على بطاقة واحدة بين ساحل العاج (5 نقاط) وسيراليون (4 نقاط) عقب سحب نتائج المنتخب الجابوني كما أسلفنا أعلاه ويتواجه المنتخبان بأبيدجان في اللقاء الفاصل. * نظام التصفيات يقضي بتأهّل متصدّري المجموعات (الثلاثة عشر) إضافة لأفضل منتخبين حاصلين على المركز الثاني والذي اقتصر فيه التنافس على منتخبات (تونس – ليبيريا – توجو – جمهورية الكونجو – افريقيا الوسطى – بنين – بوركينا فاسو – أوغندا – اثيوبيا – سوازيلاند) ليكون المجموع (15) منتخب ينضمون للمستضيف الجابون. * فجع الوسط المريخي بنبأ رحيل السيّد (محمد فقيري عدلان) بعد صراع طويل مع المرض نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل قبره روضة من رياض الجنة و يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين والشهداء. * حاجة أخيرة كده :: خيارات تقليدية وتفكير محدود !!