الكابتن مازدا محتكر تدريب المنتخبات الوطنية فى أفشل مراحل تاريخها كنت سأتعاطف معه لو أنه صحح أخطاءه التى ظل يرتكبها فى حق المنتخبات الوطنية التى هيمن عليها. فلقد كان مازدا بحاجة لأن يعترف بأخطائه ولكنه بدلاً من ذلك رأيناه يتعامل مع مباراة اليوم مع الجابون بنفس العقلية حيث أضفى عليها أهمية تحسين موقف السودان فى التصنيف الدولى ولا أدرى ماذا يفيد هذا السودان وهو يتعين عليه أن يسترد تاريخه بالفوز باللقب ويضيف له رفع علمه فى كأس العالم، ولكن مازدا ضل طريقه وهو يفتقد أى خطة و رؤىً مستقبلية للمنتخب كانت تحتم عليه الاعتماد على بناء منتخب مستقبل من الشباب حتى تصقله التجربة لهذا كنت أحسبه بل وأشيد به لو أنه هو الذى قرر الاستغناء عن كبار نجوم الفشل لربع قرن مردودهم صفرعلى الشمال وأن يكون قراره ملاعبة فريق الجابون بالشباب الذى يحمل أمل المستقبل لا أن يجبره تمرد العواجيز على ذلك لهذا فلقد فوجئت بأن عجزة الفشل هم الذين تمردوا على المنتخب وأنه هو الذى بات حزينا بدلاً من أن يسعدنا هو بالاستغناءعنهم لأنه كان ينظر لمباراة الجابون اليوم بمفهوم تحسين التصنيف مغلباً هذا الفهم عديم القيمة على بناء منتخب المستقبل الذى يحتم عليه أن يسقط من حساباته نجوم الفشل الذين تمردوا وماكان له أن يتيح لهم شرف التمرد لو أنه بادر بإسقاطهم من حساباته، ولكن شاء القدر أن تلقن روح الشباب المهمل مازدا ولاعبيه من نجوم الفشل الذين تباكى على تمردهم عندما قدم الشباب مردودا إيجابياً رغم الهزيمة أمام نفس منتخب الجابون وقدموا مباراة نأمل فى أن تكون درساً يستوعبه مازدا و من يخلفه. فخلق منتخب وطنى أو منتخبات وطنية مؤهلة لأن تعيد السودان لانجازاته التاريخية رغم قلتها يعتمد على خطط المستقبل التى تقوم على الاعتماد على الشباب وليس (عواجيز) الأضواء الإعلامية الذين لم يشهد تاريخهم أى انجازات لهم سواء على مستوى المنتخبات أو الهلال والمريخ فالسودان يحمل رصيده تحقيق اللقب الإفريقى عام 70 وأولمبياد ميونخ 72 وكأس العالم للشباب 91 و منذ ذلك التاريخ أصبح السودان خارج المنظومة الإفريقية وأرجو ألا يباهينا أحد بالحديث عن بطولات سيكافا أو ظهور المنتخب فى نهائيات الأمم الافريقية فسيكافا بطولة أضحوكة لدول الفشل إفريقياً، أما بلوغ المنتخب نهائيات أمم افريقيا فإنه لم يكن نتيجة تأهل المنتخبات السودانية وإنما كان هبة من الاتحاد الإفريقى الذى أملت عليه المصالح المادية أن يرفع عدد المنتخبات التى تتأهل لنهائيات أمم إفريقيا من ثماني دول إلى ضعفها أى 16 دولة ولهذا لم يكن السودان هو الذى استرد مكانته فى التأهل للنهائيات وإنما النهائيات هى التى جاءت إليه طوعاً وهبة ولو أن نهائيات أمم إفريقيا بقيت على ما كانت عليه لأفضل ثماني دول إفريقية لما رأينا السودان فى نهائيات الأمم الإفريقية حتى اليوم. لهذا فأن الطريق للمستقبل يتطلب أولاً أن يرتفع الاتحاد لمستوى المسئولية ولا يتهرب من تطبيق لائحة ترخيص الأندية التى أقرتها الفيفا والتى تقوم على احترافية الأندية وعلى رأسها فرق الناشئين والشباب لتشمل هذه الأندية منظومة الاتحاد وحتى يتأهل السودان لمستقبل جدير لمنافسة الكرة الإفريقية ويطمع فى الظهور عالمياً. لهذا من الضرورى يا مازدا أن تقلبوا الصفحة وتسقطوا نجوم الأضواء والفشل من عواجيز الكرة من حسابات المنتخب والتزموا بخطط الاعتماد على الشباب لبناء منتخبات المستقبل.